يَتزامن إحياء عمل الحكومة اليوم للمرة الأولى بعد أزمة استقالة رئيسها سعد الحريري التي انفجرتْ في 4 تشرين الثاني الماضي وانتهتْ رسمياً في 5 الجاري، مع ملامح مسعى لضمان انتظام الوضع السياسي وفق ضوابط تتيح نقْل معالجة ما بقي من ذيول مرحلة الاستقالة على مستوى العلاقات الداخلية الى "الغرف المغلقة" بما يسمح باختبارٍ فعلي للنسخة الجديدة من التسوية التي قامتْ على نقطةِ ارتكازٍ عنوانُها النأي بالنفس عن أزماتِ المنطقة وصراعاتها وعن التدخل في شؤون الدول العربية.
وشكّل إرجاء الرئيس الحريري (الى أجَل غير مسمى) إطلالته التلفزيوينة التي كانت مقرَّرة لـ"يبقّ فيها" ما وصفه بأنه "بحصة كبيرة" حول مَن "طَعَنَه في الظهر" إبان أزمة الاستقالة، إشارةً واضحة الى رغبةٍ في تفادي تأجيج المناخ مع بعض القوى السياسية التي يَعتبر أنها أدتْ أدواراً سلبية في ملف الاستقالة، وسط مُلاحَظةِ أوساطٍ متباعة ان لقرار تأجيل "الكلام الكبير" اعتبارات محلية وأيضاً سعودية، بما يعكس حرص زعيم "تيار المستقبل" على عدم اعتماد سياسة "حرق المراكب" في علاقاته، متوقّفة في الوقت نفسه عند أن التوتّر بين "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" لم يجد طريقه بعد الى التبريد الكامل بدليل "المناوشات" المستمرّة عبر الشاشات والتي بدأتْ تثير تفاعلاتٍ في أكثر من اتجاه، الأمر الذي قد يفرض على الطرفين الذهاب الى مُكاشَفةٍ خلف الكواليس.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا