-   محافظة دير الزور: القبض على عميد مقرب من ماهر الأسد    -   الخارجية الفرنسية: ندين إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل ونحثها على ضبط النفس    -   وزير الإعلام اللبناني لـ"سكاي نيوز": حريصون على استتباب الأمن في الجنوب عبر نشر الجيش اللبناني    -   نتنياهو: لدي هذا المساء كشف دراماتيكي لحقائق ستزعزعكم    -   الجيش الإسرائيلي: منذ بدء اتفاق وقف اطلاق النار نفذنا غارات على أكثر من 120 هدفا في لبنان وقتلنا أكثر من 100 مسلح    -   المتحدث باسم قوات اليونيفيل في لبنان لـ"التلفزيون العربي": نرى التزاما من قبل الجيش اللبناني بخصوص إعادة انتشاره في الجنوب    -   رويترز عن مسؤول إسرائيلي: 6 صواريخ أطلقت من لبنان 3 منها عبرت إلى إسرائيل وتم اعتراضها    -   يديعوت أحرنوت: أي إضراب شامل احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك سيتسبب بضرر اقتصادي بنحو 5.8 مليار شيكل يوميا    -   الداخلية السورية: تسلم أسلحة خفيفة من وجهاء قريتي البودي والقلايع بريف جبلة في اللاذقية    -   مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بأي مساس بمواطنينا وسيادتنا وسنعمل بكل الوسائل لضمان أمن سكان الشمال    -   وزير الطاقة الإسرائيلي: لابيد الذي اعترف أنه لا يفهم شيئا بالاقتصاد يتضح أيضا أنه لا يفهم شيئا في الديمقراطية    -   وزير الخارجية الأردني يشدد على ضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان
الاكثر قراءة

خاص رادار سكوب

المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'

المحامية رانيا إيليا نصرة - رادار سكوب:

لبنان، شاهد حي ومثال يحتذى به على ما يمكن أن تأتيه ويلات الاختلافات الثقافية والعقائدية والدينية من تغييرات حادة في الهوية الانتمائية لمكوناته. لا يختلف اثنان اننا جميعنا وعلى اختلاف مشاربنا الطائفية قد صلبنا بالتواتر فوق خشبة صليب هذا الوطن لبنان ويبدو انها مرحلة محسوبة علينا في علم الاقدار للعبور نحو المشروع الخلاصي المتجلي بصيرورتنا ابناء المواطنة اللبنانية الجامعة. بالفعل، آخر المنصهرين بمعمودية نار الطائفية السياسية او السياسية الطائفية الحارقة هم اهلنا من الطائفة الشيعية الكريمة وقد عانوا ما عانوه من الاستثمار في حصادهم وارواحهم وايامهم فداء للزعيم ومآربه واحلامه الممكنة والغير ممكنة المحسوبة والغير محسوبة المدفوعة سلفا بالدم والولد وولد الولد دون قيد او شرط او أفق.

بعيدا عن الحسابات التي يطالعنا بها الفكر المقاوم اليميني حول مناهجه لدعم القضايا الكبرى ومنها مؤازرة قضية فلسطين والتصدي ضد الاحتلال الصهيوني، والذي نتفق معه بصورة حاسمة ونهائية بشأن توصيف اسرئيل بانها حاليا دولة "عدوة"، فلقد جاء الوقت للتداوي والعبور من انتماء هوية الفرد من الحزبية الطائفية المقاومة الى المواطنة المقاومة الوطنية الشاملة. هذا لا يحصل الا من خلال التحول النفسي الفردي مصحوب بارادة وطنية وصحوة تنسحب على كافة مكونات المجتمع اللبناني بتقبل الاختبار الحارق الذي انصهر فيه اخاه في المواطنة نتاج عوامل عديدة مورست عليه قسرا، مع العلم ان مسؤولية بعض هذه العوامل تتحملها بالتضامن كافة مكونات المجتمع اللبناني ولو بحصص متفاوتة، مردها الاساسي الى شعور البعض بالخذلان والبعض الآخر بالتخوين وحاجة البعض الآخر الى التقوقع والتصلب في موقف الدفاع المستمر عن الوجود.

ان التحول النفسي المطلوب لدى كافة الشرائح اللبنانية هو الانتقال من الهوية الممأسسة الخفية في داخل الاغلبية الساحقة منا النابعة عن الخوف من الترحيل او الذوبان والتي تنعكس حكما بغلبة "الانتماء القسري" الى طائفتنا ومنطقتنا فنصبح مقيدين بمصلحة الحزب او الزعيم الطائفي او البلدية المحسوبة على الحزب السياسي الطائفي الذي يحمي ويحقق مصالحنا ويعزز حقوقنا المفقودة في المواطنة الجامعة. وبالفعل، خلقت هذه الديناميكيات إحساسًا بالاعتماد على هذه القوى، عزّز من تهميش اضافي لدور الدولة كمؤسسة حاضنة للجميع غير صادر في الحالة تلك مباشرة بفعل الدولة تجاه رعيتها بل بفعل فاعل عن الاحزاب السياسية الطائفية تجاه الدولة بصورة غير مباشرة.
عوامل عديدة قد تحقق الصحوة الوطنية والتحول النفسي المطلوبين.

يعتبر دستور الطائف بمثابة حاجز حاد يعيق التحولات المطلوبة فهو يعزز الطائفية، ويمنع بناء هوية وطنية موحدة ويقوض الشعور بالمواطنة. تعديلات دستورية فورية واجبة التحقق من ضمنها إلغاء مبدأ "التوازن الطائفي" في المؤسسات الحكومية وتعزيز استقلالية القضاء وتقوية آليات مكافحة الفساد لضمان أن تتبع القرارات السياسية مصالح المواطنين وليس الطوائف.

