|
رادار سكوب – د. جويل رمزي فضّول:
صرخة مواليد الثّمانينات
أوّل ما وعينا عَ هالدّني سمعنا عن شيخ الجمهوريّة بشير الجميّل، وصرنا نام ع أنغام بطوليّة، ونسمع قصص يحكوها أهلنا الفرحانين بالوطن.
وبس بلّشنا نفهم أولى الكلمات شفنا أهلنا مقهورين لإنّو الحلم راح، لإنّو الوطن راح، الظّاهر الشّيخ بشير كان حلمو أكبر من وطن، وهيك بكبسة زرّ اغتيلت الجمهوريّة. تشرذمت الأفكار، ما عدنا نفهم بوقتا شو يلّي عم بصير، وما لقينا حالنا غير بالملاجئ، وبدل ما نام ع أنغام الطّفولة صرنا نام ع دويّ الانفجارات والقذايف.
ماتت ناس حبّيناها كتير، هاجرت ناس تعلّقنا فيا كتير، وبقيو أهلنا يقولوا فِدا الوطن، فِدا لبنان. وبقينا ما عَم نفهم، ولا عم نعرف ليش هالدّم، وكرمال مين؟!
كبرنا وفكّرنا حالنا صرنا نفهم، فكّرنا إنّو إذا حاربنا الاحتلال منربَح الوطن! نزلنا ع الطّرقات، ركَضنا بالشّوارع، خبّينا أعلامنا بثيابنا تنقدر نقطع الحواجز، تلاحقنا من المخابرات، تبهدلنا بالشّوارع، أكلنا خبيط وخراطيم ميّ وازرقّينا كرمال نردّ الوطن لأصحابو، كرمال نحقّق حلم أهالينا.
ورجعت الانفجارات والاغتيالات، ورجعت مشاهد الدّم عن جديد، ورجعت الحرب عن جديد، ما استسلمنا، بالعكس نزلنا وفود وفود ع السّاحات! حطّينا كلنا إيدنا بإيد بعض، كسرنا هاجز الطّائفيّة قد ما فينا، ما عاد في شرقيّة وغربيّة، وخرقنا الخطوط الحمر، وكانت ثورة الاستقلال! الطّرقات ما عادت تساع النّاس، العلم اللّبنانيّ فوق بالعالي، بس... انغشّينا عن جديد! فكّرنا حالنا ربحنا، فكّرنا ربحنا الوطن يلّي الكلّ بيحلم فيه! ولكن للأسف خيبة أمل جديدة بيّنت من بعد سنين!
مرقت الإيّام والشّعب اللّبناني مثل ما بقولوا ما بيستسلم، بقاوِم، بحارب، بيتأقلم وبيرجع بيوقف! ثورة عن جديد، ثورة 17 تشرين... ولا أجمل من هيك حلم، كلنا نزلنا، كلنا واجهنا، وبلّشنا نحسّ حالنا عم نوعا أكثر وأكثر، ننضج أكثر وأكثر، تسكّرت الطّرقات، سقطت حكومات، استقال ناس، والنّتيجة المدويّة لفشل المنظومة ولكلّ التّحرّكات كان إنفجار 4 آب، إنفجار شرذم بيروت، شرذم الوطن كلّو! العالم كلّو حكي عنّو، حكي عن الفساد والإهمال يلّي تسببوا بهل الجريمة الوحشيّة، حملنا مكانسنا ونزلنا، نزلنا نلم شقف قلوبنا عن الأرض، عملناها شغلتنا نساعد ننظف والدّموع عم تحرق مثل الجمر عيونّا. وهون وقفنا، ماتت النّاس، راحت بيوت العالم، وبعدنا لليوم مكفيين عادي! مين ورا الانفجار، ليش وكيف؟ ما حدا بيعرف! لإنّو الرّوس الكبيرة مافيا سلطويّة ببلدنا، ممنوع حدا يدقّ بمقاما!
واليوم، فلت الدّولار، صارت معاشات النّاس بتسوا 70$ وبعدنا من طبّل لهيدا وهيداك، بعدو الزّعيم الوسِخ عند بعض النّاس إله، بعدنا منسمع خطابات رجال السّياسة ومنصدّق كذبن، منتّاخذ بكلماتن الرنّانة! بس كرمال شو؟ كرمال مين؟!
يا جماعة راح الوطن! راح الحلم، صرنا منحلم نشوف حالنا راكبين الطّيّارة وفالّين من البلد! وبعدنا ساكتين! بعدنا منتصرّف عادي ولا كإنّو صاير شي! يا جماعة، منّي وجرّ الدّور، أنا منكن، أنا كمان بلوم نفسي، بس ما فينا نقضّيها هيك، كل ما صار شي نكتة من هون وسخرية من هونيك، تحليل خطابات وصور وفيديوهات! يا خيّي ليه بعدنا قاعدين مكتّفين هيك. هالتّأقلم يلي نحنا في إنتحار، هل الاستسلام يلي وصلنا أشبه بالموت البطيء! إذا جهنّم ووعدونا فيا بتمّن المليان!
يا جماعة غشّونا كلّن، باعونا كرمال كرسي أو منصب، انبسطوا فينا ع الطّرقات كرمال يقطّعوا مخطّطاتن، قطع الطّرقات ما وصّلنا لشي، والتّبهدل والخبيط ما وصّلونا لشي. من وقت ما وعينا ع هالدّني نحلم ونقاوم ونحلم ونقاوم! الأدمغة عم بتهاجر يوم بعد يوم، الشّباب انكسرت ضهرا لإنّو ما عاد بقا قادرة تأمّن مستقبلا وهيّ بعزّ العطاء والإبداع! ما بقى نتغنّى بصمودنا، ما بقى نتغنّى بتأقلمنا، شوفوا وين صرنا! وصلنا لهون كرمال مين؟!
وتصبحوا ع ألف وطن!
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|