|
ثمة استحقاقات مفصلية تنتظر اللبنانيين بعد عطلة الاضحى والتي من المفترض ان تشكل فسحة نحو انطلاقة سريعة لمعالجة جملة من الملفات السياسية والامنية والاقتصادية وفي طليعتها ازمة المدارس الخاصة وزيادة الاقساط التي تحاول هذه المدارس اقتناص فرصة اقرار سلسلة الرتب والرواتب من اجل المزيد من رمي الاعباء على الاهالي مع لفت النظر الى ان المعاهد والمدارس والجامعات الخاصة كانت تزيد سنوياً عمولتها المادية على الطلاب والتلامذة حتى في غياب اي تصحيح للاجور، ومع ازدياد اللقاءات بين هذه المدارس ووزارة التربية ورؤساء الكتل النيابية كان من المستحيل وفق اوساط لجان الاهل الوصول الى قواسم مشتركة لان للأهل ديوناً مستحقة على المدارس تتمثل بالزيادات العشوائية التي سبقت هذه المرحلة، وبالتالي، فان حقوق المعاهد الخاصة كانت قد وصلتها سلفاً قبل اعوام عديدة وهي تطالب بالمزيد كلما زاد طابق، أو عدة طوابق على المباني.
وتقول هذه الاوساط ان نظرة عابرة على تقدم عمران هذه المدارس وازدياد حساباتها في المصارف والبنوك كفيلة بمعرفة الارباح المحققة في خزائنها بعيداً عن الادعاء ان المبتغى لدى المدارس الخاصة مجرد رسالة تربوية هادفة ليتبين ان فعل التجارة يطغى على مبدأ الرسالة المعتمدة في معظم المدارس الخاصة اسلامية كانت او مسيحية، وتعطي هذه الاوساط صورة واضحة عن آلام الاهل والتلامذة من الضغوط المتكررة عليهم عند كل استحقاق للامتحانات الرسمية تشترط خلالها هذه المعاهد عدم اعطاء بطاقات الامتحانات حتى تسديد الاقساط المتبقية وهي تشكل نسبة كبيرة قياساً على مداخيل الناس الذين باتوا في الحضيض ولحظة اعتماد الدولة اسلوب رفع الناس من الحفرة من خلال اقرار سلسلة الرتب والرواتب ارتفعت اصوات المدارس الخاصة وكأن الفقر قد لحق بها خلال تلك اللحظة.
ويكفي حسب هذه الاوساط القيام بجولة صغيرة بين الناس لمعرفة جدية الهوة القائمة بين المعاهد الخاصة وشعبهم وناسهم المفترض بهم ان يعاملوهم بالرفق والعطف والاحترام، إلا ان كل هذه الصفات غير موجودة في الجسم المدرسي الخاص واستعاضوا عنها بالشدة وعدم الرحمة وقلة الرفق بالبشر فقط لتجميع الاموال وانشاء المباني الساحقة في العلو افقياً وعمودياً، وبالتالي تقديم الاهتمام بالحجر على حساب البشر، وكأن اهل واصحاب المدارس الخاصة يعيشون في المريخ ولا يعلمون عمق الازمة الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون طوال السنوات الماضية.
وتلفت هذه الاوساط الى ان اعتماد مسألة نقل التلامذة والطلاب الى المدارس الرسمية يمكن دراسته ولكن الدولة على الرغم من كون الناجحين الاوائل في الامتحانات الرسمية اكثريتهم من عداد طلاب المدارس الرسمية، ولذلك فان على المعنيين في الوزارات المختصة اعطاء الدعم الكامل لمدارسها على وجه السرعة ما دامت تحقق النتائج المرجوة، وبالتالي عدم السماح للمدارس الخاصة بتعليق المشانق للاهالي من خلال الرهن المجاني للرواتب التي يجنيها المواطنون على مدار السنة، وكأن الشأن المعيشي في لبنان يجب بواسطته ان تقفل افواه الناس دون مأكل او مشرب من اجل سعادة وعدم ازعاج ذوي المدارس الخاصة.
انه انتداب من نوع آخر على عقول اهالي الطلاب من قبل الذين يهيمنون على الاقساط المدرسية ورهن الطلاب سنة بعد اخرى من اجل سعادة وراحة اصحاب المدارس وبالتالي وفق هذه الاوساط فان عشرات الالاف من التلامذة والطلاب هم رهينة لدى المؤسسات التربوية الخاصة لعشرات السنين، ولكن الادهى ان اكثرية الطلاب الذين يتخرجون لا يجدون عملاً يكاد يساوي المليون ليرة، وتتساءل: ماذا يمكن تسمية هذه الحالة؟ أليست انتداباً على اطفالنا وشبابنا الذين يذهبون الى مدارسهم ومعاهدهم وايديهم على قلوبهم جراء المطالبات المتكررة يومياً بتسديد الاقساط المرتفعة؟ وكيف الحال الآن مع ازدياد الطلب على الزيادات؟ وكيف سيواجه الاهالي هذا الكم الهائل من عشرات الملايين من الليرات، ومن اين سيأتون بها، والاحرى حسب هذه الاوساط ان يبيعوا أولادهم للمدارس بأبخس الأثمان!
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|