-   تلغراف عن مسؤول إيراني رفيع: طهران قررت وقف دعمها للحوثي لتجنب الحرب مع أميركا    -   الجزيرة عن مصدر عسكري: 17 غارة إسرائيلية استهدفت مدرج مطار حماة العسكري وحظائر الطائرات    -   رئيس الحكومة نواف سلام في اتصال مع الرئيس السوري أحمد الشرع: أرغب في زيارة رسمية قريباً إلى دمشق بهدف بحث القضايا المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين    -   مصادر "سكاي نيوز": مركز البحوث المستهدف في القصف الإسرائيلي على مساكن برزة كان يستخدمه حزب الله لتطوير صواريخ أرض أرض متوسطة المدى    -   الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة    -   وزير الدفاع الإسرائيلي: القرى المدمرة تمنع حزب الله والمدنيين من العودة لجنوب لبنان لـ 5 سنوات    -   مصادر "العربية": جرحى جراء الغارات الإسرائيلية على مطار حماة العسكري بسوريا    -   هيئة البث الإسرائيلية عن اللواء مزراحي: سمحنا لحماس وحزب الله ببناء قدرات تحت الأرض وفوقها ولم نكن مستعدين لا في الأوامر ولا بالقوات ولا بطريقة الدفاع    -   رئيس الشاباك: هناك ارتباط مباشر بين الاغتيالات في غزة وبيروت والاغتيالات في غزة ستستمر وتتكثف    -   إعلام حوثي: هجوم أميركي يستهدف شرق مدينة صعدة بشمال غرب اليمن    -   إذاعة الجيش الإسرائيلي: مظاهرات في المطار للمطالبة بالإفراج عن الرهائن قبيل زيارة نتنياهو إلى المجر    -   القناة 14 الإسرائيلية: طائرات الجيش تشن هجمات في دمشق
الاكثر قراءة

محليات

القاع تتحدّى الخطر.. 'كَفِّي معركتَك يا جيش مهما نِزِل قصف علينا'

تصل الى القاع، فيصدمك المشهد: أشخاص جالسون في الدكاكين على جوانب الطريق، لا تفارق البسمةُ وجوهَهم «عادي تعوّدنا»، يعلّق أحدُهم.

أولادٌ يقفزون على المقاعد الخشبية على الطريق، ونساءٌ يضعن على رؤوسهن مناشف مبلّلة بالمياه لمقاوَمة شمس آب اللهاب في طريقهنّ الى منازل الجارات... غريبة هذه البلدة، تتحضّر للذهاب إليها ويبدأ قلبُك في الخفقان منذ انطلاقك من بيروت، حيث تكون بعيداً كل البعد من المتاريس والتحصينات والمدافع والرشاشات، يزداد خفقانُ قلبك كلما اقتربتَ في الطريق، وتكون الصدمة عندما تصل إليها وترتاح، ترتاح عندما تشهَد على نخوة ما زالت موجودةً وعلى وفاء للأرض ما زال يُنقل من جيلٍ الى جيل، وعلى عنادٍ لا مثيل له في كل مناطق لبنان.

وفي ظلّ هذا المشهد النابض بالحياة، ينتشر العسكر في ساحات البلدة، والتي تحوّلت مع البلدات المجاورة مناطقَ شبه عسكرية، بدءاً من مداخلها خصوصاً أمام كنيسة مار الياس حيث تمركز الجيش بملّالاته تمهيداً للإنتقال الى مراكزه، ما يُشعر مَن يرتاد البلدة وكأنّ المعركة بدأت فعلياً، ليمرّوا بدباباتهم أمام نصبٍ تذكاري شُيّد في الساحة للشهداء الخمسة الذين سقطوا العامَ الماضي في الهجمات الإنتحارية، مذكِّراً العسكر والأهالي بضرورة المقاومة، حاملاً شعار «لم يستشهدوا لنترك أرضنا».

القاعيّون يستعجلون المعركة

أمّا الناظر الى جغرافية القاع، فيرى أهميتها الاستراتيجية التي جعلتها تعاني على مدى الأعوام الماضية كل تلك الويلات، وفي حين يجلس القاعيّون مطمئنين فإنّ الخطر الآتي من التلال المجاورة، وخصوصاً القذائف والصواريخ، يدفعهم الى استعجال المعركة.

تتصل القاع بمنطقة الحدود السورية وبجرد رأس بعلبك من جهة لبنان، وتبلغ المساحة التي تحتلّها «داعش» نحو 40 كلم وقد أعدّ الجيش العدّة جيداً للمعركة وبنى خطوطاً دفاعية، والناظر من البلدة الى الجرود يشاهد مدى الانتشار الكثيف للجيش الذي يسيطر على التلال المحيطة، بينما يتمركز «داعش» في داخل الجرود.

