-   شرف الدين من السراي: مشروع قانون المصارف لن يكون على حساب المودعين    -   وزارة الداخلية العراقية: ضبط وكر لتنظيم داعش في محافظة ديالى شرقي البلاد    -   الجيش اللبناني: بدء انتشار وحدات من الجيش للتمركز في رأس الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا - صور وبيت ليف - بنت جبيل    -   الوكالة الوطنية: قتيل وجريحان في اشكال ببلدة بقرصونا - الضنية    -   وزير الإعلام زياد مكاري بعد جلسة الحكومة: الرئيس ميقاتي سيترأس زيارة قريبة إلى سوريا    -   مجلس الوزراء إتخذ في جلسته قرارًا بترحيل الناشط المِصريّ المعتقل في لبنان عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات    -   الميادين: الجيش الإسرائيلي ينفذ تفجيراً في عيترون    -   الجيش اللبناني: وصول طائرة تحمل مساعدات إنسانية هبة من السلطات الإيطالية    -   ترامب: سأصدر عفوا عن مرتكبي هجوم الكابيتول عام 2021    -   ترامب مهددا حماس: إما عودة الرهائن أو الجحيم    -   الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب: سألتقي بوتين بعد تنصيبي    -   رئيس الطيران المدني في سوريا للعربية: أكبر التحديات لنا إهمال نظام الأسد للمطارات والتدريب
الاكثر قراءة

مختارات

حين ابتلع 'الحوت' القوّاتي... 'الأسماك' الكتائبية

مهما بدت التقديرات والدراسات على طاولة رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل عشية السادس من أيار، متشائمة وسوداوية، ما كانت لتتكهّن أنّ مرشّحي الحزب سيتعرّضون لعمليةِ سطو ممنهَجة، تتحمّل القيادة مسؤوليّتَها في الدرجة الأولى، والخصوم في الدرجة الثانية، وهؤلاء كانوا حلفاء في بعض الدوائر... تعرّيهم من فائض الأصوات التفضيلية، حتى لو صاروا نواباً.
ما انتهت إليه صناديق الاقتراع بحصر التمثيل النيابي بثلاثي سامي الجميل- نديم الجميل- الياس حنكش، كان أشبه بالكارثة التي تصيب الحزب، ولو أنّها كانت متوقّعة من جانب البعض، لكنّ الأرقام التي حققها الفائزون شكلت صدمة للكتائبيين قبل غيرهم، يُفترض أن تدفع الصيفي الى مراجعة حسابتها السياسية قبل الانتخابية، لأنّ مصيرَها على المحك.

خلال الأسبوع المنصرم، تحوّلت أخبار الكتلة الكتائبية الى مادة تهكّم وكاريكاتور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أنّ كتلاً أخرى تساويها عدداً، لكنّ الاستعراضات الانتقادية التي خاضتها الصيفي منذ تأليف حكومة سعد الحريري، فتحت شهيّة «هزليّين»، كانت تعليقاتهم أشبه بملح على جرح قد يحتاج الى سنوات ليلتئم.

فعلياً، كانت الترجيحات التي سبقت «اليوم الكبير» لا تمنح الكتائب أكثر من ثلاثة انتصارات، وإذا ما أسعفتهم العناية الإلهية، فقد يبلغون عتبة الأربعة نواب... وقد تظلمهم الأرقام فتنحصر الغلّة بنائبين اثنين فقط. لكنّ الفاجعة حلّت حين سُمعت أعدادُ الأصوات التفضيلية التي نالها الفائزون والخاسرون على حدٍّ سواء.

بدت الكتائب حزباً ناشئاً يلملم فتات الأصوات التفضيلية وقد تبيّن بلمح البصر، أنه مقابل «الانكماش» الكتئابي ثمّة تمدّد قواتي «خطير» انتشرت بقع زيته على طول المعارك التي خاضتها معراب.

التماهي بين القواعد الكتائبية والقواتية كان متوقعاً، وهو لطالما تخوّف منه النائب المتني الذي حاول إبعاد كأس التفاهم المُرّة بين الحزبين قدر المستطاع، لكنه عاد ورضخ لضغط النواب بعدما فشلت رهاناتُه على مجموعات «الحراك المدني».

