-   شرف الدين من السراي: مشروع قانون المصارف لن يكون على حساب المودعين    -   وزارة الداخلية العراقية: ضبط وكر لتنظيم داعش في محافظة ديالى شرقي البلاد    -   الجيش اللبناني: بدء انتشار وحدات من الجيش للتمركز في رأس الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا - صور وبيت ليف - بنت جبيل    -   الوكالة الوطنية: قتيل وجريحان في اشكال ببلدة بقرصونا - الضنية    -   وزير الإعلام زياد مكاري بعد جلسة الحكومة: الرئيس ميقاتي سيترأس زيارة قريبة إلى سوريا    -   مجلس الوزراء إتخذ في جلسته قرارًا بترحيل الناشط المِصريّ المعتقل في لبنان عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات    -   الميادين: الجيش الإسرائيلي ينفذ تفجيراً في عيترون    -   الجيش اللبناني: وصول طائرة تحمل مساعدات إنسانية هبة من السلطات الإيطالية    -   ترامب: سأصدر عفوا عن مرتكبي هجوم الكابيتول عام 2021    -   ترامب مهددا حماس: إما عودة الرهائن أو الجحيم    -   الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب: سألتقي بوتين بعد تنصيبي    -   رئيس الطيران المدني في سوريا للعربية: أكبر التحديات لنا إهمال نظام الأسد للمطارات والتدريب
الاكثر قراءة

مختارات

حكومة تنقذ العهد والوطن

ربما اعتقدت القوى السياسية المتمسكة بقوة في مواقعها في السلطة منذ ما يزيد على ثلاثة عقود ان في امكانها كسب الوقت من أجل تجاوز عين العاصفة التي شكلتها الانتقاضة الشعبية المفاجئة والصادمة. واعتقدت هذه القوى بأنها ستكون قادرة من خلال تحريك شارعها الخاص، ومن خلال الضغوط التي يمكن أن يمارسها الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى على احتواء ساحات الانتفاضة وتحركاتها، وبالتالي تجاوز اطلاق أية مبادرة اصلاحية تتجاوب مع المطالب الشعبية لجهة تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، توحي بالثقة وتملك الرؤية والقدرة لوقف الإنهيار الحاصل على المستويين المؤسساتي والإقتصادي.

فشلت جهود الشارع المضاد للإنتفاضة، والمشكل من حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، في الحد من إندفاعة الجماهير المنتفضة ضد السلطة، وخصوصا في المدن والمناطق التي تشكل البيئة الحاضنة لهذه القوى سواء في جبل لبنان الشمالي أو صور والنبطية أو في بعلبك والهرمل. و نجحت الإنتفاضة في تجنب اللجوء إلى مواجهة كل التحرشات بالجنوح إلى العنف، وعلى الإبقاء على سلميتها في التعامل مع المواجهات التي حصلت بينها وبين قوى الجيش والقوى الأمنية، وهذا ما شد من عزيمتها وأكسبها المزيد من التأييد والدعم على المستويين الداخلي والخارجي. وكان اللافت في الأمر بأن وعي الإنتفاضة وتمسكها بسلميتها قد اضطر الجيش والقوى الأمنية على التعامل معها باللين والإقناع وإعارة مطالبها وشعاراتها آذاناً صاغية، مسقطة بذلك مراهنات وآمال الجهات الفاعلة في السلطة على إمكانية فضها عن طريق الضغوط الأمنية، وبحجة الحفاظ على جميع الطرق مفتوحة.

لا بدّ أيضاً من التوقف عند إسقاط المتظاهرين في كل الساحات الإنقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية، بالرغم من وجود جذور عميقة وقديمة لمثل هذه الإنقسامات. لقد غيبت الإنتفاضة عن مطالبها جميع المسائل المتعلقة بالترتيبات السياسية والطائفية، بما فيها تلك المكرسة بموجب دستور الطائف، كما غيبت جميع الهويات الدينية والمذهبية، وذلك حرصاً منها على وحدة وفعالية تحركها ضمن جو من الوئام الوطني العام والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة من اجل اسقاط الطبقة السياسية الطائفية، والسير قدماً نحو الإصلاحات الديمقراطية المنشودة. نجحت المعارضة خلال ما يزيد عن شهر ونصف من التحركات والإعتصامات والمظاهرات في إظهار الوهن السياسي في جسد السلطة، حيث عجزت عن إظهار توافق الحد الأدنى بين اطرافها للخروج من المأزق الراهن، والذي يتمثل بتكليف رئيس حكومة جديد من أجل السعي لتشكيل حكومة قادرة على كسب ثقة الشعب، من خلال إقناع المنتفضين بقدرتها على بدء عملية إصلاحية هادفة إلى وقف الفساد ومنع الإنهيار الإقتصادي والمالي.

تدور الجهود السياسية بين قوى السلطة المتمسكة بالحفاظ على إستمرارية وجودها ومكاسبها حول نقطة محورية تتمثل بإقناع الرئيس سعد الحريري بقبول تكليفه بتشكيل الحكومة، وتصطدم هذه الجهود بعقدة رفض الحريري التماهي مع مطالبهم بتشكيل حكومة تكنوسياسية، وبما يتعارض مع مطالب الإنتفاضة بحكومة مستقلة تملك رؤية إصلاحية واضحة. يدرك الحريري جيداً بأن مواصفات الحكومة التي يطالبون بها، لن تنال ثقة الشارع، وبأنها لن تملك الرؤية أو الإرادة للقيام بالإصلاحات المطلوبة، وستكون معرضة بالتالي للسقوط فور إعلانها.

يأتي إصرار حزب الله والرئيس نبيه بري على تكليف الحريري إنطلاقاً من رصيده السياسي الداخلي والخارجي، وإنطلاقاً من حرصهما لتشكيل حكومة ميثاقية ترضى بها الطائفة السنية، حيث يحظى الحريري بثقل التمثيل ، كما يحظى الحريري بدعم دولي واسع، يؤمن تدفق كل أشكال الدعم العربي والدولي للبنان، بالإضافة إلى حاجة حزب الله للمظلة السياسية التي تؤمنها له حكومة يرأسها الحريري.

في رأينا أن رفض الحريري للشروط المفروضة لتشكيل حكومة تكنوسياسية لن يسمح بفتح كوة في حائظ أزمة التكليف وأن الآمال والتمنيات ببدء الإستشارات النيابية خلال أيام ما زالت مجرد أوهام تطلقتها القوى السياسية التي تدور في فلك العهد من أجل كسب المزيد من الوقت، خصوصاً مع إدراك هذه القوى بأن الحريري بات محصناً أمام التهويل بحدوث فتنة، أو الدفع نحو تدخل مكشوف من قبل حزب الله لتكرار ما حدث في الشارع في 7 أيار عام 2008.

ولا بدّ أن تدرك القوى السياسية هذه بأن ضغوطها على الحريري لقبول التكليف شخصياً أو من خلال شخصية يختارها ويدعمها لن يتوافر لها النجاح وبأنه بات من الضروري أن تراجع حساباتها وإعادة تقييم ما حدث في البلد من تحولات منذ إنطلاق الإنتفاضة إلى الآن، حيث ترسخت القناعة عند الجميع بأن مفتاح الحل للأزمة يبدأ من البحث عن شخصية سنية مستقلة، لها تاريخها وإنجازاتها، لتكليفها بتشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية، والتحضير لإنتخابات عامة جديدة في أقرب وقت ممكن.

لا بدّ أن يدرك سيّد العهد أنه نظراً إلى عدم وجود مؤسسات وقيادات موثوقة في الدولة والمجتمع السياسي، وقادرة أن تلبي مطالب الشعب الملحة والمحقة لتأمين إدارة نظيفة وفاعلة للدولة وللشأن العام، فإن اللعب على الوقت لإطالة الهدنة الراهنة قد يدفع مرة آخرى بإتجاه حصول حرب أهلية أو التسبب بتدخل خارجي، مع خطر الإنزلاق إلى حرب إقليمية.

يتمحور المخرج من الأزمة الراهنة على الإقتناع بالبحث عن شخصية سنية كفؤة ومستقلة، وتكليفها بالبحث عن تشكيلة حكومية تستعيد ثقة الشارع، وتفتح بالتالي الباب أمام العهد للوفاء بما وعد به الرئيس عون من اصلاحات، كما تفتح أمامه فرصة كتابة صفحته الخاصة في تاريخ الجمهورية اللبنانية.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

العميد الركن نزار عبد القادر | اللواء
2019 - كانون الأول - 04

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

صدام بين
صدام بين 'التيار' و'أمل' وآخرين.. آتٍ قريباً؟
فيسبوك ماسنجر يتوقف عن العمل في عدد من دول العالم
فيسبوك ماسنجر يتوقف عن العمل في عدد من دول العالم
شقير حذر من التمادي في التهجم على التجار
شقير حذر من التمادي في التهجم على التجار
مقتل الشاب حسن خير الدين.. والخارجية: لعدم إختلاق سيناريوهات
مقتل الشاب حسن خير الدين.. والخارجية: لعدم إختلاق سيناريوهات
أوقفها الجيش أثناء قيامها بالتقاط صور للحاجز
أوقفها الجيش أثناء قيامها بالتقاط صور للحاجز
عزل بلدة داريا الشوف 4 ايام بعد ارتفاع عدد الإصابات بكورونا
عزل بلدة داريا الشوف 4 ايام بعد ارتفاع عدد الإصابات بكورونا

آخر الأخبار على رادار سكوب

تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها