في عيد الأم.. أي رسالة يوجّهها السياسيون إلى والداتهم؟!

«الأم مدرسة إذا اعددتها .. أعددت شعباً طيّب الأعراق»
هذا البيت من قصيدة «العلم والأخلاق» للشاعر حافظ إبراهيم، في مقابله هناك الكثير من العلماء والمؤرّخين والمفكّرين والأدباء والقادة العسكريين والموسيقيين الكبار تحدّثوا عن الأم، ولعل ما قاله بيتهوفن: «إنّ أرقَّ الألحان وأعذب الأنغام، لا يعزفها إلا قلب الأم»، وهو ما يتقاطع مع ما كتبه نابليون بونابرت عن الأم: «إنّ المرأة التي تهز السرير بيسارها، تهز العالم بيمينها»، وما دوّنه أيضاً فكيتور هوغو: «إذا صغر العالم كلّه فالأم تبقى كبيرة»، ولعل اللائحة تطول في الحديث عن الأم ودورها في هذا الكون، وما تفعله إيجاباً في بناء أسرتها ومجتمعاتها وأوطانها.

في هذا السياق، استطلعت «اللواء» آراء عدد من النوّاب، مستعرضين لمناسبة عيد الأم ومعانيها.

حوري
{ عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب الدكتور عمار حوري أكد أن «الأم هي المدرسة، وهي العائلة والزوجة والأخت والإبنة والعمّة والخالة والجدّة، فالتسمية تطول في إطلاق الأسماء عليها، ومنها المربية لأنها تمثل الحنان والعاطفة ودفء الحاضر والماضي والمستقبل، فالأم الوالدة هي التي تتحمّل العبء الأكبر بالشراكة مع الأب الوالد، في تربية أولادهما وحمايتهما وصونهما، وإرشادهما إلى الطريق الصحيح والسليم، وفي مناسبة عيد الأم أتذكّر الوالدة في كل لحظة عشناها معها، وهي رحلت عنّا جسدياً، ولكن ذكراها باقية في القلوب والعقول ورحمات الله عليها، وإلى جنات الخلد بإذن الله تعالى، حيث مكانها الصحيح، لما قدّمت من تضحيات جسام، دون أي مقابل، في سبيل تربية أولادها، بشكل إيجابي وإنساني».

الدويهي
{ من جهته، قال عضو «كتلة تيّار المردة» النائب اسطفان الدويهي: «إنّ الأم هي مدرستنا الأولى ومساحة النور والحلم فينا، وهي عيدنا الدائم وينبوع الحنان المتدفّق دائماً، وإنّ حضورها فرحنا وكلماتها نبراسنا، لها كل الأسماء، ولها كل المعاني، إنّها الركيزة الأساسية في بناء هذا الوطن، وفي ارتقاء هذه الأمة بسموّها، وبعزمها نرسم خطوطنا الإنسانية، وفي عيدها أقول معك كانت كل أيامنا أعياد، ويعجز الكلام وتتلعثم الحروف، فأنت الدنيا كلها من أوّلها إلى آخرها، وهي ليست نصف المجتمع بل كلّه، وإذا الرجل تولّى المراكز والمناصب العليا ونجح في حياته، فهذا يعود إلى شعلة الأم التي أنارت طريقه، فالأم هي كل شيء في هذه الحياة وهذا بالعقل والمنطق السليم».
وتابع النائب الدويهي: «أقول للوالدة في عيدها، وهي رحلت عنّا، أنت تبقين رمز الحنان والعاطفة والحب، والشمعة التي تذوب في سبيل أولادها وزوجها، وهي لا تميّز في ما بينهم، وتحافظ من خلال خلق الأسرة الصالحة، إلى بناء الوطن القوي، ووجود المواطنين المخلصين والأوفياء لوطنهم الأم، وهي تربّي أولادها والأجيال الصاعدة بعيداً عن المدارس الطائفية والمذهبية، بل تلاقيهم إلى مساحات الحوار وبناء الوطن البعيد بشكل كلّي، عن سياسة المحسوبيات والمزارع، ونقول لأولادنا والأجيال الصاعدة حافظوا على وطنكم، كما تحافظون على بيوتكم، من خلال التقيّد بتعاليم الديانات السماوية والقيم الإنسانية والاخلاقية والاجتماعية، التي جسّدتها الأم، في كافة تفاصيل حياتنا اليومية».

