|
بقلم ماري فرحات:
الويل لذكر أذل امرأة، ولرجل دين أهان امرأة، ولسياسي سعى لتحطيم امرأة. أدنوا مني واسمعوا جيداً ايها القوم الذكوريون، ان خيانتكم لنا نحن النساء بنات مريم، لن تنقص من أنوثتنا أية درجة، ولن تسلب منّا كرامتنا، وتعديكم علينا يزيدنا إصراراً وعزماً بأن نثبت كياننا ونقول كلمة الحق ورؤوسنا مرفوعة للعلى. فاتهاماتكم لنا بالباطل لن تجدي نفعاً ولن تؤثر علينا، فكما تقول الجدة: الكلاب تنبح والقافلة تسير.
اما انتم يا رجال الدين، وقضاة المحاكم الروحية، كيف لكم إعطاء امرأة كل حقوق الأمومة والحضانة والتربية وارضاء ضميركم بحرمانها نفقة مالية تليق بها وبأولادها ليستقروا بشرف، وينعموا بلقمة عيش كريمة، تجعلهم غير مشرّدين يعيشون بكرامة ولو بالقليل القليل. ان كانت هذه القرارات تؤخذ لكي تحاربوا بها الأم لكي تضعف وتستسلم وتتخلى عن اطفالها فانتم مخطئون وغير مدركين ماذا تفعلون. فأحكام محاكمكم المحلّية وحتى الدولية منها لا تستطيع سلب الأم اللبنانية أطفالها من قلبها، ولا أخذهم عنها سَواء أكان بالوساطة او بالقوة.
وهنا الصوت المدوي يعلو ليطال نيافة بطريركنا الماروني المحترم طالبين من شخصه الكريم أن يعير محاكمنا الاهتمام اللازم، وينظر بقلبه ويسمع بفكره لما تتعرّض له الأم المسيحية، وأن يساعدها بحكمته وأن يفرض بسلطانه أن تعطى حقوقها المنطقية، لأنها هي الركن الأساس باستمرار دور الكنيسة الفعال والالتزام الرعوي والنشاط الإجتماعي الديني العائلي. فهي بتعاليمها وبدورها الرائد، توجه أطفالها ليسلكوا طريق النجاح.
اما لرجال السياسة فحدث ولا حرج فنراهم لربح صوت من هنا، أوكسب موقف من هناك، يدمرون عائلات عن بكرة أبيها باقتحامهم وتدخلهم بالأحكام القضائية من خلال نفوذهم وسلتطهم السياسية التي استمدّوها (بالأصل) من الشعب، وأعطيت لهم بكرامة واحترام ووفاء. ولكن ما ان وصلت آلى أيديهم، حتى جعلوها عصا سحرية يضربون بها تارة هنا، وتارة هناك، لغايات شخصية وخدمات ذاتية.
كوني امرأة بكل ما للكلمة من معنى، فهناك مسؤوليات والتزامات عليك الالتزام بها. فالمرأة لم تُخلق لتكملة احلام رجل ما، ولمساندته لكي يصل إلى أهدافه ويحقق طموحاته في الحياة وبعد وصوله الى نشوة الأنانية وحب الذات يقوم برميها في قمقم العذاب والذل والقهر وصولاً بعدها الى الضرب والشتم والاهانة معتبراً انها "اجر كرسي" فالمرأة كيان بحد ذاته، كيان له احلامه وأهدافه وطموحاته الخاصة، ومن لا يريد الاعتراف بذلك والالتزام به، فليكمل مسيرة حياته وحيداً، وليخبرنا لاحقاً عن إنجاز واحد حققه بعيدا عن المرأة، لكي نصفق له بحرارة ونبتسم مهللين مهنّئين بالنصر الذي حققه.
لا البكاء ولا الندم ولا الانهيار النفسي يحفظ لك ما سرق منك. فسهر الليالي وتذوّق مرارتها والتضحية والتعب والألم وخسارة أجمل سنين عمرك لن تعوّض بمحكمة مسيّرة، ولا بقرار مزيّف، ولا حتى بكنوز هذا الكوكب المريض.
كل ما عليك هو أن تنتفضي أيتها الأنثى، وتمشي واثقة الخطوات مرفوعة الرأس، فالمجتمع لن يتكاثر دون رحمك، ولن يربى دون إرشاداتك وتعاليمك، ولن يتقدم دون تشجيعك ودعمك اللامتناهي. فانت حجر الأساس، والحاضر الموجه لمستقبل ناجح وواعد، وإن غيّب دورك الأساسي الفعال هؤلاء الجهلة، فهم لا يعرفون المعنى الحقيقي للامومة ولدورها العظيم، فلا تحزني، لأنه مع تغييب دورك يكونون قد غيبوا معك مواطناً صالحاً وانساناً حكيماً عن أنظار الغد الذي لن ترحم أيّامه أحداً منهم ومن كل من ساعد أو ساهم أوحاول تدمير عائلة على هذه الأرض، فصوت الحق يجعل صاحبه بثانية واحدة مجنوناً أو مضطرباً نفسياً أو مريضاً. #كوني_إمرأة
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|