ليس خفيّاً القول إنّ الجميل ما كان ليرضى بشبك الأيادي مع معراب وهو يعرف مسبقاً أنّ «الحوت القواتي» سيقضم «الأسماك الكتائبية»، لاعتباراتٍ عدة، وهو لذلك حاول إيجاد تفاهمات بديلة تقيه شرّ الوقوع في شرك معراب، التي يدرك جيداً أنّها ترصده «على الكوع» وتنتظر وقوعه بين يديها. وفعلاً هذا ما حصل.

الشواهد على «المجزرة» القواتية بحقّ الأصوات الكتائبية كثيرة، ويمكن لأيِّ كتائبيٍّ أن يسردَها. في عرين الحزب، المتن حيث «عاند» الجميل كل محاولات التقرّب من القواتيين، تبخّر أكثر من 7000 صوت كما يشكو هؤلاء، تمّ وضعُ اليد عليهم من جانب «القوات»، وسركيس سركيس.

في كسروان، تسرّب أكثر من نصف الأصوات، أي نحو ألف صوت باتّجاه نعمة افرام وشوقي الدكاش. في البترون طار أكثر من 1500 صوت من أمام سامر سعادة لتحطّ في صندوقة فادي سعد، وفي زحلة المعادلة متشابهة، أكثر من 1200 صوت توزعت بين العصب القواتي الذي مثله جورج عقيص، والإغراءات المادّية التي قدمها سيزار المعلوف.

ولكن لماذا حلّت هذه الكارثة؟

بدأت القصة حين قرّر رئيس الحزب سامي الجميّل الانقلابَ على الطبقة السياسية وكأنه لم يخرج من رحمها أو يُخاويها لسنوات. حاول إيهام مجموعات «الحراك المدني» أنه من قماشة مختلفة عن «رفاقه»، متناسياً جلوسَه لسنوات الى جانب السلطويّين حكومياً وبرلمانياً.

حاول إقناعَ الرأي العام أنّه منتفِضٌ على كل فريق تَلوّثت يداه بنِعَم السلطة وبأنه من طينة مغايرة في استطاعته تقديم خيار بديل عن المتربّعين على عروش «المعالي» و»أصحاب السعادة».

بطبيعة الحال كانت لهذا الخيار أثمانُه الباهظة، أقلّه عند الرأي العام الذي اعتقد لوهلة أنّ الحزب مستعدٌّ للتضحية بكل شيء ليرفعَ من حواصل مجموعات جديدة ثائرة على الطبقة الحاكمة، لعلّها تخترق لوائح السلطة. أمّا الثمن الأكبر فكان في العلاقة مع الطبقة السياسية نفسها.

وفي لحظات فَرز الترشيحات البيضاء عن السوداء، وجدَ الجميّل نفسه مُكرَهاً لا بطلاً، بالعودة الى المربّع الأول: التحالف مع القوى التقليدية. إمّا لأنّ مجموعات «الحراك المدني» لم تقتنع بـ»توبة» الحزب من «خطيئة» السلطوية، وإمّا لأنّ حسابات العقل والمنطق تعطي الأرجحيّة للتحالف مع قوى شبيهة على حساب المجموعات الجديدة. وهو خيار فَرضه النواب لا القيادة.

ولكنّ النتيجة على المدى البعيد مُكلفة جداً: فقد خسر الحزب حلفه مع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري حتى لو جرت محاولات تجميل العلاقة، لكنّ جسر الثقة بينهما مَنسوف ولا إمكانية لترميمه. وبطبيعة الحال العلاقة ليست أفضل حالاً مع «التيار الوطني الحر» بفِعل التراكمات التي لم تَخلُ من اتّهامات، فيما العلاقة مع «حزب الله» سيّئة، ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مُصابة، وللمرة الأولى منذ سنوات، بعطب ولم يبقَ منها إلّا الشق العائلي الذي لا يعوّض الإطار المؤسساتي...

وحدها العلاقة مع «القوات» استعادت بعضاً من عافيتها بفِعل التفاهم الانتخابي الموضعي. لكنّ المشكلة هي في وضعية حزب الكتائب تجاه «الظهير الإقليمي»، أي السعودية. تتعامل الرياض مع معراب على أنها الحليف الأول والأقوى بين ما كان يُسمّى مسيحيّي 14 آذار، وبالتالي قد لا تمنح السعودية اهتمامها ودعمها لحزب يعجز عن تأمين حضور نيابي وازن!