سعد
{ أما عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب اللواء انطوان سعد فقال: «إنّ الأم هي «الإنسانة الغالية»، وخاصة بالنسبة لي، بكل ما للكلمة من معنى، فالوالدة نزهة رحمات الله عليها، هي التي ربّتنا وتعتب علينا، وتعلّقنا بها لأن الوالد نقولا، رحل عنا وكنّا صغاراً، وعددنا 6 أولاد، فكانت تعمل في مجالات عدّة ومنها الزراعة والخياطة ومونة البيت وسواها، وتحمّلت كل مشقات الحياة، من أجل أولادها، فوصلتُ إلى رتبة لواء في الجيش اللبناني، وبعدها دخلتُ الندوة البرلمانية قبل 13 عاماً، كل هذا بفضل دعواتها وصلواتها، ولقد تعلقتُ بها أكثر، لأنّني لا اعرف الوالد من جهة، ولأنها قطنت وسكنت معي طوال مسيرة حياتها، من جهة أخرى، لأنني كنت ولا ازال اعزباً. كل يوم أنظر إلى صورتها، وأشعر بأنها تتحدث معي، وعليه اقول الله يحمي كل الأمهات في هذا الكون، فالأم هي أساس البيت، وهي المدرسة التي تربّي اولادها، في صفوفها، وكما تكون هي يكون اولادها، مهذبين ومؤدبين وفاعلين في مجتمعاتهم، فأمي كانت كل شيء في المنزل، وبعد وفاتها أصبح البيت فارغاً، وعندما تتوفّى الأم قبل الأب، يعيش الأولاد بحالة من اليتم، وعليه استذكر قولاً للرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون موجّهاً كلامه لزوجته: «يمكنك ان تنسيني كل شيء، إلا ما تعلمته من أمي».

هاشم
{ بدوره، عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب الدكتور قاسم هاشم قال: «عيد الأم الذي يحتفل به في 21 آذار من كل عام، ليس مناسبة فحسب، إنّما هو تاريخ وجود للإنسان على هذه الأرض، فالأم هي الأساس التي يُبنى عليها المجتمع، وهي الركيزة لهذا البناء الصالح والسليم، الذي يؤسّس لمجتمع القيم والاخلاق والتربية السليمة، وكل الفضل في هذا العالم، يعود لهذه الانسانة، التي تعطي من ذاتها، وهذا أغلى عطاء، وكيف نبادلها إلا الحب والوفاء والحنان، ومهما حاول البعض أن يفعل أي سلوك، أو تصرف أو عمل تجاه والدته، فلا أحد يفي الأم جزءاً من عطاءاتها وتضحياتها، فالأم تبعث العنوان الوحيد للتضحية والعطاء والحب والوفاء، والركيزة الأساسية في بناء المجتمعات».
وختم هاشم: «أقول لأمي شكراً، لكل ما بذلت في سبيلي، مع اشقائي وشقيقاتي، وتبقى من أصحاب الفضل مع والدي في مسيرتي، منذ لحظة ولادتي وحتى اليوم، فهل نستطيع ان نفي، ولو الجزء القليل، للانسانة التي ضحت في سبيل تربيتنا، بشكل صحيح وسليم».

ماروني
{ من جهته، قال عضو كتلة حزب «الكتائب اللبنانية» النائب ايلي ماروني: «أتمنى أن تبقى الام دائما في ما بيننا، لأنها الجامعة لشمل العائلة، فهي تبقى المعلمة الأولى للتضحية والحب والعطاء، وعلمتنا ان نكون اوفيا ونكون للجميع، وان نحب الجميع، وتعلمنا انها هي كل الدنيا، وهي التي منحتنا الحياة، فأصبحت الجزء الأكبر من حياتنا، وفي عيدها نقول لها، كل الحب وكل التقدير وكل الأمنيات لها، فتبقى الايقونة في صدرنا، ومنذ نعومة اظافري، ومنذ مرحلة طفولتي، وعدتها ان ارفع رأسها، في كل ما أقوم به، واصلي في كل يوم، واعمل جاهداً لكي أفي بوعودي لها».

