-   أكسيوس: إسرائيل أبلغت حماس عبر الوسطاء أنها ستواصل التزاماتها بموجب اتفاق غزة إذا أطلقت الحركة سراح الرهائن الثلاثة يوم السبت    -   البيت الأبيض: امتلاك إيران سلاحا نوويا بمثابة خط أحمر    -   البيت الأبيض: ترمب يرى أن رحيل الفلسطينيين من غزة سيكون أمرا رائعا لهم    -   هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يبني 5 مواقع عسكرية جديدة في لبنان ولا ينوي الانسحاب منها    -   الجيش اللبناني: سنتخذ الإجراءات المناسبة على الحدود مع سوريا وفقا للتطورات    -   وزير العدل عادل نصار للحدث: البيان الوزاري سيكون موافقا لأجواء انتخاب الرئيس وسيؤسس لمرحلة جديدة    -   وزير العدل عادل نصار للحدث: موضوع حصر السلاح أساسي ولا يمكن التغاضي عنه    -   الجيش اللبناني: توقيف 40 شخصًا في منطقتَي دير عمار – الشمال وحي السلم – الضاحية الجنوبية    -   وزير الإعلام بول مرقص لـ"الشرق": الحكومة ستجتمع الثلاثاء وتقرر صياغة البيان الوزاري    -   السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني للمنار: الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد ان يفرض شروطه على الجمهورية الاسلامية وهذا لا تقبل به ايران    -   الجيش الاسرائيلي: أغارت طائراتنا على نفق تحت الارض في منطقة البقاع يجتاز من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية والذي استخدمه حزب الله لنقل وسائل قتالية    -   شرف الدين من السراي: مشروع قانون المصارف لن يكون على حساب المودعين
الاكثر قراءة

أمن وقضاء

ربيع فقيه: الضابط الذي أظهر براعة استثنائية حارب وانتصر.. بصمت

قاوم ربيع فقيه حتى اللحظة الأخيرة. قبل ست سنوات أبلغه الطبيب أنّه لن يعيش أكثر من أربعة أشهر بسبب انتشار السرطان في رئته ورأسه. سأل إن كان عليه وقف التدخين، فكان الجواب: «لا داعي. أنت في المراحل الأخيرة». هزّه الخبر، لكنه تماسك، وراهن طبيبه بأنّه سيعيش أكثر مما توقّع له، وبأنه سيوثّق ذلك بوشمٍ يحفره على صدره لناحية القلب... ولم يخبر أحداً من عائلته باستثناء بعض الأصدقاء المقربين. لكنه، مذذاك، كان دائماً ما يجيب لدى سؤاله عن صحته: «كل يوم أعيشه مكسب، لأن المفروض أنني ميّت من زمان».

كان ذلك عام 2017، بعد أشهر قليلة على تولي ربيع فقيه منصبه الجديد رئيساً لفرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات. لم يكن ضابطاً عادياً. عقله الحاضر وجرأته وشجاعته أهّلته ليكون ضمن الحلقة الضيقة في الشعبة، وقد أسندت إليه مهمات معقّدة بعدما أظهر براعة استثنائية في مواجهة الإرهاب.

خدَمَ لسنوات رتيباً في مكتب مكافحة المخدرات المركزي، وعلّق نجمة على كتفه إثر نجاحه في دورة ضباط اختصاص. أولى عملياته النوعية في الشعبة كانت كشف ملابسات عملية تفجير حافلتي ركاب في بلدة عين علق في المتن عام 2007 وتحديد أفراد الخلية الإرهابية التي نفّذت التفجير وتوقيفهم.

عام 2008، دخل الملازم ربيع فقيه إلى اجتماع لعدد من ضباط الشعبة برئاسة العقيد وسام الحسن، وأبلغ المجتمعين: «حددنا مكان المطلوب السعودي محمد السويد في عرمون»، قبل أن يرافق قائد القوة المداهمة الضابط علي جفال في عملية مباغتة أدت إلى اعتقال السويد الذي يعدّ من أخطر قيادات تنظيم «القاعدة» الذين مرّوا في تاريخ لبنان. كما أدت التحقيقات التي تولاها فقيه مع عدد من الضباط إلى كشف مشروع كان يُحضر له لإقامة «إمارة إسلامية» في شمال لبنان. وقد أثبتت صحة ذلك الأحداث التي تتالت بدءاً من مجزرة شارع المئتين في طرابلس وصولاً إلى حرب مخيم نهر البارد وصعود تنظيم «فتح الإسلام».

