|
قال أحد المستشرقين الأجانب، إنَّ اللغة العربية تستطيع بواسطتها أن تنقلَ جبلاً الى جبل بمجرد استعمال كلمة «لَوْ».
ونحن... لَوْ مِنْ كلمة «لوْ»، لَكُنَّا تصورنا في ساعة تخلٍّ أنّ موقف الرئيس سعد الحريري من السعودية، شبيهٌ بموقف الرئيس بشير الجميل من إسرائيل، عندما قال بعد انتخابه رئيساً: «أنا أولاً رئيس جمهورية لبنان».
«ولو»، لم يكن بعض الظنّ من حسن الفِطَن، لما لاحظنا أن الرئيس الحريري قد استُدعيَ الى الرياض بموجب ورقةِ جلْبٍ لتقديم استقالته.
و«لو»، لم يكن هناك سعيٌ الى تنصيب الشيخ بهاء الحريري مكان الشيخ سعد الحريري وارثاً حكومياً وحريرياً... ولم تتحرك القوى العربية والدولية بما يشبه الوساطة «لاسترداد» الرئيس الحريري والسماح له بأمر ملكي إصطحاب أسرته الى باريس، لكنّا اقتنعنا، بأن هذه «اللّو» ما هي إلا نتيجة لسوء الترجمة عند المستشرقين الأجانب.
ما رأيكم، «لو...» افترضنا أن اعتقال أحد عشر أميراً من كبار السلالة المالكة، ما هو إلّا انقلاب على مشروع انقلاب ضدّ انتقال سموّ ولي العهد السعودي الى جلالة خادم الحرمين الشريفين؟
وماذا.. «لو» كان هذا الذي نشهده في السعودية شبيهاً بما شهدناه في تركيا حين زُجّ بالآف السياسيين والعسكريين والقضاة والإعلاميين وكبار الموظفين في السجن بتهمة محاولة الإنقلاب.
وماذا «لو»، استحضرنا ما كان على عهد سلاطين بني عثمان في الصراع على العرش، فيقتل السلطان سليمان القانوني جميع أولاده منعاً لمنافسة أخيهم سليم الثاني، ويفتتح السلطان محمد الثالث عهده بقتل إخوته التسعة عشر ثم إبنه محمود لمصلحة إبنه أحمد، ويأمر السلطان مراد الرابع بقتل إخوته جميعاً عندما اعتلى العرش.
وماذا أخيراً، «لو» تساءلنا عن ذلك السرّ الذي كتَمه الرئيس سعد الحريري في المقابلة التلفزيونية ويرفض البوْحَ به إلّا للرئيس ميشال عون؟
وما هو سرُّ تلك «الرسالة الخارجية المباشرة التي تلقاها القصر الجمهوري، والتي تؤشِّر الى هجومٍ كبير على لبنان بما يشبه عشيَّة سنة 1982»، بحسب ما أعلن المستشار الإعلامي للرئيس ميشال عون في مقابلة تلفزيونية؟
وما هو سرُّ البيان الذي أعلنه الوزير السعودي ثامر السبهان، بأن «الآتي أعظم والكارثة آتية». كمن يهوّل بالحرب؟
إذا كانت الحرب خدعة كما قيل، فالخدعة لا تكون مكشوفة إلا إذا كانت خدعة كاذبة، وإن التهويل المفرط بخدعة الحرب على غرار: «الخيل والليل والبيداء تعرفني»، قد يقود «المتنبي» مكرهاً الى مبارزة غير متكافئة فيكون هو قد جنى على نفسه، وليس أبوه الذي جنى عليه، كما يقول أبو العلاء المعري.
كثيرون قالوا من داخلٍ ومن خارج: إن الرئيس سعد الحريري مخطوف، وإن الدولة مخطوفة، والنظام اللبناني مخطوف، والمتهم هو فارس البيداء وبطل الخيل والليل ثامـر السبهان.
والحقيقة أن هذه البطولة تُنسب إلينا قبل غيرنا، ونحن على الأقل منذ اتفاق الطائف الذي كان للسعودية يدٌ بيضاء فيه، قد مارسنا بفضل الحكم الميليشياوي الذي عندنا كل أعمال الخطف وبأعلى درجة من الإحتراف المهني.
نحن خطفنا الدولة في لبنان، وخطفنا النظام وخطفنا الطائف والدستور والأحلام والمستقبل... إذاً، نحن الذين خطفنا رئيس حكومة لبنان سعد الحريري.
نعم... نحنُ وهُمْ ينطبق علينا وعليهم قول الشاعر نزار قباني:
نحنُ لمْ نُذْبَحْ بسيفٍ أجنبي بلْ قَتَلْنا كذئابٍ بعضَنا.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|