-   هيئة البث الإسرائيلية: عشرات ضباط الاحتياط الإسرائيليين يرفضون العودة إلى غزة    -   إعلام سوري: 168 من عائلات داعش تستعد لمغادرة مخيم الهول بريف الحسكة في سوريا إلى العراق    -   محافظة دير الزور: القبض على عميد مقرب من ماهر الأسد    -   الخارجية الفرنسية: ندين إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل ونحثها على ضبط النفس    -   وزير الإعلام اللبناني لـ"سكاي نيوز": حريصون على استتباب الأمن في الجنوب عبر نشر الجيش اللبناني    -   نتنياهو: لدي هذا المساء كشف دراماتيكي لحقائق ستزعزعكم    -   الجيش الإسرائيلي: منذ بدء اتفاق وقف اطلاق النار نفذنا غارات على أكثر من 120 هدفا في لبنان وقتلنا أكثر من 100 مسلح    -   المتحدث باسم قوات اليونيفيل في لبنان لـ"التلفزيون العربي": نرى التزاما من قبل الجيش اللبناني بخصوص إعادة انتشاره في الجنوب    -   رويترز عن مسؤول إسرائيلي: 6 صواريخ أطلقت من لبنان 3 منها عبرت إلى إسرائيل وتم اعتراضها    -   يديعوت أحرنوت: أي إضراب شامل احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك سيتسبب بضرر اقتصادي بنحو 5.8 مليار شيكل يوميا    -   الداخلية السورية: تسلم أسلحة خفيفة من وجهاء قريتي البودي والقلايع بريف جبلة في اللاذقية    -   مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بأي مساس بمواطنينا وسيادتنا وسنعمل بكل الوسائل لضمان أمن سكان الشمال
الاكثر قراءة

محليات

12 عاماً على تفجير الياس المرّ

انها العاشرة قبل الظهر، استفاقت هذه المنطقة كعادتها ضاحكة باسمة لاستقبال يوم جديد، كانت تنبض بالحياة، كل شيء هادىء فيها، الناس تمارس حياتها الطبيعية بكل اطمئنان، كل منهم يستقبل نهاره على طريقته، وبما يعنيه، وشوارعها تصرّح بما تعنيه هذه المنطقة من وداعة وحيوية وملتقى للجميع.

انها العاشرة والدقيقة 25، دوّى ذلك الصوت الرهيب .. إنها سيارة مفخخة.. الناس خائفة، مذعورة الى حدّ الرعب، تائهة بين الشظايا ونتف الزجاج المحطم والانقاض فاقدة الاتجاهات، صراخ موجع، مخيف، دماء، دمار، نار؛ مشهد يرجّف ابعد واعمق مكان في الجسم.

المنطقة اختنقت بسحابة كثيفة من الدخان، النار تأكل الارض وما عليها، احدى السيارات القريبة من السيارة الجانية مصابة بأضرار كبيرة جعلها عصف الانفجار وقوته تطير في الهواء ثم تتحطم وتنكمش على بعضها.. صوت ينادي: هناك احياء في داخلها تغطيهم الدماء، ركض الناس اليها. صوت يصرخ: إنه الياس المر!

كان ذلك قبل اثني عشر عاما، يوم الثلاثاء 12 تموز 2005.

في ذلك اليوم، خرج "ابو ميشال" من بين الجمر والنار والرماد والركام والحطام والانقاض حيًّا، لقد كانت معجزة إلهية. ومنذ ذلك اليوم، بدأت رحلة طويلة وشاقة مع المعاناة والألم وتجاوز عشرات العمليات الجراحية بنجاح، بل كيّف نفسه معها لأنها اصبحت ملازمة له بين حين وآخر وحتى الامس القريب.

وعلى رغم كل هذا الوجع، عضّ الياس المر على كل تلك الجراح، وبقي متماسكا ولم يزده ذلك الا صلابة وقدرة فائقة على الصبر والتحمل، فأثبت خلال هذه الرحلة الطويلة قدرة فائقة على مقارعة هذه المحنة.

وحده الياس المر، (والوزير مروان حمادة والزميلة مي الشدياق) يعرف معنى ان يصبح الانسان في لحظة معيّنة "مشروع شهيد"، كاد يسقط في مسلسل الاغتيالات التي عصفت بلبنان، ومع ذلك حبس الوجع الشخصي الذي سبّبته تلك المحاولة، في قلبه وكيانه ومعاناته.

وفاجأ الجميع بأن ترفّع، واسقط لغة الانتقام والثأر، وتجاوز آثار تلك المحاولة المشؤومة بالسياسة ورفض ان تدخل من قريب او بعيد في بازارات المزايدة والاستثمار السياسي.

تلك المحاولة، اصابت الياس المر في شخصه، وكذلك في ما كان يمثله آنذاك من شخصية محورية في المعادلة الداخلية، وفي الدور المركزي الذي كان يمثله في ادارة الامن في تلك الفترة. لقد كان موجودا على رأس وزارة الدفاع في مرحلة كان يسودها الكثير من الضبابية والحساسية وعلامات الاستفهام، كان لبنان على مفترق طرق خطيرة، والاقل خطورة فيها تؤدي الى المجهول والفوضى التي كان يُعمل على نشرها.

نجا الياس المر، ولم تستطع المحاولة المشؤومة باستهدافه، ان تنال من تلك العائلة المتنية التاريخية، او بالاحرى تلك المدرسة التي اسسها ووضع ركائزها "ابو الياس"، ولها دمغتها الخاصة في السياسة اللبنانية وعلى مدى عقود، بل شكلت حدثا مفصليا في تاريخ هذه العائلة، لتخرج من تحت رماد هذا التحدي الخطير الذي واجهته في 12 تموز 2005، لتثبت من جديد عمق تجذرها في الارض، وحجم ارتباطها التاريخي في وجدان المتنيين، وايضاً حجم حضورها ودورها على المستوى الوطني.

لم يتوقف الزمن عند الياس المر، هناك في 12 تموز 2005، بل فتحت امامه آفاق واسعة بوأته رئاسة مجلس ادارة مؤسسة الانتربول، فكانت له بصماته المشهود له فيها من خلال العديد من البرامج والانجازات على الصعيد الدولي، وذلك في سياق مبادراته لتعزيز أولويات الإنتربول الاستراتيجية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وصولا لجعل العالم أكثر أمانا وسلامة.

اعطى الياس المر هذا المنصب ما يتطلبه من كبير جهد وحرص على النجاح، مستفيداً من رصيد تجربته الشخصية في وزارتي الداخلية والدفاع، والتي اجمع الجميع حينذاك على تقدير هذه التجربة، وعلى حالة الترفع التي ادى من خلالها دوره، وارتفاعه عن الـ"انا" لمصلحة الكل.

واستطاع من خلال ذلك ايضاً ان يكرس قواسم مشتركة مع الجميع، بحيويته وتأثيره وحضوره وبمحاولته دائما ان يؤكد على حضور الدولة ودورها، فضلاً عن علاقاته العربية والدوليّة التي انفتح فيها الى ابعد مدى، ونسجها بخيوط متينة من الثقة والاحترام، ولم يتنكر لها ولو للحظة واحدة.

لقد صار تاريخ "12 تموز" محطة سنوية لاستذكار المحاولة المشؤومة ودلالاتها وابعادها واستهدافاتها، وللتذكير بتلك الايادي الشيطانية السوداء التي خططت لها وحاكت خيوطها ونفذتها.

ومن حق الياس المر الا ينسى ذلك اليوم. وحقه الطبيعي دائماً وابداً، ومن حق اللبنانيين أيضاً ان يعرفوا من أمر وخطّط ونفّذ محاولة اغتياله وشطبه من المعادلة الداخلية. فلا اتهام لأحد ولا تبرئة لأحد..

لقد انقضت 12 سنة والغموض يحجب صورة الجاني، ليس فقط صورة واسم من حاول اغتيال الياس المر بل صورة الجناة المسؤولين عن سائر الجرائم السياسية التي ارتكبت وما زالت محاطة بالغموض وبالكثير من علامات الاستفهام...

إنه وقت طويل فعلا، أفلم يحن الوقت بعد؟

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

الجمهورية
2017 - تموز - 12

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

إنماء طرابلس في صلب النقاش.. ماذا حمل لقاء الأحدب وريفي؟
إنماء طرابلس في صلب النقاش.. ماذا حمل لقاء الأحدب وريفي؟
وزير العدل عرض وسفير إيطاليا الأوضاع في لبنان والمنطقة
وزير العدل عرض وسفير إيطاليا الأوضاع في لبنان والمنطقة
هيكل قائدًا للجيش ولاوندس لأمن الدولة... والتوافق مؤجّل على الأمن العام وقوى الأمن
هيكل قائدًا للجيش ولاوندس لأمن الدولة... والتوافق مؤجّل على الأمن العام وقوى الأمن
اللبنانية الأولى: لبنان صامد بكن وبفضلكن
اللبنانية الأولى: لبنان صامد بكن وبفضلكن
استشهاد عنصر من شعبة المعلومات خلال مواجهة مسلحة في عجلتون
استشهاد عنصر من شعبة المعلومات خلال مواجهة مسلحة في عجلتون
وليد جنبلاط في أول تعليق على اعتقال اللواء السوري ابراهيم حويجة: الله أكبر
وليد جنبلاط في أول تعليق على اعتقال اللواء السوري ابراهيم حويجة: الله أكبر

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

الكتائب: الصايغ مرشحنا عن أحد المقاعد في كسروان الفتوح
الكتائب: الصايغ مرشحنا عن أحد المقاعد في كسروان الفتوح
'مُهنَّد' ينجو من الموت!
يروّج المخدرات بمعاونة زوجته المتهمة بممارسة الدعارة
يروّج المخدرات بمعاونة زوجته المتهمة بممارسة الدعارة
موقوف بجرائم نصب واحتيال... هل وقعتم ضحية أعماله؟
موقوف بجرائم نصب واحتيال... هل وقعتم ضحية أعماله؟
أطلقوا النار على مبنى الهيئة الصحية بسبب خلاف على أفضلية مرور!
أطلقوا النار على مبنى الهيئة الصحية بسبب خلاف على أفضلية مرور!
عصابة تشتري كميات من الذهب مقابل أوراق نقدية مزيّفة
عصابة تشتري كميات من الذهب مقابل أوراق نقدية مزيّفة

آخر الأخبار على رادار سكوب

الأمن العام يوقف مشتبهين بإطلاق صواريخ في الجنوب
الأمن العام يوقف مشتبهين بإطلاق صواريخ في الجنوب
من سن الفيل إلى مخيم البداوي… تفاصيل العثور على نور طانيوس!
من سن الفيل إلى مخيم البداوي… تفاصيل العثور على نور طانيوس!
'الشيعي الأعلى' يعلن الإثنين أول أيام عيد الفطر
توقيف
توقيف 'مطلوب خطير' في بيروت!
دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
دار الفتوى تُعلن يوم غد أول أيام العيد!
السعودية تعلن أول أيام عيد الفطر
السعودية تعلن أول أيام عيد الفطر