|
كتب رمال بو يونس:
شهد لبنان في الاشهر الاخيرة مؤشرات سياسية واقتصادية وامنية تنبئ ان البلاد مقبلة على تحولات كبيرة قد تغير العديد من الأمور وتحدث الكثير من الاهتزازات في الساحة السياسية، ولعل حادثة قبرشمون وما انتجت من تداعيات كانت من العلامات الكبرى الواضحة التي تشير الى ان الاحداث والبلاد قبلها ليس كما بعدها، حيث ان مقدمات الحدث كانت تؤشر الى اصرار طرف سياسي وتحديداً رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على حرق المراحل السياسية والعمرية والعملانية من اجل تحقيق حلم كان هاجس عمه من قبل حتى تسنى للاخير وعد من حليفه القوي والوفي لحلفائه، وسمو الأخ اللدود على جراح الماضي والمضي نحو بناء دولة وجمهورية قوية فكان تفاهم معراب، وسط احتضان وتبني مستقبلي، فتحقق الحلم واصبح واقعا، ودخل العماد ميشال عون الى قصر بعبدا رئيسا بعد مرور سنوات على خروجه منه...
وفي غمرة تلك التطورات والتصريحات المرتفعة بأن العهد سيكون قوياً ويأتي بالاصلاح المنشود، غير انه ماكاد العهد ينتصف حتى استعجل الوزير باسيل المستند على رصيد العماد ميشال عون ومسخرا رصيده الشعبي فظن نفسه جنرالا واستباح التيار وسخره لمصلحته ومصلحة مشروعه فبدأ بسياسة الاقصاء لكل من يخالفه تحت ذرائع يطلق عليها جزافاً ديمقراطية حزبية وانظمة داخلية، حتى كشفت جولاته في المناطق عن نرجسية في مستوى تلامس المرض ادت الى حادثة قبرشمون ولولا العقلاء في البلاد لما استطاعوا بعد اربعين يوماً ايجاد تسوية ومخرج، وبدا ان هناك جبهة سياسية مناوئة، ينضوي فيها كل من جنبلاط وبري والحريري وجعجع وفرنجية مع غض نظر من قبل حزب الله، لأضغاث احلام الوزير جبران باسيل وافهام من يلزم ان من استعجل امر قبل اوانه عوقب بحرمانه، وان ابل الرئاسة لا تورد بهذه الطريقة والاسلوب ، فانكفاء الوزير باسيل مرحلياً وبحجة التحضير للانتخابات الرئاسية في التيار التي مارس فيها سلطته فكان الفوز بالتزكية بطعم الخسارة وفق مايرى اكثر من مراقب، وكيف لا، ففي حين كان فوز التزكية يعلن كان الجنرال المغوار والمنفتح على الجميع النائب الكسرواني شامل روكز يجمع اصدقاءه على مائدة غداء وطاولة مستديرة لنقاش ما ينوء تحته الوطن والتيار حيث جمع غداء اللقلوق ما يمكن تسميتهم بقدامى التيار او بالأحرى المناضلين الذين رفضوا ان ينضموا الى القطيع رافضين الاذعان لرغبات الوزير باسيل مع حفاظهم على محبة الجنرال الرئيس ميشال عون، وبدا غداء اللقلوق كما لو انه مرحلة جديدة من العمل الوطني انطلقت، وكما لو انه خطوة تنسيقية من اجل اعلان حركة تصحيحية للتيار الذي بدأ يفقد شيئا من بريقه، بفضل سياسة العزل والالغاء التي تمدد بها جبران باسيل من التيار الى باقي القوى السياسية وتحديداً المسيحية وتحديداً القوات التي رفعت الصوت لتصحيح المسار ولكن لاحياة لمن تنادي. خصوصا وان العهد القوي وبالدليل والبرهان لم يحقق ما كان يصبو اليه بفضل سياسات بعض اركانه وعلى رأسهم باسيل الذي يرى ان الجميع يعرقل له فيما هو يحمل في طيات عمله عرقلة نفسه فالرجل الذي اختصر التيار بشخصه الكريم لا ينظر الى المرآة .
هذا غيض من فيض وللكلام صلة حول ما يدور في الصالونات السياسية حول قيام جبهة مسيحية جديدة لمواجهة التحديات المقبلة... وان غداً لناظره قريب.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|