ملف انتخابي شامل - انتخابات 2018: الى الاقتراع.. در!

المحامية رانيا إيليا نصرة - "رادار سكوب":

التحالفات في الدوائر الـ15

اتضحت عشية الأحد الواقع فيه السادس من ايار 2018 معالم المعركة الانتخابية بين التكتلات السياسية في لبنان اذ طغى عليها منطق التحالفات الهجينة لتظهر خارطتها مقسّمة وفقاً "للقطعة" دون اعتماد اي برامج سياسية بدليل ان الاحزاب ستتحالف في دائرة انتخابية وتتنافس في دائرة أخرى ملاصقة لها باعتبار ان اساس التحالف والخصومة يبقى الاتفاق او الاختلاف على عدد المقاعد النيابية لكل طرف، لا الخطاب السياسي! وما ذلك الا دليل على استخفاف عقول الناس. بحسب بيانات وزارة الداخلية، فإن عدد المرشحين للانتخابات وصل إلى 976 مرشحاً بينهم 114 امرأة، ومن ثم انسحب عدد من المرشحين وبقي آخرون خارج اللوائح الانتخابية ما أجبرهم على الانسحاب بدورهم.

وبالتالي بقي من هؤلاء 597 مرشحاً بينهم 83 امرأة توزعوا على 77 لائحة في كل لبنان، استكملوا المنافسة على 128 مقعداً برلمانياً. وقد سجل أكبر عدد من اللوائح في دائرة بيروت الثانية حيث بلغ عددها 9 لوائح. فيما سجل أقل عدد من اللوائح المسجلة في دائرة صور – قرى صيدا، وقد بلغ عددها لائحتين فقط.

بحسب المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية، فإن عدد الناخبين المحليين وصل إلى 3 ملايين و661 ألف مواطن، فيما بلغ عدد الناخبين المغتربين وفق آخر احصاء قبل اجراء عملية اقتراع المغتربين، نحو 82 ألفاً و900 ناخب، ما يرفع عدد الناخبين الإجمالي إلى 3 ملايين و744 ألف ناخب تقريباً. هذا مع الاشارة الى عدم وجود اية ارقام دقيقة حتى الساعة حول عدد المقترعين الفعلي ممن أدلوا بأصواتهم في الخارج.

أما عن التحالفات في الدوائر الـ15 ، فمثلا تنوّعت تحالفات التيار الوطني الحر لتشتمل على كل من الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل، بينما لم يتحالف مع كل من المردة والكتائب والقوات، والمفاجأة الكبرى كانت بتحالف نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض مع التيار بعد ان كان الخصم اللدود للتيار الوطني الحر منذ 2005! أما المردة المؤيد لحزب الله والنظام السوري فتحالف مع أبرز وجوه 14 اذار بطرس حرب.

في المقابل، فإن حزب الله متحالف مع "أمل" فقط ومع التيار الوطني الحرّ في بعض الدوائر. الحزب السوري القومي الاجتماعي يتحالف أيضاً مع التيار الوطني الحر في بعض الدوائر وكذلك مع أمل وحزب الله والمردة. كذلك القوات والمستقبل يتحالفان في بعض الدوائر ويتواجهان في أخرى وقد شهدت التحالفات التخلي عن بعض الرموز كتحالف 8 آذار الذي تخلى عن أبرز رموزه وئام وهاب مما اضطر هذا الأخير لخوض غمار هذه المعركة وحيداً.. . وقد صدر عن تيار المستقبل انه لن يكشف عن الاستراتيجية التي ستعتمدها ماكينته الانتخابية لتوزيع الصوت التفضيلي يوم الانتخاب الا صبيحة غد السادس من ايار، أما حزب الكتائب فليس لديه اي مشكلة تذكر مع توزيع الاصوات التفضيلية لأن لديه مرشحاً واحداً في كل دائرة باستثناء دائرة المتن الشمالي مع توجه الحزب لترك الخيارات للناخبين المتنيين.

