-   المنار: في اكبر هجوم بالمسيرات الإنقضاضية منذ بداية المواجهات 28 مسيرة انقضاضية تدك تجمعات العدو في مدينة الخيام    -   غارتان إسرائيليتان على بلدة كفرتبنيت    -   غارة إسرائيلية على بلدة شبعا    -   إذاعة الجيش الإسرائيلي: هوكشتاين التقى خلال زيارته إسرائيل يوآف غالانت رغم انتهاء مهامه كوزير للدفاع    -   الوكالة الوطنية: حرائق ضخمة وانهيار مبان ودمار جراء غارات غاليري سمعان والشياح وبئر العبد    -   الوكالة الوطنية: شهيدان باستهداف الدراجة النارية في طورا    -   بوتين: إطلاقنا للصاروخ البالستي كان ناجحا    -   نيويورك تايمز عن مسؤولين إقليميين وأميركيين: الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوما تنسحب خلالها إسرائيل من لبنان    -   البيت الأبيض: الرئيس بايدن تكلّم مع الرئيس الفرنسي ماكرون وبحث معه ملفي أوكرانيا والشرق الأوسط    -   هيئة البث الإسرائيلية: الأجهزة الأمنية قلقة من إصدار مذكرات اعتقال سرية تستهدف هاليفي وضباطا رفيعي المستوى    -   الأمم المتحدة: نسجل عودة 50 نازحا لبنانيا بشكل يومي من سوريا    -   مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجزيرة": هوكشتاين نقل أجواء إيجابية للمفاوض اللبناني بعد زيارته لإسرائيل
الاكثر قراءة

منوعات

جرّاحة هي الأولى في لبنان... أبي جوده والرقص في غرفة العمليات

                                                                                                                                                                                                                                  
                                                                                                                                                                                                                                  

هي الطبيبة اللبنانيّة الأولى المتخصّصة في جراحة الأعصاب والدماغ. لا تعرف سَميّة أبي جوده كيف تقيّم الأمر، غير أنّها لا تنسى شعورها وقد وجدت نفسها امرأة وحيدة وسط زملائها الرجال خلال المؤتمر الأخير للجمعيّة العالميّة لجرّاحي الأعصاب والدماغ من أصل لبنانيّ.

"سحرني رقصهم". هي التي تعشق الفنون على اختلافها، جذبتها تلك "اللوحة الراقصة" في غرفة العمليّات في ذلك اليوم. كانت الدكتورة سَميّة أبي جوده حينها في عامها الدراسيّ الرابع، وكانت هي وزملاؤها في جولة بقسم الجراحة. هناك، في غرفة العمليّات، كان مريض يخضع لجراحة قلب مفتوح، وهناك "وضعونا في إحدى الزوايا وقد منعونا من لمس أيّ شيء بعدما حصّنونا بما يلزم من أردية. رحتُ أراقبهم وهم يتحرّكون. كان الأمر جدّ متّسق أشبه برقص أخّاذ، بعرض مسرحيّ يؤدّي كلّ واحد من الأبطال فيه دوره بإتقان. كنتُ مبهورة بالفعل".

هذا ما شعرت به الطبيبة الأولى المتخصّصة في جراحة الأعصاب والدماغ في لبنان، يوم دخلت للمرّة الأولى غرفة عمليّات. واليوم، كلّما دخلت إلى تلك الغرفة، سواء في لبنان أو في فرنسا، تجد نفسها وقد ارتفعت لديها نسبة الأدرينالين لتبلغ حدّها الأقصى. هي ما زالت تُبهَر وتغمرها الحماسة كلّما "واجهتُ تحدّياً جديداً وخضتُ مغامرة/ مجازفة جديدة".

قبل أيّام، حصلت أبي جوده على دبلوم دراسات متخصّصة في جراحة الأعصاب والدماغ من كليّة الطبّ والعلوم الطبيّة في جامعة الروح القدس - الكسليك، على أن تتبعها زميلة أخرى في المجال نفسه في العام المقبل من الجامعة الأميركيّة في بيروت. تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة امرأتين جرّاحتين من أصول لبنانيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة وفي أستراليا، لكنّهما لم تتابعا دراستَيهما في لبنان ولم تمارسا الطبّ هنا كذلك. بالتالي، تكون ابنة الواحدة والثلاثين المرأة الأولى المتخصّصة في هذا المجال في لبنان.

