الجوزو : نحن لسنا أقلية وغيرنا ليس أكثرية

2019 -

كانون الأول -

صرح مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بما يلي:

نحن لسنا أقلية وغيرنا ليس أكثرية.. نحن نمثل امتداداً كبيراً هو الأمة العربية.. وعقدة غيرنا أنه يمثل أقلية ويريد أن يشعر الناس أنه الأقوى وهو الذي يعمل على استرداد صلاحيات رئيس الجمهوري التي سلبها منه أهل السنة حسب تصورات باسيل الطائفية والذي انطلق يشد العصب الطائفي … حتى انه استطاع أن يمزق الصف المسيحي ويغرقه ويفرقه بالعداوات.. وان يستخدم صلاحيات رئيس الجمهورية وكأنه الزعيم المسيحي الأوحد فنفر منه الجميع وانهالوا باللوم والتجريح والنقد لتصرفاته..

ومما يؤسف له ان الرئيس الحريري بدافع من وطنيته وحرصه على انقاذ البلد من الفراغ الرئاسي تعرض لخدعة كبرى لم يكن يتصورها فسارع الى انتخاب الجنرال رئيساً للجمهورية وبدل أن يكون عمله هذا محل تقدير فيتركوه يقوم بدوره كاملاً انقضوا على صلاحياته الدستورية وعطلوا مسيرته ، وتكررت جلسات مجلس الوزراء في بعبدا برئاسة فخامته وكان هناك ثأراً يزيدون أخذه من السنة، وكانت نتيجة ذلك الفشل الزريع الذي أوصل البلاد الى الهاوية.. وانهار الاقتصاد اللبناني بفعل امساك باسيل بمشروع الكهرباء والطاقة والاتصالات، وكأنه هو الدولة ولا شريك له فيها..

طغت المصالح الشخصية والذاتية والطائفية على المصلحة الوطنية العامة، خاصة بعد ان اتى باسيل بطروحاته الفردية ليتطلع الى وراثة عمه في رئاسة الجمهورية فزاد في الطين بلة واعلن الحزب على جميع الزعماء المسيحيين، وسقط اتفاق معراب بعد ان كان جعجع هو عراب انتخاب الرئيس عون

رئيساً للجمهورية، ولم يذكر له ذلك، كما لم يذكر للرئيس الحريري تضحياته الكبرى التي ساعدت على انهاء أزمة الرئاسة المارونية، فتعطلت قراراته السياسية ومشاريعه وقرارات رئاسة الوزراء واحرجوه حتى اخرجوه..

ومما اثار الريب والشكوك انهيار الاقتصاد وتعطيل دور البنوك وتجميد أموال الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية ، وافقار الناس جميعاً دون تفرقة حتى اطل الجوع برأسه وهدد جميع الطبقات وهربت الاموال الى خارج الديار وتوقفت المصانع وأغلقت أبواب المؤسسات التجارية حتى هب الشعب …….. وقامت ثورة الشباب والشابات في جميع البلاد متجاوز الفوارق الطائفية والحزبية وعم الاجماع وازداد خطر الخراب والضياع الذي جر الويلات على الشعب فزادت الثورة.. وتعطلت الحياة التجارية كافة.

وهكذا اصبح لبنان على أبواب المجهول.. واستقال الرئيس الحريري امام الحاح الجماهير امام الحاح الجماهير في الشارع ولكن الاستقالة بدل اعتبارها وجهاً وطنياً ينقذ العهد ، اعتبرت خيانة للشراكة وعداوة وسقطت التسوية وانقلبت الامور رأساً على عقب ..

المهم انه بعد الاعتراف باخطأ باسيل جاء دفاع عنه بانه رئيس اكبر تكتل نيابي وأن من حقه أن يتدخل بهذه الصفة وأن يكون له في كل عرص قرص، وسقطت الديمقراطية وحلت محلها الديكتاتورية.. وكأنه على الرئيس الحريري أن يدفع الثمن وحده وعندما تقدم بصفته أقوى زعيم في طائفته ليكلف برئاسة الحكومة الجديدة كان جزاؤه من الحلفاء والأصدقاء التخلي ونفض اليد، والتحدي لقرار الرؤساء والهيئات والعائلات الإسلامية.

وفقد لبنان التوازن والاعتدال وحل مكانه الانانية والمصالح الذاتية والطائفية واصبح الوطن رهينة بايدي المراهنين.

أصبحت قضية الوطن معلقة.. وبدأ عهد قائم على النكايات والتفرقة بين أبناء الطائفة الواحدة والعالم يتفرج على المأساة ويحكم على لبنان حكماً قاسياً بسبب الصراعات الطائفية على ارضه..

ومحاولة استفزاز اهل السنة لن تمر فالعالم العربي لن يقدم المساعدات المالية على حساب الطائفة السنية، والخارج يزيد الإصلاحات العملية.. والخلافات على اشدها هل يستطيع لبنان الخروج من ازمته…….

وكيف ينظر الينا العالم المتحضر رغم اننا نعيش حياة قبائل المتصارعة على السلطة..

الثورة في الشارع هي التي تقول لان الحكام زادوا …. وزادت الأصوات لن يقبل الرأي العام العالمي حكومة لا تمثل الشعب أولا ولن يقبل العرب أيضاً الا ادا كان هناك عدالة ومواساة وديمقراطية يتساوى فيها جميع الناس، ولا تطغى فيئة على أخرى

اعرد القول اننا لسنا اقلية ولا تحركنا عن الأقليات نزيد وطناً للجميع وليس لفريق دون اخر ولا يحكم بالقوة بل بالإرادة الحرة والديمقراطية..

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا