في بزيزا رياح برائحة براز البقر.. والأهالي: ارحموا أطفالنا!

نغم عوّاد - رادار سكوب:

روائح كريهة تكاد تكون قاتلة تفوح من كل جانب، بؤر ينتشر فيها الذباب والناموس في عز الصيف وحره، أما الأهالي فيستغيثون منذ أشهر وأشهر دون مجيب.

يعاني أهالي بلدة بزيزا - الكورة منذ أوائل شهر نيسان من حصار مقيت لم تعرف بلدتهم مثله، حرمهم حتى من استنشاق هواء نقي طبيعي فمنازلهم أصبحت أشبه بثكنات نوافذها وأبوابها محكمة الاغلاق بوجه الأطفال وكبار السن، والسبب؟ روائح كريهة وغازات سامة تخنق بلدتهم وجوارها اما مصدرها فهي شحنة عجول مستوردة من الخارج، يرجح انها برازيلية الصنع.

طفح كيل الأهالي من الروائح والحشرات التي تستجلبها مزرعة تضم عدد هائل من رؤوس البقر الأجنبي في السهل المجاور للمنطقة السكنية، فقرروا رفع الصوت عاليا بوجه من يقف ورائها كونها غير مطابقة للترخيص المعطى لها بحسب ما جاء على لسانهم.

احد الأهالي الممتعضين يروي لموقع رادار سكوب حكاية هذه المزرعة، ويستذكر كيف خُدع الاهالي منذ سنوات بطبيعة الرخصة المقدمة لانشاء هذه المزرعة والتي كان من المفترض أن تكون مزرعة بقر تدر الحليب، وتنتج مشتقاته. "يومها رفضت الرخصة لقرب المزرعة من نهر العصفور وربما لاسباب اخرى بقيت طي الكتمان"، يقول الممتعض، ويضيف: "لا شيء مؤكد الا ان الرخصة المقدمة آنذاك لم تكن مطابقة للرخصة المستحصل عليها حاليا والتي تمكن بموجبها صاحب المزرعة من تربية العجول".

هذه المشكلة التي ينوف عمرها على اشهر عديدة وتحديدا في عقار رقم ٦٥٠ جنوب غرب بزيزا، قائمة بالقرب من مناطق سكنية، وواد يصب فيه نهر يرتوي منه أهالي الكورة. ورغم الاستغاثات المتعددة والشكاوى التي رفعت للبلدية بتاريخ سابق، لازالت الامور على حالها علما ان البلدية استقدمت بدورها صاحب المزرعة للاتفاق على حل للمشكلة ولكن دون أي جدوى.

لم يكتف ابناء بزيزا وسكانها من رفع الصوت، اذ اقدموا على رفع عريضة موقعة منهم وممهورة من مختار البلدة لقائمقام الكورة آملين ايجاد حل نهائي لهذه المشكلة لكن عريضتهم تلك لم تلق جوابا حتى الساعة، ما دفع باحد ابناء البلدة، وهو السيد انطون قصاص لرفع شكوى مبنية على العريضة ضد المزرعة المذكورة في محافظة لبنان الشمالي بانتظار ان تتحرك أذان المعنيين في القريب العاجل.

وحتى تحين الساعة المنتظرة، يؤكد أهالي بلدة بزيزا انهم لن يسكتوا باي شكل من الاشكال على هذه المجزرة بحقهم وحق أطفالهم وخاصة ً بأنها بلدة سياحية وأثرية ، لدرجة ان أي رخصة سكنية تتطلب كشفاً خاصّاً من دائرة الآثار في وزارة الثقافة كون البلدة تتضمن قلعة وآثار من العهدين الروماني والبيزنطي.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

نغم عوّاد | رادار سكوب

2019 -

آب -