وفي ما خص المجتمع المدني فتبدو معضلة توزيع الاصوات التفضيلية غير متداولة لأن العمل ينصب على تأمين الحاصل الانتخابي. اما رئيس الحزب التقدمي فقد توجه الى محازبيه قائلاً: "المهم أن نوزع الأصوات كي يدخل تيمور قوياً مع جورج عدوان مع ناجي البستاني مع راجي السعد مع بلال عبدالله مع الجميع مع أكرم شهيب ليس لوحده. هذا الأساس. التقيد بتعليمات اللجنة الانتخابية وليس الحماس."

تشكيلات اللوائح الـ 77 والتوقعات!

يتبدّى من الاطلاع على اللوائح النهائية المسجلة في الدوائر الانتخابية الـ 15 وفقاً للقانون النسبي المعمول به في الدورة الانتخابية الحالية ما يأتي:

تعيش محافظة الشمال معركة محتمدة، وتُقسم إلى ثلاث دوائر انتخابية.

دائرة عكار وهي دائرة مختلطة مع غالبية إسلامية، يتحالف تيار المستقبل مع القوات اللبنانية في مواجهة التيار الوطني الحرّ والجماعة الإسلامية فيما يشكّل المردة لائحة ثالثة بالاضافة الى 3 لوائح تضم مستقلين ومجتمع مدني ويصعب على المتابعين للشأن الانتخابي تحديد مدى قوة كل طرف وقدرته على حصد مقاعد.

في دائرة طرابلس ـ المنية ـ الضنية، دائرة ذات غالبية إسلامية كبيرة، تتصارع لوائح عدة في مواجهة بعضها البعض،، أبرزها لائحة تيار المستقبل ولائحة تيار العزم برئاسة نجيب ميقاتي والجماعة الإسلامية ولائحة "8 آذار" المكوّنة من حلفاء النظام السوري وحزب الله وإيران بقيادة فيصل كرامي ولائحة برئاسة أشرف ريفي ولائحة تضم مستقلون ومجتمع مدني ابرزهم مصباح الاحدب، وللاشارة يغيب رجل الأعمال والنائب محمد الصفدي عن الترشح في مدينة طرابلس داعماً في المقابل "تيار المستقبل" هناك. كما يغيب عضو "كتلة المستقبل" النيابية أحمد فتفت، عن مقعده في منطقة الضنية الذي حجزه منذ العام 1996 وحتى اليوم. وقد أدى الخلاف السياسي بين فتفت و"تيار المستقبل" حول ملف التسوية الرئاسية وموافقة رئيس التيار سعد الحريري، على انتخاب حليف "حزب الله" ميشال عون رئيساً للجمهورية إلى وقوع الطلاق السياسي بين فتفت والحريري.

في دائرة بشرّي ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون وهي دائرة مسيحية بالكامل وتعتبر دائرة المعركة الرئاسية لعام 2022، يتحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ مع ميشال معوّض في مواجهة لائحة للكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية، ولائحة أخرى للمردة والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب بطرس حرب ولائحة رابعة للمجتمع المدني. وللاشارة يغيب عن معركة زغرتا الانتخابية رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الذي عُيّن في البرلمان عام 1991 نائبا عن منطقة زغرتا في الشمال، قبل أن يُنتخب في دورات أعوام 1992، 1996، 2000، و2009، بعد أن خسر المقعد النيابي في انتخابات عام 2005، ليُغادر فرنجية المشهد النيابي إفساحاً في المجال أمام توريث المقعد لابنه طوني، كما يغيب عضو "كتلة القوات اللبنانية" أنطوان زهرا عن المشهد الانتخابي في الشمال اللبناني، بعد أن حجز المقعد النيابي في دورتي 2005 و2009. وفي الدائرة نفسها يغيب نائب رئيس البرلمان فريد مكاري عن المنافسة الانتخابية، وهو عضو "كتلة المستقبل" ونائب عن منطقة الكورة المجاورة للبترون منذ عام 1996.

