-   تلغراف عن مسؤول إيراني رفيع: طهران قررت وقف دعمها للحوثي لتجنب الحرب مع أميركا    -   الجزيرة عن مصدر عسكري: 17 غارة إسرائيلية استهدفت مدرج مطار حماة العسكري وحظائر الطائرات    -   رئيس الحكومة نواف سلام في اتصال مع الرئيس السوري أحمد الشرع: أرغب في زيارة رسمية قريباً إلى دمشق بهدف بحث القضايا المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين    -   مصادر "سكاي نيوز": مركز البحوث المستهدف في القصف الإسرائيلي على مساكن برزة كان يستخدمه حزب الله لتطوير صواريخ أرض أرض متوسطة المدى    -   الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة    -   وزير الدفاع الإسرائيلي: القرى المدمرة تمنع حزب الله والمدنيين من العودة لجنوب لبنان لـ 5 سنوات    -   مصادر "العربية": جرحى جراء الغارات الإسرائيلية على مطار حماة العسكري بسوريا    -   هيئة البث الإسرائيلية عن اللواء مزراحي: سمحنا لحماس وحزب الله ببناء قدرات تحت الأرض وفوقها ولم نكن مستعدين لا في الأوامر ولا بالقوات ولا بطريقة الدفاع    -   رئيس الشاباك: هناك ارتباط مباشر بين الاغتيالات في غزة وبيروت والاغتيالات في غزة ستستمر وتتكثف    -   إعلام حوثي: هجوم أميركي يستهدف شرق مدينة صعدة بشمال غرب اليمن    -   إذاعة الجيش الإسرائيلي: مظاهرات في المطار للمطالبة بالإفراج عن الرهائن قبيل زيارة نتنياهو إلى المجر    -   القناة 14 الإسرائيلية: طائرات الجيش تشن هجمات في دمشق
الاكثر قراءة

خاص رادار سكوب

الحياد الايجابي حلم في ظل قومية لبنانية هشّة!

المحامية رانيا إيليا نصرة - رادار سكوب:

أيّ حياد وأي مصير للبنان – وطن المئة عام! نعم أكرر وطن لمئة عام ولا قيد أنملة أكثر. فكفانا حلم حان الوقت لندرك أن لبنان لا يمت نهائياً الى ما صوّره لنا هؤلاء الحالمون بأنه هذا الكيان القوي بضعفه حيث يتعايش أبناؤه بأخوة ولحمة غير مشهودة بالتاريخ وبأن هذا التعايش يشكّل رسالة انصهار لتتّعظ منها الأمم. التاريخ يكشف الحقائق وان حقبات عديدة مرت على لبنان منذ اعلانه كبيراً في العام 1920 ، تأكد خلالها أن أبناء لبنان لم يستطيعوا لغاية اليوم تكوين قومية متجانسة ذات هوية أخيرة تصلح لتسمّى بوطن! انطلاقاً مما تقدم نسأل لأي حياد نرنو ونحن لم نرتق أصلاً حتى يومنا هذا لتأسيس دولة تتحلىّ بالمزايا والشروط الاساسية وفقاً لمفهوم الدولة الحضارية المؤسساتية. وهل سينتشلنا مؤتمراً تحت قبة الامم المتحدة من تشرذمنا من خلال اعلاننا دولة محايدة في الوقت الذي نحن عالقون في متاهتين الاولى فقداننا لقومية لبنانية واحدة نتعاضد تحت لوائها والثانية انسحاق مفهوم الدولة الحضارية المؤسساتية تحت براثن دويلات أمراء الطوائف وأزلام المحاور المتعددة الجنسيات! فإذن من سيمثل لبنان في أي مؤتمر ومن سيقرر عنه وما ستكون ارتدادات مقررات هكذا مؤتمر على الكيان اللبناني في ظل تأرجح هذا ال"لبنان" بين المتاهتين المشار اليها أعلاه.

لا مغالاة عندما نقول بأن الفكر القومي اللبناني وما تضمنه من أضداد فكرية خطيرة أوصلت الكيان اللبناني مراراً الى نزاعات دموية ، هذا الفكر القومي المتشتت سيصعب استنهاض منه عناصر الملاءمة بينه وبين التجربة السويسرية وهي النموذج المثال للحياد في المفهوم القانوني الدولي فإذا استطعنا استخلاص وجود بعض مرتكزات التشابه بين المكونين يكون للبنان أفق خلاص ممكن. ولكن للأسف تبدأ الاشكاليات بالظهور تباعاً بدءاً من الرجوع الى حقوق والتزامات الدول المحايدة .

