-   الجيش الاسرائيلي: قضينا على المدعو محمود موسى صالح الذي كان يشغل منصب قائد قطاع الخيام في حزب الله    -   الجزيرة: انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء قرى حدودية جنوبي لبنان    -   الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 4 مسيرات صباح اليوم كانت قادمة من لبنان    -   يديعوت أحرونوت: إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان تبادلوا مسودة اتفاق وقف النار    -   الوكالة الوطنية: 3 شهداء حصيلة الغارة على بلدة القصر    -   وزارة الصحة: ثلاثة شهداء وجريحان في الغارة على القصر في الهرمل    -   غارة إسرائيلية تستهدف بلدة علمات في قضاء جبيل    -   الوكالة الوطنية: ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على بلدة دير قانون راس العين جنوبي لبنان إلى 17 شهيدا    -   إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر: بعد إنهاء الجيش عمليته بقرى أمامية جنوبي لبنان سيتمركز على الحدود بقوة كبيرة    -   العربية: حريق ضخم في مستودع أخشاب جراء غارة على سرعين    -   إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر: إذا رصد الجيش نشاطا لحزب الله فسيهاجم برا وجوا بجنوب لبنان وحتى دون اتفاق    -   بلدية نهاريا: اعتراض صواريخ أطلقت على شرق وشمال المنطقة ولم يتم الإبلاغ عن إصابات
الاكثر قراءة

أمن وقضاء

ربيع فقيه: الضابط الذي أظهر براعة استثنائية حارب وانتصر.. بصمت

قاوم ربيع فقيه حتى اللحظة الأخيرة. قبل ست سنوات أبلغه الطبيب أنّه لن يعيش أكثر من أربعة أشهر بسبب انتشار السرطان في رئته ورأسه. سأل إن كان عليه وقف التدخين، فكان الجواب: «لا داعي. أنت في المراحل الأخيرة». هزّه الخبر، لكنه تماسك، وراهن طبيبه بأنّه سيعيش أكثر مما توقّع له، وبأنه سيوثّق ذلك بوشمٍ يحفره على صدره لناحية القلب... ولم يخبر أحداً من عائلته باستثناء بعض الأصدقاء المقربين. لكنه، مذذاك، كان دائماً ما يجيب لدى سؤاله عن صحته: «كل يوم أعيشه مكسب، لأن المفروض أنني ميّت من زمان».

كان ذلك عام 2017، بعد أشهر قليلة على تولي ربيع فقيه منصبه الجديد رئيساً لفرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات. لم يكن ضابطاً عادياً. عقله الحاضر وجرأته وشجاعته أهّلته ليكون ضمن الحلقة الضيقة في الشعبة، وقد أسندت إليه مهمات معقّدة بعدما أظهر براعة استثنائية في مواجهة الإرهاب.

خدَمَ لسنوات رتيباً في مكتب مكافحة المخدرات المركزي، وعلّق نجمة على كتفه إثر نجاحه في دورة ضباط اختصاص. أولى عملياته النوعية في الشعبة كانت كشف ملابسات عملية تفجير حافلتي ركاب في بلدة عين علق في المتن عام 2007 وتحديد أفراد الخلية الإرهابية التي نفّذت التفجير وتوقيفهم.

عام 2008، دخل الملازم ربيع فقيه إلى اجتماع لعدد من ضباط الشعبة برئاسة العقيد وسام الحسن، وأبلغ المجتمعين: «حددنا مكان المطلوب السعودي محمد السويد في عرمون»، قبل أن يرافق قائد القوة المداهمة الضابط علي جفال في عملية مباغتة أدت إلى اعتقال السويد الذي يعدّ من أخطر قيادات تنظيم «القاعدة» الذين مرّوا في تاريخ لبنان. كما أدت التحقيقات التي تولاها فقيه مع عدد من الضباط إلى كشف مشروع كان يُحضر له لإقامة «إمارة إسلامية» في شمال لبنان. وقد أثبتت صحة ذلك الأحداث التي تتالت بدءاً من مجزرة شارع المئتين في طرابلس وصولاً إلى حرب مخيم نهر البارد وصعود تنظيم «فتح الإسلام».