نسبة النساء المتخصصات في تلك الجراحة لا تتعدّى 12 في المائة في العالم عموماً، بحسب أبي جوده التي توضح أنّ اثنتَين منهنّ فقط تتوليان مراكز عليا (رئاسة قسم الجراحة)، واحدة في الولايات المتحدة الأميركيّة وواحدة في فرنسا. فهذا التخصّص هو من التخصّصات التي تأخّرت المرأة عنها. بالنسبة إليها "يعود ذلك إلى المتوارث في المجتمعات المختلفة حول العالم. هنا (في لبنان) مثلاً، أكثر التعليقات التي سمعتها: مَن يسلّم رأسه لامرأة؟!". وتؤكّد أنّ "التعليقات الذكوريّة التي سمعتها في فرنسا أسوأ من تلك التي سمعتها في لبنان. في عالم الطب، الأمر لا يرتبط بالمنطقة. هناك مثلاً، بعد دراسة لمدّة 30 عاماً، يطلقون النكات نفسها. ولأنّ قضيّة المرأة متقدّمة أكثر ممّا هي عليه هنا، يسمحون لأنفسهم بإطلاق النكات أكثر. وفي حين يبدو ثمّة تسامح ظاهر مع النكات، فإنّ الأمر ليس كذلك في الواقع".

خلال دراستها الطبّ العام التي تمتدّ سبعة أعوام في لبنان، كانت أبي جوده طليعة دفعتها وكانت تبحث عن تخصّص "حيويّ". وعندما دخلت إلى غرفة العمليّات مع أستاذها المشرف الدكتور جورج نهرا، "أدركتُ كم هو جميل أن نشقّ رأس أحدهم ويبقى على قيد الحياة، ويبقى قادراً على الحركة والتفكير. هذا أمر خلّاب سحريّ". واتّخذت قرارها: "أريد القيام بذلك". وهي كانت "في الأساس مهتمّة جداً بعلم التشريح العصبيّ. الدماغ شيء آخر. يسحرني كيف أنّ مجرّد ناقلات عصبيّة متّصلة ببعضها بعضاً ونبضات كهربائيّة وكيمياء تجعلنا ما نحن عليه". لا تعلم إذا كانت "هذه الفكرة الساحرة هي الدافع وراء رغبتي في الاستكشاف، تُضاف إليها رغبة في التصرّف وفي الإتيان بعمل ما يجعلني أشعر بأنّني تمكّنتُ من تحقيق تغيير مباشر، إذ لا ننتظر طويلاً قبل لمس النتائج. لكنّنا قد لا نلمس أيّ نتيجة. فهذا التخصّص جاحد في الوقت نفسه، إذ إنّ المضاعفات خلال العمل الجراحيّ قد تكون جدّ بالغة".

قبل أن تتوجّه أبي جوده إلى فرنسا لاستكمال تخصّصها، كان في رصيدها 590 عمليّة جراحيّة. وخلال العام المنصرم، أضافت إليها 200 جراحة على أن يزيد ذلك الرصيد بحلول نهاية هذا العام 200 أخرى، فتكون قد لامست أو تخطّت حدّ ألف عمليّة. فخورة هي، لكنّها لا ترى ذلك كافياً وبالتالي "لن أعود حالياً إلى لبنان. لديّ هاجس إتقان ما أقوم به، لذا فأنا لا أرغب في العودة وأنا في مستوى وسط، بمعنى ألا يكون لديّ ما أضيفه إلى تخصّصي. أن أكون بمستوى وسط لا يتناسب مع مفهوم الطبّ، من وجهة نظري. إمّا أن نكون ممتازين في ما نقوم به أو نتّجه إلى أمر آخر، لا سيّما في تخصّصات الجراحة". ولأنّ أبي جوده تدرك أنّ "مخاطر الأمر كبيرة، فإنّ ستّة أعوام من التخصّص لن تكفيني. أريد الذهاب أبعد من ذلك. ثمّة مسؤوليّة كبرى ملقاة على عاتقنا".

خلال العام الجاري، تنهي أبي جوده تخصّصاً ثانوياً في أورام الأعصاب والدماغ، لتبدأ آخر في العام المقبل وهو جراحة الأوعية الدمويّة. لكنّها لن تتوقّف هنا، "فأنا أحبّ التدريس كثيراً. اكتشفتُ ذلك عندما كنتُ لا أزال طالبة، وطلب منّي الدكتور نهرا القيام بذلك في حضوره. اكتشفتُ حينها أنّ التعامل مع الطلاب أمر في غاية الروعة. ولأنّني فضوليّة، تمكّنتُ من تزويدهم بإضافات من خارج المنهاج، لا سيّما أنّهم إمّا في عامهم الدراسيّ الأوّل أو الثاني. لذا وبالتوازي مع التعمّق في الممارسة، لا بدّ لي من استكمال المسار الأكاديميّ. وهو ما يستوجب وقف الممارسة لعام واحد، حتى أتمكّن من الإعداد لشهادة ماجستير في الأبحاث الجينيّة في مختبرات مستشفى بيتييه سالبيتريير الجامعي في باريس (Pitié - Salpêtrière) حيث أنا اليوم".

"بعد عامَين، في نهاية المطاف، هدفي هو العودة إلى لبنان. لستُ أدري إن كان الأمر انطلاقاً من حسّ ولاء وامتنان لجامعتي وللمستشفى حيث بدأتُ ممارستي الطبيّة، لكنّ تشجيع عميد الكليّة البروفسور جان كلود لحود يجعلني أشعر بأنّني أستطيع العودة والقيام بتغيير ما، أو على أقلّ تقدير أن أكون عضواً فعّالاً في المجال".