وعليه ، تنص بنود اتفاقية 18 أكتوبر 1907، التي وقّـعت في مؤتمر لاهاي الثاني، على أنه لا يحق لدولة محايدة المشاركة المباشرة في نزاع مسلح أو مساعدة أحد الأطراف في النزاع من خلال تزويده بالرجال والسلاح، مما يعني أن الاشكالية الاولى التي ستواجه اعلان لبنان دولة محايدة ستتعلّق بوجود السلاح المتفلّت الذي تم تقرير الزامية تسليمه للدولة اللبنانية بموجب اتفاق الطائف دون أن يتحقق ذلك. غير أنه من المؤكد ان العقدة الاساسية أمام الحياد لن تكون أبدأً مسألة السلاح المتفلّت على قدر ما ستؤثر بصورة سلبية في تحقيق اعلان هذا الحياد اشكالية غياب أي تحديد واضح ونهائي لمفهوم القومية اللبنانية وهي أبعد ما تكون عما تضمنته صيغة الميثاق الوطني ومن بعدها وثيقة الوفاق الوطني بل ان المقصود من القومية اللبنانية هو تحديد النموذج النهائي لدولة لبنان الذي يقتضي أن يكون واحد في أعين كافة اللبنانيين وأيضاً واحد بنظر كافة الدول أكانت صديقة أو عدوة الناظرة الى لبنان من وراء حدود هذا الأخير وهو ما يستدعي أولا ، وقبل الدعوة الى اعلان حياد لبنان، البحث فيما لو سيتمكّن شعب لبنان من ارساء الحياد السلبي ،أي الدفاع المسلح والردع، كما الحياد الإيجابي ،أي السمة العامة أو الجماعية، الذي يعني تحديد السياسة الخارجية للدولة انطلاقاً من التهديدات الأمنية الخارجية.

بمعنى أكثر تبسيطاً ، لإنجاح حياد لبنان على غرار النموذج السويسري على اللبنانيين أن ينظروا أولاً بالطريقة التي نظر بها السويسريون لحيادية بلدهم ومن ثم لتبنيهم مبدأ الدفاع المسلح ، والأهم من ذلك، الموقف الدولي تجاه هذا النهج.

في كتاب بعنوان "قوة الدول الصغيرة: الدبلوماسية في الحرب العالمية الثانية" للكاتبة السياسية آنيت بيكر فوكس استبعدت الأخيرة سويسرا من الدول المحايدة ، معتبرة أن حياد سويسرا قديم وترسخ في تفكير الدبلوماسيين الأوروبيين بحيث تولد مانع نفسي تجاه غزو سويسرا. بمعنى ان وحدة والتحام الفكر السويسري الداخلي بنهائية الحياد هو الركيزة والسبب الاول لتأمين الغطاء الدولي الذي سيكرّس هذا الحياد المطلوب . وهو ما يؤكده بدوره الكاتب السياسي يورغ مارتين غابريال في كتابه "سويسرا والأتحاد الأوربي" بأن السياسة السويسرية الداخلية والخارجية تشد على العزلة باعتبارها النهج التقليدي . وبالرغم من أن السويسريين هم خليط من فرنسيين وايطاليين والمان وغيرهم الاثنيات العرقية المختلفة ولكنهم توحدوا ضمن نطاق حدود سويسرا في قالب شعب واحد كان دوماً مستعداً للدفاع عن نفسه ضد اي هجوم مسلح دون أن يكون هذا الدفاع مجرد موقف سياسي ولكنه جزء راسخ من الثقافة الوطنية ما يجعل الحياد بالصورة المعروضة مدرج في الثقافة الاستراتيجية للأمة ممهورا بالسيادة وتقرير المصير.