لم يقبل فقيه أن تُعصب عينا الموقوف السعودي فيصل أكبر من تنظيم «القاعدة» أثناء التحقيق معه. كان أكبر واحداً ممن عُرفوا بـ«مجموعة الـ13» وأوقفوا أواخر عام 2005 ومطلع 2006. محاضر التحقيق مع أفراد المجموعة بيّنت أن أميرها، اللبناني حسن نبعة، كان «أمير تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى صلة مباشرة بأمير التنظيم في العراق، أبو مصعب الزرقاوي. كما أظهرت أنّ المجموعة كانت تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، واعترف أكبر بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قبل أن يتراجع عن إفادته، رغم أنّه قدم أدلة خلال استجوابه بمعلومات حول جريمة الاغتيال قبل أربعة أشهر من توصل المحققين إلى معرفتها. التعليمات كان تقضي بعصب عيني الموقوف الخطير، حرصاً على حياة الضباط كي لا يتمّ التعرّف إليه. غير أن الملازم فقيه طلب فكّ العصبة عن عيني الموقوف الذي بادره بالقول: ألست خائفاً من انكشاف وجهك أمامي؟ فأجابه فقيه: لا علاقة للخوف. لا يمكنني الاستماع لشخصٍ يحدّثني من دون أن أنظر في عينيه لأعرف إن كان يكذب أم لا. عندها ردّ أكبر مهدداً: «عندما نخرج ستموت ذبحاً أنت وعائلتك»، فردّ فقيه بهدوء: «لا تُقصّر إن تمكّنت من رقبتي... لن أسامحك إن لم تفعل».

لم يكد ينتهي «عصر الإرهاب» الذي عصف بلبنان لسنوات حتى أعلن ربيع فقيه الحرب على الفساد والمخدرات داخل مؤسسة قوى الأمن. فور توليه رئاسة فرع الأمن العسكري أطلق حملة تطهير أدت إلى توقيف عدد من الضباط ومئات الرتباء والعناصر الفاسدة. ولعب دوراً رئيسياً في ملف مكافحة الفساد القضائي. وهو، مع عدد من الضباط، أمسكوا بطرف الخيط الذي أوصل إلى سماسرة القضاة بعد ترك القاضي منذر ذبيان تاجر المخدرات مهدي المصري استناداً إلى تقرير طبي مزوّر. وقد نجح ربيع في كشف الخدعة (راجع «الأخبار» الأربعاء 13 شباط 2019) ، (راجع «الأخبار» السبت 9 آذار 2019) لتطاول المحاسبة بضعة قضاة، فيما وفّرت المظلة السياسية الحماية للباقين ليُدفن هذا الملف الذي عمل ربيع ورفاقه عليه شهوراً طويلة. شنّ حملة ضد «ضباط المخدرات» بعدما تكشّف له تورط عدد من الضباط في نقل تجار مخدرات عبر الحواجز الأمنية وفي سيارات عسكرية، وتمكن من توقيف أحد أباطرة الكبتاغون في لبنان وسوريا حسن دقّو، وشنّ حملة على تجار المخدرات في الضاحية وتمكن من توقيف معظمهم.

قبل أسابيع، زرته في المستشفى حيث كان يرقد منذ مدة. كان نحيلاً لا يقوى على النهوض. قابلته بعينين دامعتين، فبادلني بابتسامته الساخرة نفسها التي ارتسمت على وجهه الجميل رغم ضعفه. لساعات استرجعنا ذكريات مشتركة. حدّثني عن مرضه بشكل عرضي محاولاً التظاهر بعدم التعب. احتضنته قبل أن أغادر. عرفت أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها. لم أقوَ على رؤيته بعدها. كنت أضعف منه. لم أجرؤ على زيارته مع أني وصلت إلى المستشفى عدة مرات، لكني كنت أتراجع. لم أشأ أن تكون له في ذاكرتي صورة رجل هدّه المرض وهزمه. أردته أن يبقى ذلك القوي.