وتستمر أقضية جبل لبنان في حبس الأنفاس، اما في دائرة كسروان ـ جبيل، فهي دائرة ذات غالبية مسيحية مع مقعد واحد شيعي، فتتنافس فيها لائحة للتيار الوطني الحرّ في مواجهة لائحة غير مكتملة لحزب الله ولائحة ثالثة تضمّ نواباً سابقين بقيادة النائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد والكتائب، ولائحة رابعة للقوات اللبنانية، ولائحة خامسة للمجتمع المدني. ويراهن البعض أن تحصد لائحة "التيار الوطني الحر" العدد الأكبر من المقاعد.

في المتن دائرة مسيحية صرف تتنافس فيها الأحزاب والشخصيات المسيحية لتشهد منافسة شرسة.

يشكّل التحالف بين التيار الوطني الحرّ وحزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي أساس المواجهة ضد الكتائب من جهة، وضد القوات اللبنانية من جهة أخرى، فضلاً عن لائحة للمجتمع المدني، ولائحة غير مكتملة يرأسها ميشال المر. ويتوقع أن يحصد "التيار الوطني الحر" نصف المقاعد، بالتحالف مع حزب "الطاشناق"، ويحقق "حزب الكتائب" مقعدين، و"القوات" مقعد واحد، فيما يشتدّ التنافس على المقعد الثامن.

في بعبدا وهي دائرة مختلطة بين المسيحيين والمسلمين والدروز، يتحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ، ضد لائحة للقوات والحزب التقدمي الاشتراكي وضد لائحة للكتائب المتحالف مع المستقلين. وتعيش دائرة بعبدا تنافساً محتدماً.

أما في الشوف ـ عاليه، فيتحالف حزب القوات والاشتراكي والمستقبل، في مواجهة التيار الوطني الحرّ والجماعة الإسلامية والحزب الديمقراطي والحزب السوري القومي الاجتماعي، بينما يشكّل الكتائب ومستقلون لائحة ثالثة ولائحة يترأسها وئام وهاب ولائحتين للمجتمع المدني وتعتبر دائرة الشوف- عاليه أكبر دائرة لبنانية، إذ تضم 13 مقعداً . ومن أبرز الغائبين عن هذه الدائرة سيكون رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي حجز مقعداً برلمانياً دائماً منذ عام 1991 وحتى العام 2009. وقد قرر العزوف عن الترشح لنقل زعامة آل جنبلاط إلى ابنه تيمور، الذي ترشّح بدلاً منه عن منطقة الشوف في دائرة جبل لبنان الرابعة. كما يغيب رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري كميل شمعون عن الترشح عن المقعد الماروني في دير القمر.

في العاصمة بيروت، التي قُسّمت إلى دائرتين وفقاً للتقسيم الطائفي، يتحالف في الدائرة الأولى، وأغلب ناخبيها من المسيحيين، التيار الوطني الحرّ مع المستقبل والطاشناق، في مواجهة لائحة للقوات والكتائب، و3 لوائح للمجتمع المدني. ويتوقّع مراقبون أن تكون النتائج متقاربة بين أول لائحتين، فيما لا يُستبعد أن يفوز المجتمع المدني بمقعد.

وفي الدائرة الثانية في بيروت، ذات الغالبية السنية، تتواجه نحو 9 لوائح، أبرزها لائحة لتيار المستقبل، ولائحة لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والأحباش، ولائحة لفؤاد مخزومي وعدد من لوائح المجتمع المدني ومستقلين. وستشهد الدائرة الثانية في بيروت منافسة كبيرة، لأنها ذات أغلبية سُنية، وتحدّد زعامة الحريري السُنية واللبنانية. ويدور حديث عن أن الحريري سيحصد سبعة مقاعد، و"حزب الله" وحلفاؤه مقعدين، ومقعد لمخزومي، وهناك معركة على المقعد 11. ويغيب عدد من نواب بيروت المُستقبليين عن برلمان 2018، ابرزهم عاطف مجدلاني، والرئيس السابق لنادي الشطرنج اللبناني عمار حوري.