هل التحدّي الأكبر الذي تواجهينه يعود إلى كونك المرأة الوحيدة في المجال؟ تجيب أبي جوده: "لهذا لا أجرؤ على العودة في الوقت الحالي. إلى جانب سعيي إلى الإتقان والكمال، فأنا عازمة على التقدّم أكثر في تخصّصي إذا كنتُ قادرة على ذلك. لا أجرؤ على العودة مع خبرتي الحاليّة، لأنّ ثمّة خوفاً جماعيّاً لدى النساء في كلّ المجالات. إذا تقدّمتُ إلى وظيفة وقدراتي هي نفسها قدرات زميل رجل، فإنّه هو الذي يحصل عليها. لذا عليّ أن أكون في وضعيّة أفضل ومع خبرة أكبر".

وتأمل أبي جوده أن "تتفوّق الكفاءة على واقع أنّني امرأة. بعض المرضى يقولون إنّ المرأة تنصت أكثر إليهم وتخصّص لهم وقتاً أطول. نحن ببساطة نسمع غير ما يسمعه زملاؤنا الرجال. عندما يخبرنا المرضى أمراً ما، نسمع كذلك ما لا يتفوّهون به. وفي الأمر مزيّة لا سيّما أنّ جراحة الأعصاب دقيقة جداً. يقولون لنا إنّها ليست جراحة للنساء.. لكنّها في الواقع جراحة النساء".

لا تنكر أبي جوده أنّ "الطبّ الذي نمنحه أعواماً من عمرنا، لا يعيد تلك الأعوام إلينا. يسرق منّا الكثير، فنفوّت الكثير.. مراحل من حياة العائلة وغيرها. من جهتي، توقّفتُ كذلك عن الكتابة مثلاً". لكنّها سرعان ما تستدرك قائلة: "ما نقوم به جميل.. جميل جداً. الجراحة فنّ بالتأكيد، وقد كنت محظوظة إذ عملتُ مع فنّانين كبار".

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

العربي الجديد
2017 - آب - 30

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

تحديث جديد من واتساب يشمل المحادثات ومزايا أخرى
تحديث جديد من واتساب يشمل المحادثات ومزايا أخرى
ميزة جديدة من واتساب طال انتظارها!
ميزة جديدة من واتساب طال انتظارها!
احذروا هذه الأخطاء عند شحن الآيفون
احذروا هذه الأخطاء عند شحن الآيفون
فيسبوك وماسنجر تشفران الرسائل بين المستخدمين تلقائياً
فيسبوك وماسنجر تشفران الرسائل بين المستخدمين تلقائياً
كيفية إنشاء حسابين في واتساب بنفس الهاتف.. والتبديل بينهما
كيفية إنشاء حسابين في واتساب بنفس الهاتف.. والتبديل بينهما
خطوة بخطوة.. طريقة إرسال
خطوة بخطوة.. طريقة إرسال 'ستيكرز' الذكاء الاصطناعى على واتساب

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

جرحى واصابات بليغة بصفوف قوى مكافحة الشغب أمام مجلس النواب
جرحى واصابات بليغة بصفوف قوى مكافحة الشغب أمام مجلس النواب
لادي: شوائب بالجملة وتراخ لوزارة الداخلية في تطبيق القانون
لادي: شوائب بالجملة وتراخ لوزارة الداخلية في تطبيق القانون
بماذا شبّه جمهور نانسي فستانها؟
بماذا شبّه جمهور نانسي فستانها؟
ليلٌ دمويّ في صور.. قتيلان و4 جرحى في إشكال عائلي
ليلٌ دمويّ في صور.. قتيلان و4 جرحى في إشكال عائلي
ما مصير حكومة دياب؟
ما مصير حكومة دياب؟
مجلس القضاء الأعلى يلاحق وئام وهاب
مجلس القضاء الأعلى يلاحق وئام وهاب

آخر الأخبار على رادار سكوب

بأقل من ٢٤ ساعة.. شعبة المعلومات تكشف ملابسات جريمة عاليه
بأقل من ٢٤ ساعة.. شعبة المعلومات تكشف ملابسات جريمة عاليه
بعد الغارات العنيفة على الضاحية... قرارٌ من وزارة التربية!
بعد الغارات العنيفة على الضاحية... قرارٌ من وزارة التربية!
إعتداء على مغارة الميلاد في فاريا
إعتداء على مغارة الميلاد في فاريا
إستغلّ أزمة النّزوح... وهكذا احتال على جمعيّات!
إستغلّ أزمة النّزوح... وهكذا احتال على جمعيّات!
وزارة الصحة تنعى مدير مستشفى
وزارة الصحة تنعى مدير مستشفى 'دار الأمل'
جميل السيد: هل كوَّع جنبلاط؟
جميل السيد: هل كوَّع جنبلاط؟