عامل آخر يشكل تحديا قويا امام تعاظم الاحساس في غلبة الانتماء الحزبي الطائفي على الانتماء الوطني اللبناني ، يكمن في القوانين المذهبية اللبنانية المتعددة التي هي على تماس مع قضايا الاحوال الشخصية وحقوق العائلة والمرأة والطفل. ان غياب قانون مدني موحد تخضع اليه هذه القضايا ، يساهم في ارساء مجتمعات هشة ومغلقة داخل المجتمع اللبناني هي فعليا اداة يسهل التحكم بشؤونها ومصائرها من قبل الزعيم السياسي الطائفي والاحزاب الطائفية. كيف؟ من خلال الهيمنة المباشرة التي يمارسها الزعيم الطائفي وحزبه السياسي على القيادات المباشرة مع الرعية كمجالس البلديات والمخاتير ورجالات الدين ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، والتحكم الشديد بقدرة هؤلاء على تطويع الاهالي داخل الرعية قياسا على نسبة خضوعهم وخنوعهم لأوامر هذا الزعيم وحزبه السياسي.

عامل اضافي لا يقل أهمية عما سبقه يكمن في دور الاعلام اللبناني. فعلى الرغم من حداثة هذا الاعلام المتجلية بقدرته على التعبير بحرية بشكل عام، الا انه لا يستثمرحقيقة هذه الحرية لقيادة حملات وطنية تستهدف تصويب وصقل الاحساس بالانتماء الى هوية المواطنة اللبنانية الجامعة. صحيح ان الاعلام اللبناني لطالما تبنى قضايا المرأة والطفل والحريات غير انه يعتبر "مقصّر" اليوم في قيادة القضية الاولى للشعب اللبناني بكافة اطيافه وهي قضية المواطنة اللبنانية الجامعة تحت شعار وراية "لبنان الجميع وللجميع". هذا الشعار، يجب ان يتجسد من خلال التزام المحطات الاعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة وبصورة ممنهجة لتنسيق حملات تكسر التشوهات الخلقية التي ارستها النمطيات السياسية المريضة في اذهان مكون اجتماعي لصورة مكون اجتماعي آخر ضمن المجتمع اللبناني الكبير. الحملات تلك يجب ان لا تكون عبثية وفوضوية بل يجب ان تنبع عن دراسة معمقة للقضايا والعقد الاكثر تأثيرا في ذهنية ووجدان كل مكون لبناني ليتم معالجتها ومداواتها تمهيدا امام العبور الى قلب وعقل وروح واحدة ينبض بها كل لبناني وهي هوية المواطنة اللبنانية الخارقة للمناطق والاديان.

من هذا المنظور، آن الاوان لبناء هوية لبنانية وطنية تعزز من عملية الشفاء الاجتماعي وتجاوز الصراعات الطائفية والسياسية، وتخلق مناخًا نفسيًا واجتماعيًا يسمح بتجميع القوى الوطنية بعيدًا عن الانقسامات.

"صار الوقت" ليجمعنا شعار "لبنان الجميع وللجميع" !

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

المحامية رانيا إيليا نصرة | رادار سكوب
2025 - آذار - 23

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
الحرب النفسية في لبنان: تكتيكات الخوف وتأثير التحذيرات اليومية على المجتمع
الحرب النفسية في لبنان: تكتيكات الخوف وتأثير التحذيرات اليومية على المجتمع
إلى إدارات المدارس: تحمّلوا المسؤولية وكفى استغلالاً!
إلى إدارات المدارس: تحمّلوا المسؤولية وكفى استغلالاً!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

كورونا يودي بحياة طبيب قلب لبناني في فرنسا
كورونا يودي بحياة طبيب قلب لبناني في فرنسا
آخر المعلومات عن الجريمة التي أودت بحياة "مارون"
آخر المعلومات عن الجريمة التي أودت بحياة "مارون"
بيان من الداخلية عن شراء أرقام لوحات الآليات المميزة
بيان من الداخلية عن شراء أرقام لوحات الآليات المميزة
قتيل في إشكال فردي
قتيل في إشكال فردي
يَتّخذُ من الاوتوستراد مسرَحًا لترويج المخدّرات
يَتّخذُ من الاوتوستراد مسرَحًا لترويج المخدّرات
بالفيديو.. أهداف مباراة اليابان وإيران في كأس آسيا
بالفيديو.. أهداف مباراة اليابان وإيران في كأس آسيا

آخر الأخبار على رادار سكوب

بعد الإطاحة به... أول تعليق من كريدية
بعد الإطاحة به... أول تعليق من كريدية
الجيش يحرر قاصرًا مختطفًا
الجيش يحرر قاصرًا مختطفًا
فصيلة جونية توقِف مشتبهاً به بجريمة قتل في محلّة المعاملتين
فصيلة جونية توقِف مشتبهاً به بجريمة قتل في محلّة المعاملتين
السيستاني يعلن أول أيام عيد الفطر
السيستاني يعلن أول أيام عيد الفطر
عملية نوعية لفصيلة جبيل: توقيف عصابة خطيرة بجرائم متعددة
عملية نوعية لفصيلة جبيل: توقيف عصابة خطيرة بجرائم متعددة
مرقص: إسرائيل تتذرع بحجج واهية
مرقص: إسرائيل تتذرع بحجج واهية