-   هيئة البث الإسرائيلية: عشرات ضباط الاحتياط الإسرائيليين يرفضون العودة إلى غزة    -   إعلام سوري: 168 من عائلات داعش تستعد لمغادرة مخيم الهول بريف الحسكة في سوريا إلى العراق    -   محافظة دير الزور: القبض على عميد مقرب من ماهر الأسد    -   الخارجية الفرنسية: ندين إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل ونحثها على ضبط النفس    -   وزير الإعلام اللبناني لـ"سكاي نيوز": حريصون على استتباب الأمن في الجنوب عبر نشر الجيش اللبناني    -   نتنياهو: لدي هذا المساء كشف دراماتيكي لحقائق ستزعزعكم    -   الجيش الإسرائيلي: منذ بدء اتفاق وقف اطلاق النار نفذنا غارات على أكثر من 120 هدفا في لبنان وقتلنا أكثر من 100 مسلح    -   المتحدث باسم قوات اليونيفيل في لبنان لـ"التلفزيون العربي": نرى التزاما من قبل الجيش اللبناني بخصوص إعادة انتشاره في الجنوب    -   رويترز عن مسؤول إسرائيلي: 6 صواريخ أطلقت من لبنان 3 منها عبرت إلى إسرائيل وتم اعتراضها    -   يديعوت أحرنوت: أي إضراب شامل احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك سيتسبب بضرر اقتصادي بنحو 5.8 مليار شيكل يوميا    -   الداخلية السورية: تسلم أسلحة خفيفة من وجهاء قريتي البودي والقلايع بريف جبلة في اللاذقية    -   مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بأي مساس بمواطنينا وسيادتنا وسنعمل بكل الوسائل لضمان أمن سكان الشمال
الاكثر قراءة

متفرقات

سلسلة الرتب والرواتب.. مفاعيل مغايرة للأهداف

كان يفترض بالإقتصاد اللبناني تسجيل نسب نمو ملحوظة منذ إقرار سلسلة الرتب والرواتب، إلا أن البيانات تُظهر أن هناك تراجعًا في القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني مع إرتفاع التضخّم. والأصعب أن الزيادة في الكتلة النقدية الناتجة عن هذه السلسلة شكّلت ضغوطا فعلية على الإستثمار بما يعني أن العجز سيكون أكبر مما هو مُتوقّع في موازنة العام 2018.

على الرغم من إقرار حكومة الرئيس ميقاتي في العام 2012 مرسوم تعديل سلسلة الرتب والرواتب، إلا أن مجلس النواب لم يقرّ هذه السلسلة إلا في العام 2017 أي بعد مرور خمس سنوات. فترة تغيّرت فيها معالم الإقتصاد اللبناني الذي فقد رونقه مع تراجع مستوى النموّ الإقتصادي أي لجم مداخيل الدوّلة.

السلسلة تمّ إقراراها تحت ضغط شعبي في فترة ما قبل الإنتخابات. وبالتالي، فإن إقرار السلسلة شابته عيوبٌ عدّة واكبها شلّل في عدد من الآليات الإقتصادية التي أعطتّ مفعولا عكسيا للسلسلة :

أولًا - حصر السلسلة بالقطاع العام وإستثناء القطاع الخاص مما أدّى حكماً إلى إضعاف القدرة الشرائية في القطاع الخاص من ناحية أن الضرائب التي فّرضت لتمويل السلسلة طالت الجميع.

ثانيًا - عدم قدرة الدولة على معرفة كلفة السلسلة الحقيقية ممّا أدّى إلى إرتفاعها مع الوقت لتبلغ 1900 مليار ليرة لبنانية بدلا من 1200 وقت إقراراها. هذا الأمر أدّى إلى عجز طبيعي ناتج عن ضرائب لا يُمكن أن تُموّل السلسلة.

ثالثًا - عمدت الدوّلة إلى تمويل السلسلة من ضرائب على النشاط الإقتصادي في وقت يعاني الإقتصاد من الركود. وبما أن زيادة الأسعار تُقلّل من الطلب، ضعف الإستهلاك وتراجعت المداخيل الفعلية مقارنة مع المداخيل المُتوقّعة.

رابعًا - لم تواكب إقرار سلسلة الرتب والرواتب خطوات إقتصادية تسمح بإستخدام هذا الضخّ من الأموال بكامله في الماكينة الإقتصادية.