أما بالعودة الى الواقع اللبناني الاليم لاسيما اشكالية تحديد الهوية النهائية للقومية اللبنانية كخطوة أولى الزامية قبل التوجه نحو المطالبة باعلان لبنان دولة محايدة، قيجب الاشارة اولا الى ان القومية اللبنانية ازدانت خلال الحقبات التاريخية السابقة لاعلان دولة لبنان الكبير بهويات عدة وصولاً الى الربع الثاني من القرن العشرين وهو تاريخ بروز صراع فكرين قوميين انتهى هذا الصراع على تغليب فكر القومية اللبنانية على القومية السورية ولكن بلباس طائفي أرساه كل من الميثاق الوطني وبعده وثيقة الوفاق الوطني فكان بزوغ الدولة اللبنانية الهجينة التي تغلّب منطق ديمومة حكم الطوائف ونفوذ أمراء الحرب على حساب الارتقاء نحو قومية وطنية جامعة عنوانها لبنان دولة عربية ديمقراطية مدنية.
وبالفعل فلقد اتخذ الكيان اللبناني الأول القومية العربية كهوية له وأول من نادى بهذه القومية كان مسيحيّو السلطة العثمانية بعدما وصلت اليهم أفكار الثورة الفرنسية فكانوا يبحثون عن هويتهم الضائعة فوجدوها في اللغة العربية، ملاذاً لهم في وجه السلطنة العثمانية فعمدوا الى حفظ هذه اللغة لأنهم بحفظها يحفظون وجودهم،

لا شك في أنّ القومية العربية طغت بدءاً من منتصف القرن العشرين بحكم الكثرة، كونها لم تنفصل عن الاسلام دين الغالبية الكبرى في العالم العربي، ولكن على الرغم من ذلك، يؤكد التاريخ أن المسيحيين هؤلاء على غرار المعلم الكبير بطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي وخليل الخوري ممن نَحَو نحو العروبة، مالوا الى الاقليم السوري وليس هؤلاء الثلاثة فحسب، بل يضاف أليهم خليل سعادة الطبيب في الجامعة الاميركية الذي نادى بالقومية السورية، وخلفه نجله انطون الذي طوّر الفكرة ووضع لها فلسفة متكاملة تقوم على وحدة الجغرافيا والتاريخ والحضارة، التي تكوّنت في مساحة جغرافية كانت تنطق السريانية خلال قرون طويلة، بَلورت حياة ثقافية مشتركة ومستمرة، وإن تقلّبت بديانات ومذاهب مختلفة. وهذه العوامل نفسها اعتمد عليها منظّرو القومية اللبنانية، لكن على نطاق ضيّق يشمل الساحل الفينيقي والجبال المحيطة به، من دون توسّع الى الداخل السوري.

ان اعدام سعادة في الربع الثاني من القرن العشرين كان شرارة اندلاع الصراع الفكري السياسي بين فكرتي القومية السورية والقومية اللبنانية، التي كانت في تلك المرحلة تتبلور ممثلة الفكر المسيحي اليميني، الذي تجمعت رموزه في حزب الكتائب اللبنانية ـ وتخوض مواجهة فكرية مع القومية العربية، ومفتوحة مع القومية السورية، استعملت فيها كل الوسائل، كانت الدولة طرفاً في هذا الصراع الفكري، لذلك حسمت الأمر لمصلحة الفكر اللبناني.

بقي اللبنانيون حائرين ومنقسمين أمام مسألة الانتماء والهوية. فمنذ اعلان الميثاق الوطني بدأت المحاولات لجمع الأضداد اللبنانية على أرضية مشتركة فقط بما لا يشكل تهديداً للجوار.

وبالفعل فشلت صيغة الميثاق الوطني في الأعوام المئة الاولى التي تلت اعلانها فشلا مدوياً متخذة صورة الصراعات الدموية التي أنهكت الشعب اللبناني .
وكانت النكثة الاولى لدى انتهاء عهد الرئيس شمعون بصراع دموي داخلي سنة 1958 بعدما اتجه الحكم إلى الانفتاح على «حلف بغداد» في وجه التيار العروبي الذي كان يقوده الرئيس جمال عبد الناصر وكان يواليه قسم كبير من المسلمين.

كان مجيء الرئيس شهاب الى الحكم بمثابة ردة فعل سياسية على صراع العام 1958 ، وقد اعتبر المسيحيون حكمه حكماً "ناصرياً" وكذلك الأمر بالنسبة لحكم الرئيس شارل حلو من بعده .أعقب الحكمين المذكورين انتصار ما عرف بـ"الحلف الثلاثي" الذي ضمّ كل من كميل شمعون بيار الجميل وريمون اده وأمّن وصول الرئيس فرنجية للحكم في العام 1970.