لم يقبل فقيه أن تُعصب عينا الموقوف السعودي فيصل أكبر من تنظيم «القاعدة» أثناء التحقيق معه. كان أكبر واحداً ممن عُرفوا بـ«مجموعة الـ13» وأوقفوا أواخر عام 2005 ومطلع 2006. محاضر التحقيق مع أفراد المجموعة بيّنت أن أميرها، اللبناني حسن نبعة، كان «أمير تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى صلة مباشرة بأمير التنظيم في العراق، أبو مصعب الزرقاوي. كما أظهرت أنّ المجموعة كانت تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، واعترف أكبر بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قبل أن يتراجع عن إفادته، رغم أنّه قدم أدلة خلال استجوابه بمعلومات حول جريمة الاغتيال قبل أربعة أشهر من توصل المحققين إلى معرفتها. التعليمات كان تقضي بعصب عيني الموقوف الخطير، حرصاً على حياة الضباط كي لا يتمّ التعرّف إليه. غير أن الملازم فقيه طلب فكّ العصبة عن عيني الموقوف الذي بادره بالقول: ألست خائفاً من انكشاف وجهك أمامي؟ فأجابه فقيه: لا علاقة للخوف. لا يمكنني الاستماع لشخصٍ يحدّثني من دون أن أنظر في عينيه لأعرف إن كان يكذب أم لا. عندها ردّ أكبر مهدداً: «عندما نخرج ستموت ذبحاً أنت وعائلتك»، فردّ فقيه بهدوء: «لا تُقصّر إن تمكّنت من رقبتي... لن أسامحك إن لم تفعل».

لم يكد ينتهي «عصر الإرهاب» الذي عصف بلبنان لسنوات حتى أعلن ربيع فقيه الحرب على الفساد والمخدرات داخل مؤسسة قوى الأمن. فور توليه رئاسة فرع الأمن العسكري أطلق حملة تطهير أدت إلى توقيف عدد من الضباط ومئات الرتباء والعناصر الفاسدة. ولعب دوراً رئيسياً في ملف مكافحة الفساد القضائي. وهو، مع عدد من الضباط، أمسكوا بطرف الخيط الذي أوصل إلى سماسرة القضاة بعد ترك القاضي منذر ذبيان تاجر المخدرات مهدي المصري استناداً إلى تقرير طبي مزوّر. وقد نجح ربيع في كشف الخدعة (راجع «الأخبار» الأربعاء 13 شباط 2019) ، (راجع «الأخبار» السبت 9 آذار 2019) لتطاول المحاسبة بضعة قضاة، فيما وفّرت المظلة السياسية الحماية للباقين ليُدفن هذا الملف الذي عمل ربيع ورفاقه عليه شهوراً طويلة. شنّ حملة ضد «ضباط المخدرات» بعدما تكشّف له تورط عدد من الضباط في نقل تجار مخدرات عبر الحواجز الأمنية وفي سيارات عسكرية، وتمكن من توقيف أحد أباطرة الكبتاغون في لبنان وسوريا حسن دقّو، وشنّ حملة على تجار المخدرات في الضاحية وتمكن من توقيف معظمهم.

قبل أسابيع، زرته في المستشفى حيث كان يرقد منذ مدة. كان نحيلاً لا يقوى على النهوض. قابلته بعينين دامعتين، فبادلني بابتسامته الساخرة نفسها التي ارتسمت على وجهه الجميل رغم ضعفه. لساعات استرجعنا ذكريات مشتركة. حدّثني عن مرضه بشكل عرضي محاولاً التظاهر بعدم التعب. احتضنته قبل أن أغادر. عرفت أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها. لم أقوَ على رؤيته بعدها. كنت أضعف منه. لم أجرؤ على زيارته مع أني وصلت إلى المستشفى عدة مرات، لكني كنت أتراجع. لم أشأ أن تكون له في ذاكرتي صورة رجل هدّه المرض وهزمه. أردته أن يبقى ذلك القوي.