خامسًا – الكتلة النقدية التي تمّ ضخّها في الماكينة الإقتصادية زادت من التضخّم أقلّه بقيمة 2%. هذه الزيادة كان من المفروض أن تذهب من خلال الإستهلاك وبالتالي، تزيد من عمل الشركات التي بدورها ستزيد من الإستثمارات. إلا أن الواقع كان مُغايرًا، فقسمٌ كبير من المُستفيدين من السلسلة عمدوا إلى ثلاثة إجراءات أساسية: (1) سدّ ديونهم المُستحقة وبالتالي عادت هذه الأموال للنوم في المصارف؛ (2) التهافت على شراء الشقق عبر القروض المدعومة؛ و(3) الإنفاق على شراء بضائع مُستوردة بالدرجة الأولى مما يعني أن هذه الأموال ذهبت إلى خارج الماكينة الإقتصادية اللبنانية ( قسم كبير منها والباقي أرباح للتجار). هذه الإجراءات التي قام بها المُستفيد من سلسلة الرتب والرواتب لم تسمح بتسجيل أي نمو فعلي للماكينة الإقتصادية وبالتالي، إرتفعت الأسعار بشكّل شبه إصطناعي نتج عنه تضخّم لم يكن نتاج عمل الماكينة الإقتصادية.

سادسًا – يقوم مصرف لبنان سنويًا بتحديد المبلغ من المال الذي سيضخّه في الماكينة الإقتصادية (على شكل قروض) بشكل أن الزيادة في الكتلة النقدية لا تزيد من التضخّم إلى مستوى محدّد من قبل مصرف لبنان بناءً على المعطيات الإقتصادية، السياسية والمالية والنقدية. وبالتالي فإن الزيادة في الكتلة النقدية التي فرضتها زيادة الأجور في القطاع العام أدّت إلى رفع التضخّم فوق السقف المُحدّد. وهذا ما أثبتته بيانات الإحصاء المركزي عن الشهر الماضي.

سابعًا – الضرائب التي تمّ فرضها لتمويل السلسلة بشكل غير مباشر (ممنوع تخصيص الإيرادات) لم تكن كافية مما إضطرّ الدولة إلى الإستدانة لدفع الأجور. وفي علم المال، فإن الإستدانة من المصارف (المُموّل الأساسي للدوّلة) يتمّ عبر خلق عملة (fiduciary) تزيد من الكتلة النقدية وبالتالي التضخّم.

ثامنًا – لم يؤخذ بالإعتبار إرتفاع أسعار النفط عند إقرار سلسلة الرتب والرواتب خصوصًا أن وزن النفط في مؤشّر التضخّم كبير إن بشكل مباشر أو غير مباشر (النفط يدخل في تصنيع ونقل كل السلع والخدمات تقريبًا). لذا أتى إرتفاع سعر النفط ليزن كثيرًا في تراجع القدرة الشرائية.

إرتفاع أسعار الفائدة الذي حصل في الشهر الماضي، كانت له تداعيات إيجابية على التضخم الذي إنخفض بحسب إحصاءات الإحصاء المركزي. وهنا أظهر العديد من المراقبين تخوّفهم على الوضع من ناحيتين:

أولًا - نقديًا من ناحية التخوف على وضع الليرة: هذا الأمر غير مُبرّر من ناحية أن رفع الفائدة هدفه إمتصاص السيولة وبالتالي التخفيف من التضخّم وبالتالي الضغط على الليرة اللبنانية. أما العكس أي عدم رفع الفائدة، فإن النتيجة كانت لتكون شبيهة بالتجربة التركية.

ثانيًا - إقتصاديًا من ناحية أن رفع الفوائد يؤدّي إلى لجم القروض الإستثمارية. وهذا القول حقّ إلا أن معرفة أن الإستثمارات كانت شبه معدومة حتى في ظل فوائد مُنخفضة يُشكّل عامل تخفيف لهذا الإجراء – أي رفع الفائدة.

عمليًا يُمكن القول أن إقرار السلسلة بالطريقة التي أقرّت بها وبالتمويل الذي أقرّ هو خطأ كبير إرتكبته الدولة اللبنانية تحت تأثير ضغط شعبي. وما سبق ذكره أعلاه، يُثبت أن الدوّلة بدل إستخدام الأموال الموجودة في الماكينة الإقتصادية عمدت إلى جلب أموال من الخارج وبالتالي رفعت التضخّم وزادت من مديونيتها. ولو كانت الدولة عمدت إلى تمويل هذه السلسلة بواسطة ضرائب على مواردة غير مُستخدمة (الأملاك البحرية والنهرية، الشقق الشاغرة، التهرب الضريبي...) لكانت مفاعيل السلسلة اليوم هي مفاعيل إيجابية من ناحية أن الأموال كانت لتكون من داخل الدوّرة الإقتصادية مما يعني غياب التضخّم، ولكانت أُستخدّمت في الإستثمارات بشكل شبه طبيعي (بإستثناء الإستيراد من الخارج والذي يعود إلى هيكلية الإقتصاد اللبناني).

في الختام، وللخروج من هذا الواقع الذي فرضته سلسلة الرتب والرواتب، يتوجّب على السلطة السياسية الإسراع في تشكيل الحكومة وتنفيذ مشاريع سيدر 1 التي ستسمح برفع مداخيل النشاط الإقتصادي وبالتالي يذهب التضخّم في الإتجاه الصحيح بدلًا من أن يكون تضخمّا مع ركود إقتصادي. كما لا ينبغي إهمال التهرّب الضريبي الذي ما يزال باب الهدر الأول بالنسبة الى خزينة الدوّلة، والذي بمحاربته تستطيع الدولة سدّ عجزها وإستخدام الأموال المُستحقّة في الإستثمارات.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

بروفسور جاسم عجاقة | الجمهورية
2018 - أيلول - 03

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

ورشة تدريبية مجانية لأكاديمية
ورشة تدريبية مجانية لأكاديمية 'Ed-Cloud' في عيد المعلم
اقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات في 10 آذار
اقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات في 10 آذار
'أهالي الطلاب في الخارج' ناشدوا عون الضغط لتطبيق قانون الدولار الطلابي
المرصد الاوروبي تخوف من عدم استكمال الملاحقات القضائية
المرصد الاوروبي تخوف من عدم استكمال الملاحقات القضائية
الإمارات تستعد لإطلاق جوائز IDAFA 2025 في نسخة استثنائية
الإمارات تستعد لإطلاق جوائز IDAFA 2025 في نسخة استثنائية
القصص الرقمية ورشة تدريبية لأكاديمية Ed-Cloud في اليوم العالمي للغة العربية
القصص الرقمية ورشة تدريبية لأكاديمية Ed-Cloud في اليوم العالمي للغة العربية

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

انتشار للمجموعة الخاصة في امن الدولة عند مستديرتَي الدورة والمكلس
انتشار للمجموعة الخاصة في امن الدولة عند مستديرتَي الدورة والمكلس
فيروس ميا خليفة يهدد هواتفكم بالدمار!
فيروس ميا خليفة يهدد هواتفكم بالدمار!
إليكم آلية توزيع المازوت المدعوم
إليكم آلية توزيع المازوت المدعوم
وزير البيئة: أي مشروع موازنة يجب أن يخضع للنقاش
وزير البيئة: أي مشروع موازنة يجب أن يخضع للنقاش
جنبلاط: الإصلاحات التي اعتمدت مخدرات واهية!
جنبلاط: الإصلاحات التي اعتمدت مخدرات واهية!
لن تصدقوا ما كان يفعله والد الطفل الذي أنقذه
لن تصدقوا ما كان يفعله والد الطفل الذي أنقذه 'الرجل العنكبوت'!

آخر الأخبار على رادار سكوب

توقيف شخصين في منطقة المنصورة – الهرمل ومخيم البداوي – الشمال
توقيف شخصين في منطقة المنصورة – الهرمل ومخيم البداوي – الشمال
بشأن تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية... توضيح من سلام!
بشأن تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية... توضيح من سلام!
خيوط عدة تكشف الجهات وراء إطلاق الصواريخ!
خيوط عدة تكشف الجهات وراء إطلاق الصواريخ!
الأمن العام يوقف مشتبهين بإطلاق صواريخ في الجنوب
الأمن العام يوقف مشتبهين بإطلاق صواريخ في الجنوب
من سن الفيل إلى مخيم البداوي… تفاصيل العثور على نور طانيوس!
من سن الفيل إلى مخيم البداوي… تفاصيل العثور على نور طانيوس!
'الشيعي الأعلى' يعلن الإثنين أول أيام عيد الفطر