رافق وصول فرنجيه إلى الرئاسة التوقيع على اتفاق القاهرة في العاصمة المصرية برعاية الرئيس عبد الناصر بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني آنذاك إميل بستاني. مهد ذلك الاتفاق لمنح المقاومة الفلسطينية حرية الحركة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل وشكل الشرارة التي مهدت للحرب الأهلية سنة 1975 التي استمرت 15 سنة وانقسم اللبنانيون خلالها، مرة أخرى، بين موالٍ للمقاومة الفلسطينية ورافض لعملياتها على الحدود وتدخلها في الشأن اللبناني.

انتهت الحرب الأهلية اللبنانية بتوقيع ممثلي الطوائف والاحزاب اللبنانية في مدينة الطائف السعودية على وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باسم اتفاق الطائف وذلك العام 1989 التي وضعت إطاراً لإنهاء الطائفية وبداية نظام سياسي جديد وهو الأمر الذي لم يحصل.

ان وثيقة الوفاق الوطني كانت بدورها اساساً لصراعات دموية متجددة بحيث عادت في العام 2008 ملامح الحرب الأهلية بعد أزمة سياسية حادة دامت 18 شهراً أدت الى تداعيات خطيرة في الشارع اللبناني مما استوجب عقد مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة .

ونحن اليوم من جديد في أزمة هي الأسوأ في تاريخ لبنان. أما الحل فبرأينا هو في الداخل لا بد أن تكون لدينا الرغبة الحقيقة على ايجاد سمات قوميتنا اللبنانية، التي لا بد أن توحّد أنظارنا تجاه ما نريده من العالم فيرانا العالم مجموعة متماسكة موحدة غالبة لا مغلوبة محايدة غير معزولة . فماذا ننتظر! وهل مؤتمراً دوليا سيصبغ اللبنانيين باللحمة والتماسك أم عليهم ان يكونوا قد اكتسبوها بفعل كيّهم بنار الطائفية والفساد السياسي وانسحاق الدولة فوق رؤوسهم.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

المحامية رانيا إيليا نصرة | رادار سكوب
2021 - شباط - 28

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة
المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
الحرب النفسية في لبنان: تكتيكات الخوف وتأثير التحذيرات اليومية على المجتمع
الحرب النفسية في لبنان: تكتيكات الخوف وتأثير التحذيرات اليومية على المجتمع

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

بالصورة.. فضل شاكر يهاجم العميد شامل روكز!
بالصورة.. فضل شاكر يهاجم العميد شامل روكز!
بالفيديو: أهالي الرويسات يقطعون الطريق بالإطارات المشتعلة
بالفيديو: أهالي الرويسات يقطعون الطريق بالإطارات المشتعلة
بالصور.. يصنّع مواد تنظيف مقلّدة في متخّت محلّه
بالصور.. يصنّع مواد تنظيف مقلّدة في متخّت محلّه
عاشوراء مختلفة هذه السنة بسبب الخلايا الإنغماسية والذئاب!
عاشوراء مختلفة هذه السنة بسبب الخلايا الإنغماسية والذئاب!
تجمّع عدد من المحتجين أمام منزل الصحناوي في الأشرفية (فيديو)
تجمّع عدد من المحتجين أمام منزل الصحناوي في الأشرفية (فيديو)
بالصورة: انقاذ اب وابنه من الغرق
بالصورة: انقاذ اب وابنه من الغرق

آخر الأخبار على رادار سكوب

بالصور: عملات مزيّفة وجهازا لاسلكي... وهذه التفاصيل!
بالصور: عملات مزيّفة وجهازا لاسلكي... وهذه التفاصيل!
شعبة المعلومات توقف الرأس المدبّر لعصابة سلب
شعبة المعلومات توقف الرأس المدبّر لعصابة سلب
الجيش يضبط أسلحة وذخائر بِمنزل فلسطيني في صيدا
الجيش يضبط أسلحة وذخائر بِمنزل فلسطيني في صيدا
بالجرم المشهود... ضبط محاولة رشوة بالدوائر العقارية في كسروان
بالجرم المشهود... ضبط محاولة رشوة بالدوائر العقارية في كسروان
نعي المعاون أول الشهيد فادي الجاسم
نعي المعاون أول الشهيد فادي الجاسم
يروّج المخدرات على متن
يروّج المخدرات على متن 'توكتوك'.. والأمن بالمرصاد