ولا تغيب المعارك الانتخابية عن دوائر محافظة الجنوب الثلاث

في دائرة صيدا ـ جزين وهي دائرة مسيحية ــ إسلامية تنقسم مقاعدها تقريباً بالتساوي، للمستقبل لائحة، وللقوات لائحة، وللتيار الوطني الحر لائحة، ولتحالف حزب الله وحركة أمل والتنظيم الشعبي الناصري لائحة. ويتوقع أن تحقق لائحة "حزب الله" وحركة "أمل" مقعدين، واحد مسيحي وآخر سني. ومن أبرز الغائبين عن معركة صيدا هو رئيس الحكومة السابق والنائب عن منطقة صيدا فؤاد السنيورة، الذي فضّل العزوف عن الترشّح.

في دائرة صور ـ الزهراني ذات الغالبية الإسلامية، يتحالف حزب الله وأمل في مواجهة لائحة للمجتمع المدني ولليسار والشيوعيين، وللمستقلين. في دائرة بنت جبيل ـ مرجعيون ـ حاصبيا ـ النبطية ذات الغالبية الإسلامية، يتحالف حزب الله وأمل والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب القومي، في مواجهة لائحة تضمّ التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والحزب الديمقراطي، ولائحة ثالثة لأحمد الأسعد ولائحة رابعة تضمّ اليسار وأساسها الحزب الشيوعي اللبناني، ولائحة خامسة للقوات اللبنانية ومستقلين ولائحة سادسة لمستقلين.

في راشيا ـ البقاع الغربي وهي دائرة مختلطة إسلامية مسيحية درزية، يتحالف الحزب التقدمي الاشتراكي والمستقبل والقوات في مواجهة حزب الله وأمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، وبغياب بارز للتيار الوطني الحرّ، فضلاً عن لائحة للمجتمع المدني في تلك الدائرة.

في دائرة زحلة وهي دائرة مختلطة إسلامية مسيحية تقريباً بالتساوي يتنافس تحالف القوات والمستقبل والكتائب ضد لائحة للتيار الوطني الحر، ولائحة لحزب الله وأمل والنائب نقولا فتوش، ولائحة للكتلة الشعبية بقيادة ميريام سكاف ولائحة للمجتمع المدني.

وفي دائرة بعلبك ـ الهرمل ، دائرة مختلطة ذات غالبية إسلامية يتحالف حزب الله وأمل ضد تحالف القوات والكتائب والمستقبل، فضلاً عن وجود 3 لوائح للمجتمع المدني ومستقلين. هذه الدائرة تمثل التحدي الأكبر للحزب وحليفته حركة "امل"، ويتوقع الجميع أن تحقق لوائح الثنائي الشيعي مقعدين. وستنصب جهود الحزب وحليفته في هذه الدائرة الى رفع الحاصل الانتخابي الى أكثر من 22 الفاً من خلال رفع نسبة التصويت عن تلك التي سجلت في العام 2009 لضمان فوز جميع المرشحين على لائحة "الأمل والوفاء".

حاجة الاقضية الى رؤية انمائية لدى المرشحين!

لم تستطع السياسات التي اعتمدت ُّ قبل الحرب الأهلية وبعدها بالتوصّل إلى علاج جدّي لمشكلة الانماء المتوازن في المناطق، ذلك أنها – أي السياسات- لم تتناول أساس المشكلة المتمثل باستمرار الاقتصاد اللبناني في تطوره غير المتوازن على الصعيدين القطاعي والجغرافي، إذ ٍ ارتكز بشكل رئيسيّ على قطاع الخدمات المتوطن في العاصمة ومحيطها من جبل لبنان. ومن المعلوم أن ظاهرة التفاوت هذه انسحبت، مع كثافة النزوح الريفي، إلى داخل هذا الجزء من لبنان (بيروت ِّ وجبل لبنان) المتميّز اقتصاديًا واجتماعيًا.

