|
لا يخفي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حلقته الضيقة انزعاجه مما آلت اليه الامور على صعيد الزعامة الجنبلاطية في الزمن الرديء بعدما بعثرت الظروف والمستجدات معظم اوراق القوة التي كانت تتمتع بها فقد جعلت منه طيلة زمن الوصاية السورية اللاعب الرابع على مستوى الاقطاب ايام «الترويكا» المعروفة و«بيضة القبان» التي غالبا ما رجحت كفة الجهة التي يتحالف معها على الصعيد المحلي اما على الصعيد الاقليمي فقد كانت كلمته في دمشق وازنة وربما كان من السياسيين القلة الذين يسلكون الخط العسكري الى قصر المهاجرين دون الحاجة للمرور بوالي عنجر معتمدا على صداقته مع رئىس الاركان اللواء حكمت الشهابي ونائب الرئيس آنذاك عبد الحليم خدام الذي سارع بالانقلاب على صانعيه مع بداية الحروب السورية وفق الاوساط المواكبة للمجريات.
وعلى الرغم من كونه الطفل المدلل يومذاك لدى الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الا انه لم ينجح في ايجاد صلات له مع دروز جبل العرب كونهم منذ ايام الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الاطرش على قطيعة مع قصر المختارة الذي كان يتفيأ عباءة الانتداب الفرنسي وقد استعاض عن ذلك بالتواصل مع دروز الاردن وفلسطين ليحضهم في زمن ما عرف بالحركة الوطنية و«جبهة الرفض» برفضهم الانخراط في جيش العدو الاسرائىلي وتأدية الخدمة الالزامية، معتمدا على صداقته مع الاتحاد السوفياتي قبل انهياره والمنظومة الاشتراكية، الا ان الزمن تغيّر وانقلبت الموازين والانظمة مع هبوب الحرائق في المنطقة على حين غفلة، فشعر جنبلاط ان الرقص في لعبة الامم خطير جدا على البلدان في «الشرق الاوسط الجديد» وفق المخطط الاميركي فكيف بالاشخاص لذلك يحاول تقليل حجم خسائر ما راكمه من رصيد سياسي. وما زيارته الاخيرة لموسكو الا لاعادة ترميم ما انقطع منها كون الدب الروسي اللاعب الاقوى على الحلبة السورية للحصول على ضمانة بعدما باتت كل المفارق تؤدي الى الخطر، فسمع نصائح من صناع القرار الروسي تقول «اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» ولهذه الاسباب وفق الاوساط نفسها بات الزعيم الدرزي فعلا في المواقف والكلام الا في تغريدات تناول فيها رئيس الحكومة سعد الحريري الذي جاوبه «بالمليان».
وتشير الاوساط الى ان جنبلاط الذي «أقفل الحنفية» اثر ردود الحريري عليه ادرك ان الاخير يمسك العصا من قبضتها وليس من وسطها كما يفعل معظم السياسيين، فالخلاف بين الرجلين مبدأي لا سيما وان الزعيم الاشتراكي لم يهضم مشي الحريري بالقانون النسبي وانه حمّل وفد «اللقاء الديموقراطي» يوم زار السراي عتبه على ذلك ابان الجولة المعروفة للوفد المذكور.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
|
|
|
|
آخر الأخبار على رادار سكوب
|
|
|