كان ربيع يهتم بالمحيطين به وبأصدقائه وأفراد عائلته. رتّب ملفاته، وأنجز ما يتوجّب عليه تجاه الجميع. كان يعيش حياته بحبّ كما لو أنه سيبقى حيّاً إلى الأبد. واتخذ كل ما يلزم ليرحل بهدوء، كما لو أنه كان يعلم أن المرض الخبيث سيعود ويتمكّن منه ولو بعدَ حين.
أمس، رحل المقدم ربيع فقيه، الضابط الشجاع واللامع، من دون أن يهتم بأن يعرف أحد ما أنجزه في عمله الأمني. على مدى 17 عاماً، لم يطلب مكافأة من أحد، ولم ينسب لنفسه ما قام به، ولم يوضح لأحد بأن الكثير مما يُنسب لغيره، أحياء وأمواتاً، إنما يحمل توقيع ربيع فقيه.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

رضوان مرتضى | الأخبار
2022 - تشرين الأول - 03

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

في طرابلس ومخيم نهر البارد... توقيف 6 أشخاص
في طرابلس ومخيم نهر البارد... توقيف 6 أشخاص
توقيف 3 أشخاص نفذوا عمليات سرقة داخل شقق سكنية في الجناح
توقيف 3 أشخاص نفذوا عمليات سرقة داخل شقق سكنية في الجناح
لم يمتثل لطلب عناصر الحاجز.. توقيف مطلوب في ضهر البيدر
لم يمتثل لطلب عناصر الحاجز.. توقيف مطلوب في ضهر البيدر
تنشط ضمن عصابة... توقيف سورية في بئر العبد
تنشط ضمن عصابة... توقيف سورية في بئر العبد
امتهن سرقة سيّارات الـ
امتهن سرقة سيّارات الـ 'مرسيدس' في طرابلس
توقيف سارق محترف في الدورة
توقيف سارق محترف في الدورة

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

ما يتم تداوله عن مخاطر امنية.. شائعات
ما يتم تداوله عن مخاطر امنية.. شائعات
معركة احجام بين الحريري وميقاتي
معركة احجام بين الحريري وميقاتي
الغطاء الوطني القوي لخطة الحكومة لن يتيسر في لقاء بعبدا
الغطاء الوطني القوي لخطة الحكومة لن يتيسر في لقاء بعبدا
لبنانية تحتال عبر الواتساب.. هذا مصيرها!
لبنانية تحتال عبر الواتساب.. هذا مصيرها!
قصة حب بين أستاذ مُسِن وطالبة مراهقة.. تكشف فضائح مدوية!
قصة حب بين أستاذ مُسِن وطالبة مراهقة.. تكشف فضائح مدوية!
إعلان من مصرف لبنان عن الدولار وأزمة المحروقات
إعلان من مصرف لبنان عن الدولار وأزمة المحروقات

آخر الأخبار على رادار سكوب

Lebanon: A Prime Investment Hub Amid Political and Legal Reforms
Lebanon: A Prime Investment Hub Amid Political and Legal Reforms
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
في الشوف... عصابة خطرة بقبضة الشرطة القضائية
في الشوف... عصابة خطرة بقبضة الشرطة القضائية
إنجاز لبناني غير مسبوق: فريق البلمند يصنع التاريخ في فورمولا ستودنت 2025
إنجاز لبناني غير مسبوق: فريق البلمند يصنع التاريخ في فورمولا ستودنت 2025
تجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة إعتباراً من هذا التاريخ
تجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة إعتباراً من هذا التاريخ
نفذ أكثر من ٣٠ عملية سلب بقوة السلاح ونشل في بيروت
نفذ أكثر من ٣٠ عملية سلب بقوة السلاح ونشل في بيروت