وقد انعكس هذا الواقع على انتاج ازمات انمائية في كل المناطق من خارج بيروت وجبل لبنان تتمثل بدرجات حرمان من الخدمات الحيوية الاساسية في المناطق لا تأتلف بأي حال من الاحوال مع واقع الدول المتقدمة، وهو ما يقتضي معه التدخل ميدانيًا على مستوى المناطق للنهوض بها من جديد من خلال ارساء مشاريع انمائية لاسيما لجهة تحسين وضع الاسرة الاقتصادي الذي يجب أن يحظى بأولوية، ثم إن َّ ميدان التعليم يجب أن يحتل َّ المرتبة الثانية في سلم َّ الأولويات، يليه ميدان الصحة، فميدان المياه والكهرباء والصرف الصحي؛ على أن يحل ميدان المسكن في المرتبة الأخيرة.

استناداً الى دراسات وتقارير دولية عن وضع الاقضية والمحافظات اللبنانية من حيث الانماء يمكن استخلاص الأطر الجغرافية التي يتركز فيها الحرمان بشكل كثيف وقد انحصرت التقارير كافة بتسمية ست مناطق ينبغي أن تحظى بالأولوية في مجال التدخل لمعالجة الحرمان وهي "عكار-المنية–الضنية"، "بنت جبيل-مرجعيون-حاصبيا"، "جزين-صيدا"، "بعلبك-الهرمل"، "الشوف-عاليه"، "صور" وهي المناطق ذات نسب الحرمان الأعلى، كما يجب إضافة منطقتين أخيرتين هما: قضاء بعبدا وقضاء النبطية إذ ينبغي أن يحظيا ببرامج خاصة تتصدى للحرمان.

يتبدى ان مجمل الاقضية المشار اليها يمثلها نواب منذ سنوات طويلة لم يقدموا على انشاء مشاريع تنموية لمناطقهم وهم نواب ينتمون الى احزاب سياسية مشاركة اليوم بقوة في المعركة الانتخابية النيابية. ويمكن الاشارة بشكل ملحوظ الى ان اقضية بعلبك الهرمل وعكار المنية الضنية، تشكل بحد ذاتها عنواناً للحرمان اذ تنعدم في هذه المناطق كافة مؤشرات الانماء أكان الاقتصادي او التعليمي او الصحي او ما يختص بالبنى التحتية، ولا يجوز التعميم على اطلاقه اذ يبقى في بعض القرى داخل هذه الاقضية مبادرات يتيمة قد نفذت بأغلبها بأموال الدول والمنظمات المانحة الغير حكومية!

لذلك يجب على المقترع غداً التحلي بروح المسؤولية والمحاسبة والابتعاد عن روحية السير كالقطيع بخوف والسير الى المجهول عبر الاقتراع الى مرشحين ينتمون الى نفس المنهج القديم منهج الفساد وهضم الحقوق وممارسة سياسات التجويع لاشغال المواطنين عن محاسبة ممثلي الأمة عن التغاضي والاهمال في الارتقاء بالانماء داخل المناطق الى مصافي الدول المتقدمة. هذا لا يعني ان بيروت وجبل لبنان لا يعانيان من الاهمال فان ازمة السير ما زالت دون اية معالجات ميدانية، وهناك ازمة المواقف والتلوث والنفايات والجسور ومخالفات الاملاك البحرية والشواطىء واعمدة التوتر العالي في ضواحي بيروت ناهيك عن غياب اية مشاريع أقله داخل بيروت تحفّز المواطنين على الرياضة عبر استحداث طرقات خاصة بالدراجات الهوائية، كما واستحداث وسائل نقل عصرية مثل المترو والقطار وغيرها... هذا فضلا عن ضرورة استحداث مساحات خضراء في كافة المناطق للتقليل من اثار التلوث المرتفع والامراض المميتة اذ تعتبر نسبة الاصابة في لبنان بمرض السرطان هي من بين الأعلى في العالم!

