|
حمّلَ الجمهور الصيني الغاضب السلطات الكروية المحلية مسؤولية الهزيمتين القاسيتين اللتين تعرّض لهما المنتخب الوطني في الأيام القليلة الماضية، وذلك وسط الحديث عن قرارٍ بمنع اللاعبين من إظهار أوشامِهم خلال المباريات. وارتدى العديد من لاعبي المنتخب الصيني ضمادات أو أكماماً طويلة لإخفاء أوشامهم خلال المباراتين الودّيتين اللتين خسرَتهما الصين الخميس الماضي وأمس الأوّل على أرضها أمام ويلز (0-6) وتشيكيا (1-4) ضِمن بطولة كأس الصين الدولية.
وذكرت تقارير إعلامية أنّه طُلب من اللاعبين إخفاءَ أوشامهم خلال مشاركاتهم مع المنتخب الوطني الذي يشرف عليه المدرّب الإيطالي الشهير مارتشيلو ليبي.
وغاب المدافع جانغ لينبينغ الذي يُعتبَر اللاعبَ الأكثر وشماً بين زملائه في المنتخب، عن المباراتين، برغم أنّه الخيار الأوّل لليبي في قلب الدفاع.
وبحسب الرواية الرسمية، غاب لاعب غوانغجو إيفرغراندي عن المنتخب بسبب الإصابة، لكنّ الكثير من المشجّعين شكّكوا بهذه المسألة واعتبَروا أنه استُبعِد عن التشكيلة بسبب الأوشام على ذراعيه وعنقِه.
ولا يمكن اعتبار اللاعبين الصينيين من هواة المبالغة في الوشم ومقارنتهم بنظرائهم الدوليين، لكنّ الاتّجاه المتنامي نحو هذه «الموضة»، جذبَ انتباه الحكومة في الوقت الذي تقوم فيه بقمع ما تعتبره تصرّفاً يتعارض مع «قيَم وأخلاق» الحزب الشيوعي الحاكم.
وفي مباراة الإثنين أمام تشيكيا، ارتدى لاعب الوسط كاي هويكانغ قميصاً طويل الأكمام من أجل تغطيةِ أوشامه، فيما وضَع زميله البديل واي شيهو ضمادةً تخفي الوشم على أعلى ساعده.
ولم يصدر أيّ حظرٍ رسمي من الاتّحاد الصيني لكرة القدم، لكنّ التقارير في وسائل الإعلام المحلية تقول إنّ القرار في هذه المسألة وشيك، ويمكن أن يكون جزءاً من تحرّكٍ أكبر ضد الرياضيين الصينيين أصحاب الأوشام، على غرار لين دان، أحدِ أفضل لاعبي البادمنتون في التاريخ.
ولا يبدو الجمهور المحلّي راضياً على قرار من هذا النوع، ورأى البعض إثر الهزيمتين أمام ويلز وتشيكيا أنّ على الاتّحاد المحلي للّعبة أن يكون قلِقاً من وضعِ المنتخب الوطني عوضاً عن التركيز على أوشام اللاعبين، وكتبَ أحدُهم بشكل ساخر على موقع «ويبو» الموازي لتويتر في الصين: «الاتّحاد الصيني لكرة القدم وجَد المشكلة في الكرة الصينية!».
وتابَع: «الخطوة التالية يجب أن تكون تسريحات الشعر والتدخين»، فيما كتب آخر: «يلعبون بشكل مزرٍ للغاية ولا تعرفون المشكلة، لكن حاولوا فرض رقابة على الأوشام...».
الهوّة كبيرة
وتحسَّن أداء الصين منذ أن استلم ليبي الإشرافَ على المنتخب في تشرين الأوّل 2016، لكنّ المدرّب الإيطالي البالغ 69 عاماً عجز عن قيادة «التنين» لمشاركته الثانية فقط في نهائيات كأس العالم، بعد 2002 حين خرج من دور المجموعات بثلاث هزائم.
ويسعى العملاق الآسيوي إلى التحوّل لقوّةٍ كروية كبرى، وصولاً إلى استضافة كأس العالم وإحراز لقبِها. وأنفقت الأندية الصينية مئات ملايين الدولارات لضمِّ أسماء عالمية بارزة.
إلّا أنّ المنتخب الصيني لا يزال يحتلّ المركز 65 في التصنيف الشهري الأخير الصادر عن الاتّحاد الدولي (فيفا)، كما أنه يفتقد المواهب المحلية القادرة على المنافسة على مستويات متقدّمة، وهذا ما ظهر جليّاً في الهزيمتين الأخيرتين اللتين اعتذر عنهما ليبي، مشيراً الإثنين إلى أنّ «النتائج تعكس حقاً الهوّة بين الكرتين الصينية والأوروبية».
وتابَع المدرّب الإيطالي الذي قاد غوانغجو إيفرغراندي الصيني إلى لقب الدوري ثلاث مرّات والكأس المحلية ودوري أبطال آسيا مرّة واحدة، أنه لا يتحدّث عن «المقارنة مع منتخبات النخبة الأوروبية مِثل فرنسا، إسبانيا وألمانيا، بل منتخبات أوروبية مِثل ويلز وتشيكيا. الهوّة شاملة».
وسيكون الاختبار الرسمي التالي للصين في كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الإمارات، وسيحاول «التنّين» البناء على النتيجة الجيّدة التي حقّقها عام 2015 في أوستراليا حين بلغ الدور ربع النهائي للمرّة الأولى منذ أن حلّ وصيفاً على أرضه في 2004.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|