خريس
{ وشرح عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب الحاج علي خريس عن امية الأم في حياته فقال: «ان الأم هي أغلى ما في الوجود، وفي هذه الحياة، ولقد فقدت والدتي قبل 3 أشهر، وعندما جاء أحد الأشخاص، ليقدم واجب العزاء لي، سألني كم كان عمر الوالدة عند وفاتها، فقلت له: «الأم ليس لها عمر» فهي رمز الحنان والحب والعاطف، وهي التي تتعب، من أجل ان نرتاح، وتسهر من أجل ان ننام، وتوفر المأكل والمشرب واللباس، بنوعياتها المميّزة والجديد والمتقدّمة، وفي عيدها نقول الأم تبقى الاساس في بناء المجتمع والاوطان، وهي التي تساهم في وجود الوطن الصالح، من خلال التربية السليمة والصحيحة، التي توفرها لأولادها من صبيان وبنات».
ختم خريس: «اقول لوالدتي وهي رحلت عنا، لا ازال اشعر واحس كأنها ما زالت موجودة بيننا رغم غيابها عنا، 3 أشهر، لا ازال اراها في أحلامي، واتذكرها في كل لقطات ومشاهد وذكريات الحياة التي جمعتنا سوية، وطيف روحها لا يزال يرافقني في منزلي وعملي، وفي كل مكان، كنت اراها فيه، واختم بما قاله الأديب الانكليزي العالمي وليم شكسبير: «ليس في العالم وسادة انعم من حضن الأم»».

المقداد
{ أما عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب الدكتور علي المقداد فقال: «في عيد الأم الانسانة، الذي هو اجمل وارق واعظم مناسبة، في تاريخ كل واحد منا، وهي ذكرى لا بدّ ان تخطرعن بالنا وتمر في عمر كل إنسان، فالام اعطاها الرسول الأكرم النبي محمّد، أجمل ما في الحياة، وارقى ما في الجنة، فهي التي تعطي من حياتها وروحها ونفسها، كي تسعد اولادها وتهتم بهم، وصولا إلى بناء المجتمع الصالح، وفي لبنان كانت أم المجاهدين، الذين سهرت على تربيتهم بشكل صالح وحقيقي، فكانت الأم المقاومة، فانتشر اولادها في التلال والسهول والبلدات والدكاسر والوديان، فالأم تبقى إلى جانب اولادها، عندما يمرض أحد منهم، وتدعو له بالشفاء العاجل، وهي التي تواكب ابناءها بكل حركة من حركاتهم، منذ مرحلة الطفولة، فهي الدنيا كلها، ورغم ارسالنا كل التبريكات والتحيات لكل الامهات، فهل نقدر ان نرد لهن القليل من جميلهم». وختم المقداد: اتذكر قولا للثائر الديني مارتن لوثر: «لا يوجد شيء في الدنيا، احلى من قلب أم تقية»، وعليه اقول للوالدة، اطال الله بعمرك، وتبقين دائما الذخر لنا جميعاً، ومهما فعلنا لا نستطيع ان نرد الجزء اليسير اليسير من حقك، وان شاء الله نكون في هذه الكلام اعطيناك القليل القليل مما فعلتيه من اجلنا».

أبو خاطر
{ من جهته، قال عضو «كتلة حزب القوات اللبنانية» النائب طوني أبو خاطر: «الأم هي الدنيا في البداية وفي النهاية واولا واخيراً»، ويمكن ان يكون لبنان قائما وصامدا، وعلى ما هو عليه، بفضل دعوات الأمهات، اللواتي يرفعن ايديهن إلى السماء، من أجل حماية وصون هذا الوطن لبنان، وفي عيدها ندعو لكل الأمهات بأن يطيل الله بأعمارهن، وادامهن ذخراً لنا جميعاً، وراعيات للسلم الأهلي في لبنان، ونتضرع إلى الله كي يصلح ويصحح أوضاع البلد على كافة الصعد الاقتصادية والاخلاقية والبيئية والمالية، كي يبقى لبنان المثال والقدوة، في هذا الشرق، واقول لكل الأمهات، الله يعطيكم الصحة والعافية، لكي تستمرون في رعاية عائلاتهم، لأن في النهاية والبداية، تبقى الأم هي محور الحياة، في هذه الدنيا».

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

اللواء

2018 -

آذار -

محليات

في عيد الأم.. أي رسالة يوجّهها السياسيون إلى والداتهم؟!

المزيد من الأخبار

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

آخر الأخبار على رادار سكوب