وفق معنيّين، فإنّ الصيفي راهنت على رفع نسبة الاقتراع لتسييلها أصواتاً اعتراضية تكون بمثابة رافعة لمرشّحي الحزب. وإذ بالإنكفاء يكبّل الناخبين، فيما معراب تنجح في خوض حملة انتخابية «نظفية» بمعنى خطاب موحّد، تحالفات متجانسة، تقديم نفسها بثقة أمام الناخبين، ماكينة انتخابية يقال إنها كانت الأكثر تنظيماً بين رفيقاتها في الأحزاب المسيحية.

تمكّنت معراب من التأثير على القواعد المشترَكة، التي تعتبر أنّ التصويت لمرشحي «القوات» مساوٍ للتصويت لمرشحي «الكتائب» على قاعدة «من العبّ للجيبة»، وإقناعهم بعدم رمي أصواتهم في سلّة المهملات من خلال الاقتراع السلبي لمرشح لا حظوظَ له بالفوز، وبالتالي تجيير هذه الأصوات لصالح مرشحين تبعدهم خطوات قليلة عن الفوز. قدّمت نفسها على أنها آخر «هنود 14 آذار» والأجدر بأصواتهم.

هكذا ارتفع حاصل شوقي الدكاش في الأيام الأخيرة التي سبقت السادس من أيار بشكل لافت بعدما لاحقته الاعتراضاتُ من جانب القواتيين، وإذ به يصير بفعل خطاب القيادة مرشح نائب محتملاً.

بعض رؤساء الأقسام الكتائبية يحملون في هذه الأيام الورقة والقلمة ويسجّلون بالرقم عدد الأصوات التي سُلبت منهم طوعاً، بالاقتناع أو بالإغراء المادي. في ماكينة نعمة افرام، أسماء كتائبية من القدامى معروفة هي التي عملت على «نشل» الأصوات الكتائبية من أمام شاكر سلامة. هؤلاء يمكلون القدرة على التواصل مع كتائبيّين من جيلهم أو ممَّن هم أصغر حتى. عرضوا الخدمات التي لا تكترث لها القيادة، فكان الفارقُ الكبير.

يكفي تشريح حالة النائب طوني زهرا الكتائبي النشأة، لمعرفة مدى قدرة القوات على التسلّل الى القواعد الكتائبية وجذبها الى مرشّحي معراب.

وحده نديم الجميل نجا من عملية «الخصخصة» للأصوات الكتائبية، لرمزيّة اسمه فقط. إبن بشير، ولا تزال بقايا 14 آذار في الأشرفية تعطي لهذه الرمزيّة مكانتها في تصويتها، كما أنّ فريقه المساعد من القدامى نجح في طرق أبواب الرفاق الحزبين لإقناعهم بخطورة إقفال هذا المنزل.

هكذا سيكون سامي الجميل أمام تحدي إسكات الأصوات المعترضة داخل بيته، ومن جانب القدامى الذين تتآكلهم صور الماضي يوم كانوا في الحزب الأقوى والأكثر انتشاراً. أزمته ليست فقط في نتائج الانتخابات المخيّبة للآمال، وإنما في الأزمة السياسية التي يواجهها الحزب.

فقد قرّر مخاصمة كل الناس على أمل ربح المناخ المعارض، وإذ به لا يربح المعارضين، ويواجه خصومة كل الطبقة السياسية. لم يترك الجميل لحزبه أيَّ صديق في الداخل، وفي السعودية ترك الساحة لجعجع.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

كلير شكر | الجمهورية
2018 - أيار - 13

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

انتشال جثة مقابل شاطئ طبرجا
انتشال جثة مقابل شاطئ طبرجا
إشكال بين عائلتين تطور الى إطلاق نار
إشكال بين عائلتين تطور الى إطلاق نار
توقيف خمسة أشخاص لترويجهم عملة مزورة
توقيف خمسة أشخاص لترويجهم عملة مزورة
أوقف لدى محاولته سرقة اسلاك كهرباء
أوقف لدى محاولته سرقة اسلاك كهرباء
استدرجته شعبة المعلومات الى الحازمية
استدرجته شعبة المعلومات الى الحازمية
بلدية الدكوانة توضح ملابسات منع دخول شاحنات الرمل إلى المجمع المهني
بلدية الدكوانة توضح ملابسات منع دخول شاحنات الرمل إلى المجمع المهني

آخر الأخبار على رادار سكوب

تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها