الأحزاب تتناتش دائرة زحلة.. 'خداعٌ ومال وحقد' لزوم المقاعد النيابيّة

رادار سكوب

2022 -

نيسان -

رادار سكوب :

تتحضرّ دائرة البقاع الأولى - زحلة لمعركة إنتخابيّة "حاميّة" بين الأحزاب السياسية فيما بينها، حيث يَتموْضع كل حزب إمّا بالمواجهة المُباشرة وإمّا بالتخفّي وراء لوائح تُسمّي نفسها مجتمع مدني وثورة أو معارضة ومُستقلين.

ففي هذه الدائرة تتنافس 8 لوائح 4 منها لا يُمكن البناء عليها إنتخابيّاً أيّ أنّ حظوظها معدومة في تأمين أيّ حاصل إنتخابي، ولكن اللوائح الأربعة المُتبقيّة المُقسّمة على القوى الرئيسيّة، فتخوض من خلالها الأحزاب "معركة شرِسة" فيما صوت زحلة وقرى قضائها يبقى "مخطوفاً" لصالح المرجعيّات الحزبيّة التي لا ترى من المدينة وعروس البقاع سوى"كمالة عدد" لتكتلاتها الإنتخابية .

واللوائح الأربعة التي تتقاتل على الحواصل هي: لائحة "الثنائي الشيعي" مع "التيار الوطني الحر" و"حزب الطاشناق"، لائحة "حزب القوات اللبنانية" بالتحالف مع الرئيس فؤاد السنيورة، لائحة " ميشال ضاهر وحلفائه تيار "المستقبل" و"حزب الكتائب" اللذين يُمارسان الخداع الإنتخابي مُتخفيين خلف لائحة الضاهر، ولائحة رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.

في هذه الإنتخابات يخوض كل من "تيار المستقبل" الإنتخابات مع المرشح عمر حلبلب الذي إنضمّ إلى لائحة النائب ميشال ضاهر شريك "التيار الوطني الحرّ" مع إنطلاق العهد والمُنقلب عليه بعدما وجد أنّ مصلحته الشخصية هي في ركوب موجة الثورة، فالتيار "الأزرق" الذي عزف عن المشاركة في الإستحقاق يبدو أنه يعمل جاهدًا في هذه الدائرة لدعم حلبلب في تناقض واضح بين ما تدلي به قيادته "جهاراً نهاراً" وما تعمل عليه في الخفاء.

وبدوره يتخفّى حزب الكتائب خلف المجتمع المدني ويرفد بأصواته النائب الضاهر الذي يُمارس "إزدواجيّة" بين القول والفعل حيث ينتفض من جهة على السلطة ويخرج عن الطوْع "العوني" ويتفّق من تحت الطاولة مع حزب الكتائب، فكيف يُمكن أنْ يُصدّق قوله: "كل الطبقة السياسية والحزبيّة تتفق على محاربتنا لأننا لائحة غير مرتهنة"، وهو المتحالف بالخفاء مع "الكتائب" و"تيار المستقبل"، ولكن يسجَّل للنائب ضاهر قدرته على جمع الكتائب والمستقبل وهو ما عَجز عنه الجميع، ولن نذكر السبب، فـ "اللبيب من الإشارة يفهم"...

وبذلك سيشهد تاريخ 16 أيّار تكشُّف الإدعاءات بالإستقلالية وتتكشّف أمام الرأي العام أين ذهبت أصوات "الكتائب" أو "التيار" أو"المستقبل" التي ستصبّ بالطبع في صندوقة لائحة الضاهر وبتعليمة واضحة من سعد الحريري لدعم حلبلب.

وفي المقابل، كسرت "لائحة الثنائي الشيعي مع التيار والطاشناق" الأعراف بإستبعادها التمثيل الكاثوليكي لمدينة زحلة، ويدور الحديث عن إتفاق جرى من تحت الطاولة بين "التيار" و"الضاهر" كي لا تضمّ لائحة التيار مرشحاً كاثوليكياً وازناً خدمتاً للضاهر وتحت هذا العنوان استبعد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عائلة فتوش وتعامل معهم بخفة كبيرة فاحرجهم واخرجهم.

أما لائحة القوات اللبنانية والسنيورة فتُواجه مشكلة كبيرة من الشارعَيْن "السني" و"الشيعي" لِما تُشكله من إستفزاز لهما وتعويل "القوات" على السنيورة غير قابل للحياة فالأخير المرفوض سنيّاً كوريث للحريري لن يُسعفهم هذا بالاضافة إلى الخلافات التي تسود بين أفراد اللائحة وبخاصة بين النائب جورج عقيص والمرشح الياس إسطفان الذي إستطاع كسب ودّ الشارع "القواتي" مما استفز عقيص، ولم يُثير صعود نجم إسطفان عقيص وحده بل وصل إلى النائب سيزار المعلوف الذي يعمل خلف الكوليس داعماً المرشح الماروني على لائحة "القوات" ميشال تنوري لقطع الطريق على أن يُحقق إسطفان رقماً مميزاً.

وبهدف الوصول إلى المقاعد النيابية، تستخدم هذه الأحزاب كل ما تملك من أسلحة لتغيير "إرادة الناخب"، والمال ليس سلاحها الوحيد، بل "اللعب" على الوتر المذهبي والطائفي يفعل فعله.

وهنا لا يمكننا سوى أن نتذكر العبارة الشهيرة لـ أوتو فون بسمارك المستشار الألماني: "يكثر الكذب عادةً، قبل الإنتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد"!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا