-   شرف الدين من السراي: مشروع قانون المصارف لن يكون على حساب المودعين    -   وزارة الداخلية العراقية: ضبط وكر لتنظيم داعش في محافظة ديالى شرقي البلاد    -   الجيش اللبناني: بدء انتشار وحدات من الجيش للتمركز في رأس الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا - صور وبيت ليف - بنت جبيل    -   الوكالة الوطنية: قتيل وجريحان في اشكال ببلدة بقرصونا - الضنية    -   وزير الإعلام زياد مكاري بعد جلسة الحكومة: الرئيس ميقاتي سيترأس زيارة قريبة إلى سوريا    -   مجلس الوزراء إتخذ في جلسته قرارًا بترحيل الناشط المِصريّ المعتقل في لبنان عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات    -   الميادين: الجيش الإسرائيلي ينفذ تفجيراً في عيترون    -   الجيش اللبناني: وصول طائرة تحمل مساعدات إنسانية هبة من السلطات الإيطالية    -   ترامب: سأصدر عفوا عن مرتكبي هجوم الكابيتول عام 2021    -   ترامب مهددا حماس: إما عودة الرهائن أو الجحيم    -   الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب: سألتقي بوتين بعد تنصيبي    -   رئيس الطيران المدني في سوريا للعربية: أكبر التحديات لنا إهمال نظام الأسد للمطارات والتدريب
الاكثر قراءة

متفرقات

سلسلة الرتب والرواتب.. مفاعيل مغايرة للأهداف

كان يفترض بالإقتصاد اللبناني تسجيل نسب نمو ملحوظة منذ إقرار سلسلة الرتب والرواتب، إلا أن البيانات تُظهر أن هناك تراجعًا في القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني مع إرتفاع التضخّم. والأصعب أن الزيادة في الكتلة النقدية الناتجة عن هذه السلسلة شكّلت ضغوطا فعلية على الإستثمار بما يعني أن العجز سيكون أكبر مما هو مُتوقّع في موازنة العام 2018.

على الرغم من إقرار حكومة الرئيس ميقاتي في العام 2012 مرسوم تعديل سلسلة الرتب والرواتب، إلا أن مجلس النواب لم يقرّ هذه السلسلة إلا في العام 2017 أي بعد مرور خمس سنوات. فترة تغيّرت فيها معالم الإقتصاد اللبناني الذي فقد رونقه مع تراجع مستوى النموّ الإقتصادي أي لجم مداخيل الدوّلة.

السلسلة تمّ إقراراها تحت ضغط شعبي في فترة ما قبل الإنتخابات. وبالتالي، فإن إقرار السلسلة شابته عيوبٌ عدّة واكبها شلّل في عدد من الآليات الإقتصادية التي أعطتّ مفعولا عكسيا للسلسلة :

أولًا - حصر السلسلة بالقطاع العام وإستثناء القطاع الخاص مما أدّى حكماً إلى إضعاف القدرة الشرائية في القطاع الخاص من ناحية أن الضرائب التي فّرضت لتمويل السلسلة طالت الجميع.

ثانيًا - عدم قدرة الدولة على معرفة كلفة السلسلة الحقيقية ممّا أدّى إلى إرتفاعها مع الوقت لتبلغ 1900 مليار ليرة لبنانية بدلا من 1200 وقت إقراراها. هذا الأمر أدّى إلى عجز طبيعي ناتج عن ضرائب لا يُمكن أن تُموّل السلسلة.

ثالثًا - عمدت الدوّلة إلى تمويل السلسلة من ضرائب على النشاط الإقتصادي في وقت يعاني الإقتصاد من الركود. وبما أن زيادة الأسعار تُقلّل من الطلب، ضعف الإستهلاك وتراجعت المداخيل الفعلية مقارنة مع المداخيل المُتوقّعة.

رابعًا - لم تواكب إقرار سلسلة الرتب والرواتب خطوات إقتصادية تسمح بإستخدام هذا الضخّ من الأموال بكامله في الماكينة الإقتصادية.

خامسًا – الكتلة النقدية التي تمّ ضخّها في الماكينة الإقتصادية زادت من التضخّم أقلّه بقيمة 2%. هذه الزيادة كان من المفروض أن تذهب من خلال الإستهلاك وبالتالي، تزيد من عمل الشركات التي بدورها ستزيد من الإستثمارات. إلا أن الواقع كان مُغايرًا، فقسمٌ كبير من المُستفيدين من السلسلة عمدوا إلى ثلاثة إجراءات أساسية: (1) سدّ ديونهم المُستحقة وبالتالي عادت هذه الأموال للنوم في المصارف؛ (2) التهافت على شراء الشقق عبر القروض المدعومة؛ و(3) الإنفاق على شراء بضائع مُستوردة بالدرجة الأولى مما يعني أن هذه الأموال ذهبت إلى خارج الماكينة الإقتصادية اللبنانية ( قسم كبير منها والباقي أرباح للتجار). هذه الإجراءات التي قام بها المُستفيد من سلسلة الرتب والرواتب لم تسمح بتسجيل أي نمو فعلي للماكينة الإقتصادية وبالتالي، إرتفعت الأسعار بشكّل شبه إصطناعي نتج عنه تضخّم لم يكن نتاج عمل الماكينة الإقتصادية.

سادسًا – يقوم مصرف لبنان سنويًا بتحديد المبلغ من المال الذي سيضخّه في الماكينة الإقتصادية (على شكل قروض) بشكل أن الزيادة في الكتلة النقدية لا تزيد من التضخّم إلى مستوى محدّد من قبل مصرف لبنان بناءً على المعطيات الإقتصادية، السياسية والمالية والنقدية. وبالتالي فإن الزيادة في الكتلة النقدية التي فرضتها زيادة الأجور في القطاع العام أدّت إلى رفع التضخّم فوق السقف المُحدّد. وهذا ما أثبتته بيانات الإحصاء المركزي عن الشهر الماضي.

سابعًا – الضرائب التي تمّ فرضها لتمويل السلسلة بشكل غير مباشر (ممنوع تخصيص الإيرادات) لم تكن كافية مما إضطرّ الدولة إلى الإستدانة لدفع الأجور. وفي علم المال، فإن الإستدانة من المصارف (المُموّل الأساسي للدوّلة) يتمّ عبر خلق عملة (fiduciary) تزيد من الكتلة النقدية وبالتالي التضخّم.

ثامنًا – لم يؤخذ بالإعتبار إرتفاع أسعار النفط عند إقرار سلسلة الرتب والرواتب خصوصًا أن وزن النفط في مؤشّر التضخّم كبير إن بشكل مباشر أو غير مباشر (النفط يدخل في تصنيع ونقل كل السلع والخدمات تقريبًا). لذا أتى إرتفاع سعر النفط ليزن كثيرًا في تراجع القدرة الشرائية.

إرتفاع أسعار الفائدة الذي حصل في الشهر الماضي، كانت له تداعيات إيجابية على التضخم الذي إنخفض بحسب إحصاءات الإحصاء المركزي. وهنا أظهر العديد من المراقبين تخوّفهم على الوضع من ناحيتين:

أولًا - نقديًا من ناحية التخوف على وضع الليرة: هذا الأمر غير مُبرّر من ناحية أن رفع الفائدة هدفه إمتصاص السيولة وبالتالي التخفيف من التضخّم وبالتالي الضغط على الليرة اللبنانية. أما العكس أي عدم رفع الفائدة، فإن النتيجة كانت لتكون شبيهة بالتجربة التركية.

ثانيًا - إقتصاديًا من ناحية أن رفع الفوائد يؤدّي إلى لجم القروض الإستثمارية. وهذا القول حقّ إلا أن معرفة أن الإستثمارات كانت شبه معدومة حتى في ظل فوائد مُنخفضة يُشكّل عامل تخفيف لهذا الإجراء – أي رفع الفائدة.

عمليًا يُمكن القول أن إقرار السلسلة بالطريقة التي أقرّت بها وبالتمويل الذي أقرّ هو خطأ كبير إرتكبته الدولة اللبنانية تحت تأثير ضغط شعبي. وما سبق ذكره أعلاه، يُثبت أن الدوّلة بدل إستخدام الأموال الموجودة في الماكينة الإقتصادية عمدت إلى جلب أموال من الخارج وبالتالي رفعت التضخّم وزادت من مديونيتها. ولو كانت الدولة عمدت إلى تمويل هذه السلسلة بواسطة ضرائب على مواردة غير مُستخدمة (الأملاك البحرية والنهرية، الشقق الشاغرة، التهرب الضريبي...) لكانت مفاعيل السلسلة اليوم هي مفاعيل إيجابية من ناحية أن الأموال كانت لتكون من داخل الدوّرة الإقتصادية مما يعني غياب التضخّم، ولكانت أُستخدّمت في الإستثمارات بشكل شبه طبيعي (بإستثناء الإستيراد من الخارج والذي يعود إلى هيكلية الإقتصاد اللبناني).

في الختام، وللخروج من هذا الواقع الذي فرضته سلسلة الرتب والرواتب، يتوجّب على السلطة السياسية الإسراع في تشكيل الحكومة وتنفيذ مشاريع سيدر 1 التي ستسمح برفع مداخيل النشاط الإقتصادي وبالتالي يذهب التضخّم في الإتجاه الصحيح بدلًا من أن يكون تضخمّا مع ركود إقتصادي. كما لا ينبغي إهمال التهرّب الضريبي الذي ما يزال باب الهدر الأول بالنسبة الى خزينة الدوّلة، والذي بمحاربته تستطيع الدولة سدّ عجزها وإستخدام الأموال المُستحقّة في الإستثمارات.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

بروفسور جاسم عجاقة | الجمهورية
2018 - أيلول - 03

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

القصص الرقمية ورشة تدريبية لأكاديمية Ed-Cloud في اليوم العالمي للغة العربية
القصص الرقمية ورشة تدريبية لأكاديمية Ed-Cloud في اليوم العالمي للغة العربية
انخفاض تدريجي وسريع بالحرارة... هذا ما كشفته مصلحة الأرصاد الجوية
انخفاض تدريجي وسريع بالحرارة... هذا ما كشفته مصلحة الأرصاد الجوية
ألاثيا تبدأ رحلتها: مركز جديد للتميز الأكاديمي بقيادة الدكتورة بولا رومانوس
ألاثيا تبدأ رحلتها: مركز جديد للتميز الأكاديمي بقيادة الدكتورة بولا رومانوس
زراعة الشعر: حقائق وأوهام – د. عبدالعزيز بلوة يكشف الحقيقة (فيديو)
زراعة الشعر: حقائق وأوهام – د. عبدالعزيز بلوة يكشف الحقيقة (فيديو)
الصحة تعتزم افتتاح مستشفى حكومي في هذه المنطقة
الصحة تعتزم افتتاح مستشفى حكومي في هذه المنطقة
بيانٌ هام من أمانات السجل العقاري في بعبدا والشوف
بيانٌ هام من أمانات السجل العقاري في بعبدا والشوف

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

حزب الله واثق من النتيجة
حزب الله واثق من النتيجة
هواتف خلوية مخبأة في برّاد لتهريبها إلى سجن رومية
هواتف خلوية مخبأة في برّاد لتهريبها إلى سجن رومية
ضبط فان يقل 4 سوريين دخلوا الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية
ضبط فان يقل 4 سوريين دخلوا الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية
توقيف شخصين للاشتباه بقيامهما بعمليات سرقة على متن دراجة توك توك
توقيف شخصين للاشتباه بقيامهما بعمليات سرقة على متن دراجة توك توك
بالصورة: جمعيّة أجيال للتنمية في غمرة الأجواء الميلاديّة مع غنوى
بالصورة: جمعيّة أجيال للتنمية في غمرة الأجواء الميلاديّة مع غنوى
"بطروسة".. في قبضة "مكتب الآداب"!
"بطروسة".. في قبضة "مكتب الآداب"!

آخر الأخبار على رادار سكوب

تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
تعميم صورة موقوف بعمليات نشل وسلب وسرقة
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
مطاردة هوليودية لمخابرات الجيش في نهر الموت
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
يستغلّ النساء لجمع تبرّعات مدّعيًا ترؤّسه جمعية لدعم المصابين بالسرطان
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
تسلل إلى متجر في داريا وسرق محتوياته
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
ينشط بسرقة الدراجات الآلية في محلة فرن الشباك ومحيطها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها
تفاصيل جريمة القتل التي حصلت في ضبية وتوقيف القاتل خلال ساعات من ارتكابها