والأهم أنّ البيئة الحاضنة للإرهابيّين تغيب عن القاع، ومع أنّ هناك خطراً من تسلّل خلايا الى مخيمات مشاريع القاع، لكنّ هذه النقطة ساقطة عسكرياً لأنها غير متصلة بخط دعم، كما أنّ الجيش وشرطة البلدية ينفّذان مداهمات دورية.

«شكلنا شكل ناس خايفين؟»

«نحنا ناطرين المعركة مناطرة، حدا بينطر معركة؟»... بابتسامة تحمل من الهدوء ما يكفي لاستفزاز أيّ عدوّ، يعلّق أحد أبناء القاع على ما إذا كانوا خائفين من المعركة المنتظرة ضد «داعش». ويضيف فيما يرمي زهره على طاولة اللعب: «نحنا بدنا المعركة تصير، تناخد حقّ الشهداء الخمسة يلّي سقطوا السنة الماضية بالتفجيرات الإنتحارية وتنحرّر أرضنا، وهيدا حقنا»، يسكت لثوانٍ ويكمل سائلاً: «شكلنا شكل ناس خايفين؟».

ويروي إبن الضيعة أنّ «كل ضربة صاروخ لـ«داعش» تبعد السيّاح من بلدتنا، فإن كان الصيد أو المهرجانات أو الإصطياف ينعشها نوعاً ما، فإنّ الصواريخ كفيلة بإبعاد الفكرة من رؤوس الناس، إذاً لا بدّ من الإقدام على هذه المعركة لإنهاء هذا الوضع الشاذ»، مضيفاً: «مرتاحون لوجود الجيش كثيراً، فهو الحامي ونحن تحت عباءته لآخر نفَس».

العيشُ على وقع القصف

يُجمع أهالي البلدة على أنّ أصوات القصف لم تعد تعني لهم أو تخيفهم بل باتت من يومياتهم، وتروي إحدى الشابات «أننا نعيش على وقع القذائف المدفعية والصاروخية في التلال المحيطة والدوريات المكثّفة للجيش في شوارع الضيعة»، مضيفةً: «رغم أنني شابة لكنّني لستُ خائفة إذ إنّ أهلنا يخبروننا أنهم عاشوا ظروفاً أصعب، وحاربوا «دواعش» مختلفة حيث تغيّرت التسميات ليبقى مفهومُ الإرهاب نفسه على مرّ السنوات».

«صمودي بضيعتي أكبر مقاومة»

يلفّ شاربَيه بيدٍ، ويرتّب «عقاله» بالأخرى، ليمرّرها بعد ذلك على جبينٍ شهدت تجاعيدُه على ألف معركة ومعركة... يتوقف عن السير ويُدير رأسَه رافعاً حاجبيه متفاجِئاً: «خيفانين؟»، بهذه الطريقة وبكلمة واحدة يكتفي أبو مطانوس بالتعبير عن تحضيرات أهالي البلدة للمعركة: «لو فيّي إحمل سلاح ما كنت قصّرت، بس بعمري بعتبر إنو صمودي بضيعتي هوّي أكبر مقاومة»، ليضيف الرجل الذي شارف على الـ80 من عمره: «ورثنا الأرض من جدودنا بعدما سفكوا الدماء من أجلها، وهكذا سنورِثها لأحفادنا، أرض لبنانية 100%»... «8 إنتحاريين لم يخيفونا، يسألون ما إذا كنا سنخاف من 8 صواريخ؟» يضيف العجور مطأطِئاً رأسَه ومبتسِماً إبتسامةً ساخرة، ليضع يديه خلف ظهره بعدها، ويكمل رحلته تحت الشمس...

«ما رح نبوّس إيدَين»

«مهما نزل قصف علينا، نطلب من الجيش اللبناني أن يكمل معركته وألّا تردعه فكرة احتمال وجود خسائر في المدنيّين لدينا عن إكمال مهمته على أكمل وجه»، بكل حزم يقولها رئيس بلدية القاع لـ«الجمهورية»، مضيفاً: «نحن مستعدون لكل ما تتطلّبه المعركة، إذ إننا نعوّل عليها كثيراً، فالجيش يأخذ لنا حقّنا من الإرهابيين الذين فجّروا أنفسَهم بأبنائنا وحقّنا في تحرير أرضنا، وأكثر من هكذا فخر وشعور بالوطنية لن نشعر، فهذه معركة يقودها جيش وطني ضد عدوّ معروف وكل الباقي تفاصيل لا تهم».

ويضيف «الريّس» المحاط بشباب البلدة: «نحن في تصرّف الجيش لوجستياً، معنوياً، مادياً وعسكرياً، وكل ما في أرض القاع تحت أمرة الجيش، وتحرير جرود القاع من مسؤوليته أولاً ومسؤولية القاعيّين ثانياً».