كان ربيع يهتم بالمحيطين به وبأصدقائه وأفراد عائلته. رتّب ملفاته، وأنجز ما يتوجّب عليه تجاه الجميع. كان يعيش حياته بحبّ كما لو أنه سيبقى حيّاً إلى الأبد. واتخذ كل ما يلزم ليرحل بهدوء، كما لو أنه كان يعلم أن المرض الخبيث سيعود ويتمكّن منه ولو بعدَ حين.
أمس، رحل المقدم ربيع فقيه، الضابط الشجاع واللامع، من دون أن يهتم بأن يعرف أحد ما أنجزه في عمله الأمني. على مدى 17 عاماً، لم يطلب مكافأة من أحد، ولم ينسب لنفسه ما قام به، ولم يوضح لأحد بأن الكثير مما يُنسب لغيره، أحياء وأمواتاً، إنما يحمل توقيع ربيع فقيه.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

رضوان مرتضى | الأخبار
2022 - تشرين الأول - 03

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

ليس ضابطاً في الكلية البحرية... من هو المختطف في البترون؟
ليس ضابطاً في الكلية البحرية... من هو المختطف في البترون؟
هل وقعتم ضحية أعماله؟
هل وقعتم ضحية أعماله؟
مأساة في الكورة: العثور على جثة طبيب مختطف واعتقال الجناة
مأساة في الكورة: العثور على جثة طبيب مختطف واعتقال الجناة
بالفيديو: استهداف سيارة على طريق عاليه - القماطية!
بالفيديو: استهداف سيارة على طريق عاليه - القماطية!
كمين محكم لشعبة المعلومات في بعلبك
كمين محكم لشعبة المعلومات في بعلبك
ناشطتان بالدعارة... كَمَنَتا له قرب المصرف!
ناشطتان بالدعارة... كَمَنَتا له قرب المصرف!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

نفط لبنان: بين الثورة والثروة شعرة
نفط لبنان: بين الثورة والثروة شعرة
الرئيس ترامب.. الرجل الذي هزم امرأتين
الرئيس ترامب.. الرجل الذي هزم امرأتين
بعد الرقابة والتفتيش تبين وجود 324 موظفا وهميا في هذه المؤسسة!
بعد الرقابة والتفتيش تبين وجود 324 موظفا وهميا في هذه المؤسسة!
الحقيقة الكاملة لتفشي وباء كورونا في سجن رومية المركزي
الحقيقة الكاملة لتفشي وباء كورونا في سجن رومية المركزي
جثة متفحمة تكشف المجرم بعد سبعة أشهر على الجريمة
جثة متفحمة تكشف المجرم بعد سبعة أشهر على الجريمة
وجوه جديدة غير ملوّثة بعلاقات سياسية
وجوه جديدة غير ملوّثة بعلاقات سياسية

آخر الأخبار على رادار سكوب

استغلّ وجود أحد الأطبّاء في الخارج فانتحل صفته وارتكب جرائم نصب
استغلّ وجود أحد الأطبّاء في الخارج فانتحل صفته وارتكب جرائم نصب
مُسبّبو حريق نابيه - المتن في قبضة الشرطة القضائية
مُسبّبو حريق نابيه - المتن في قبضة الشرطة القضائية
الجيش: استشهاد 3 عسكريين في غارة على مركزنا في الصرفند
الجيش: استشهاد 3 عسكريين في غارة على مركزنا في الصرفند
من أخطر تجار ومهربي كريستال ميث.. توقيف مطلوب عراقي في لبنان
من أخطر تجار ومهربي كريستال ميث.. توقيف مطلوب عراقي في لبنان
بعد لقائه هوكشتاين... إليكم موقف بري
بعد لقائه هوكشتاين... إليكم موقف بري
شعبة المعلومات تكشف ملابسات جريمة قتل
شعبة المعلومات تكشف ملابسات جريمة قتل 'عامل دليفري' وتوقف الفاعل