جميع المشاريع الانمائية تلك على النائب دراستها مع الفعاليات المعنية في المناطق من بلديات ومجتمع مدني لتطوير المنطقة وتحسين وضع ساكنيها على جميع المستويات وقد اصبح جلياً من هي الشخصيات التي ادت دوراً بارزاً في عملها البرلماني خلال الحقبة الماضية فاذا لم تتوفر في الشخصيات المرشحة هذه المواصفات يكون على الناخب اعطاء الفرصة للوجوه الجديدة التي تتحلى بالكفائة العلمية والحصانة الذاتية والنزاهة للوصول الى الندوة البرلمانية.

ارقام خيالية تدفع شهرياً للنائب في لبنان ... حذارٍمن تنتخب!

يتقاضى النائب في لبنان رواتب مرتفعة جداً.

وفق جداول وزارة المالية اللبنانية، يتقاضى النائب 12 مليوناً و750 ألف ليرة، ما يعادل 8500 دولار شهرياً، ما يوازي سنوياً نحو 102 ألف دولار. كما أن للنائب مخصصات إضافية أيضاً، إذ يتقاضى كل نائب 2.7 مليون ليرة شهرياً ما يوازي 1700 دولار، من صندوق تعاضد النواب (الممول من اشتراكات النواب بقيمة 100 ألف ليرة وما تبقى من موازنة الدولة) ليصل المبلغ الإجمالي الشهري إلى نحو 10.200 دولار، ما يساوي متوسط دخل الفرد اللبناني في عام، وفق بيانات البنك الدولي.

وبعبارة أخرى، فإن الدخل الصافي للنائب اللبناني يساوي 23 ضعف الحد الأدنى المعمول به والبالغ 450 دولاراً. كما يتمتع النائب أيضاً باعتماد سنوي بقيمة 200 مليون ليرة من وزارة الأشغال العامة، لإقامة مشاريع في منطقته، ويحصل على تذاكر سفر مجانية وشبه مجانية، وتأمين صحي له ولعائلته، كما أنه معفى من الجمارك في حال شرائه سيارة من الخارج.

بالمحصلة، فإن النائب يتقاضى في العام الواحد، 122.400 دولار سنوياً بدل راتب، يضاف إليها 65.5 ألف دولار مخصصات إضافية يتم إنفاقها في مشاريع تطاول المنطقة التي يمثلها النائب. أي أنه خلال ولاية نيابية واحدة يصل راتبه إلى 489.600 دولار، أي ما يوازي تقريباً نصف مليون دولار.

اما وبعد خروجه من البرلمان، يتقاضى النائب 75% من أساس راتبه البالغ 8500 دولار، ما يوازي 6375 دولاراً، وفي حال شغل منصبه لدورتين، فينال 65% من أساس راتبه، أي ما يوازي 5525 دولاراً. أما النائب الذي انتخب لدورة واحدة، فيتقاضى 55%، أي نحو 4675 دولاراً.

وبذلك، فإن خرج النائب من البرلمان، يتقاضى ولمدى الحياة، وبعد وفاته، تتقاضى عائلته راتباً، يوازي في أضعف الأوضاع 10 أضعاف الحد الأدنى المعمول به.

أما إذا أردنا احتساب الكلفة التي دفعها اللبنانيون من موازنتهم العامة كرواتب للنواب الـ 128 خلال 9 سنوات من تمديدهم الذاتي لولايتهم ومن دون تفويض من المواطنين، فتصل إلى أكثر من 564 مليون دولار

على ضوء ما ذكر، نداء الى المواطنين بعدم الاقتراع الا لذوو التاريخ الحافل بالانجازات والا اعطاء الفرصة للوجوه الجديدة الكفوءة الواعدة

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

المحامية رانيا إيليا نصرة | رادار سكوب

2018 -

أيار -