أما للدولة ووزرائها فيعبّر مطر عن مللٍ واضح من معاودة المناداة بالمطالب نفسها: «منذ عام 2011 نعيش حالة «تعتير»، فهناك ضغط على الكهرباء والمياه، الطرقات مغلقة إلى سوريا، المهرجانات والإحتفالات السياحة الصيفية والدينية إلخ كلّها متوقّفة»، موضحاً أنّ «على الدولة العمل على ملف واحد صغير هو ملف تعويضات التهجير للقاعيّين منذ الحرب، فليدفعوا لهم تعويضاتهم خصوصاً أنّ المبالغ لن تساوي ربعَ مبالغ مشروع واحد صغير، فعندما يطلبون منا البقاء في أرضنا عليهم في المقابل إعطاؤنا حقوقنا».

ويؤكد مطر «أننا سنبقى في أرضنا على كل الأحوال إلّا أنّ بقاءنا يكون أصعب إذا لم تؤمَّن هذه المطالب، خصوصاً أنّ وجودنا في هذه الأرض يشكّل دعماً للجيش وتحصيناً له، ووجود المسيحيين في هذه الأرض هو دلالةُ العيش المشترَك».

ويكمل: «هذا ما نطلبه من الدولة، لن نسأل عن مستشفيات ولا عن دفاع مدني ولا عن ملاجئ وغيرها لأننا صرخنا صرخنا ولم يستجب أحدٌ لأصواتنا، نحن متّكلون على أنفسنا وعلى الله، إذا حدث قصفٌ سنختبئ في بيوتنا، يكفينا الجيش اللبناني، «وما رح نبوّس إيدَين حدا».

إذاً هذه هي القاع، لا تخاف «داعش» ولا أمثاله، كلٌّ يحارب ويصمد ويقاوم فيها على طريقته، يحارب أهلها الإرهاب من خلال حبّهم للحياة، من خلال مهرجاناتهم، ولعب الأطفال على الطرقات، وبالرقص على أصوات المدافع، يحاربونه في كل قداس وكل ترتيلة يرنّمها أحدُهم، يحاربونه بكل سيارة تضع موسيقى عالية وتسير في الضيعة، وفي كل فتاة تخرج من منزلها غير آبهة ما إذا كانت يدُها ظاهرة أو عنقها غير مغطّى... يحاربه كل شاب توافرت له فرصة النزول الى بيروت إلّا أنه فضل البقاء في القرية رغم غياب المغريات... هكذا يحاربون «داعش» من خلال حبّهم لكل ما حرّمته هذه الدولة الإرهابية، تاركين الحربَ العسكرية لأربابها... فهنا في القاع، لا أحد يتعدّى على مهمة الجيش المقدّسة.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

الجمهورية
2017 - آب - 12

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
السعودية تعلن أول أيام عيد الفطر
السعودية تعلن أول أيام عيد الفطر
بعد الإطاحة به... أول تعليق من كريدية
بعد الإطاحة به... أول تعليق من كريدية
السيستاني يعلن أول أيام عيد الفطر
السيستاني يعلن أول أيام عيد الفطر
مرقص: إسرائيل تتذرع بحجج واهية
مرقص: إسرائيل تتذرع بحجج واهية
جنبلاط: نتمسك ببسط سيادة الدولة
جنبلاط: نتمسك ببسط سيادة الدولة

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
بيان موجّه إلى اللبنانيين المتواجدين في أوكرانيا: هذا ما عليكم فعله
بيان موجّه إلى اللبنانيين المتواجدين في أوكرانيا: هذا ما عليكم فعله
حنكش: سلعاتا مقابل العفو العام
حنكش: سلعاتا مقابل العفو العام
صور جريئة تسقط ماكرون إلى
صور جريئة تسقط ماكرون إلى 'الهاوية'
إصابة شخص أثناء محاولة فتح الطريق في محلة العين
إصابة شخص أثناء محاولة فتح الطريق في محلة العين
أوقفته شعبة المعلومات بعملية خاطفة في الضاحية
أوقفته شعبة المعلومات بعملية خاطفة في الضاحية

آخر الأخبار على رادار سكوب

بالصور: عملات مزيّفة وجهازا لاسلكي... وهذه التفاصيل!
بالصور: عملات مزيّفة وجهازا لاسلكي... وهذه التفاصيل!
شعبة المعلومات توقف الرأس المدبّر لعصابة سلب
شعبة المعلومات توقف الرأس المدبّر لعصابة سلب
الجيش يضبط أسلحة وذخائر بِمنزل فلسطيني في صيدا
الجيش يضبط أسلحة وذخائر بِمنزل فلسطيني في صيدا
بالجرم المشهود... ضبط محاولة رشوة بالدوائر العقارية في كسروان
بالجرم المشهود... ضبط محاولة رشوة بالدوائر العقارية في كسروان
نعي المعاون أول الشهيد فادي الجاسم
نعي المعاون أول الشهيد فادي الجاسم
يروّج المخدرات على متن
يروّج المخدرات على متن 'توكتوك'.. والأمن بالمرصاد