'التيار الأزرق' من 34 إلى 19 نائباً.. الحريري يحتفل بـ'النصر'

2018 -

أيار -

بقلم محمد عيسى:

احتفل رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط بـ"الفوز" أو "النصر" الذي حقّقه في انتخابات السادس من أيّار على مختلف الجبهات اللبنانية، إذ أنّه "رفع تنازلياً" عدد نواب كتلته من 34 نائباً (قبل خروج النائب خالد الضاهر) إلى 19 نائباً (خسارة ثلث المقاعد)... في وقت نجحت فيه غالبية الفرقاء بزيادة عدد النواب ولو بمعدّل نائب واحد، مع الإشارة إلى أنّ بعضهم بلغ انتصاره حد "الدوبلة"، كحال "القوات اللبنانية" التي وصل عدد نوابها في المجلس الجديد إلى 16 نائباً... وأيضاً في وقت حقّق فيه آخرون خرقاً "مدوياً" في جدار رئيس التيار الأزرق "غير القابل للكسر"!

جولات الحريري وصولاته من الشمال إلى الجنوب مروراً ببيروت وصولاً إلى البقاعين، لم يخلُ الأمر فيها من استخدام "خطاب شدّ العصب السني" مجيّراً أصوات بعض "العمامات البيضاء" للنداء من أجل نصرته... وقد يكون حذا حذو "صديقه" الوزير جبران باسيل الذي ربّما "استأذن حزب الله لشنّ هجماته الإنتخابية حتى السادس من أيّار، ومن بعدها بيقعد عاقل"...

أكمل الحريري حملاته مستخدماً مقدّرات الدولة اللبنانية، وبذلك أيضاً شأنه شأن البعض من السياسيين، فيما يُمنع آخرون من استخدام مرفق عام من أجل إقامة مهرجان إنتخابي، مرافق حكرٌ على أهل السلطة... هذا عدا أيضاً عن استغلال مؤتمرات دولية وتجيير فرص عملها "الإفتراضية" حتى الساعة"، لرصيد "التيار الأزرق"، والتي يُفترض أن لا تدخل في برنامج الحريري الانتخابي... "السعيد" بالنتيجة. "وبلا طول سيرة مرقت"...

بكلّ بساطة، لم تتمكن "الخرزة الزرقاء" من ردّ العين عن "التيار الأزرق" ورئيسه... يقبل الرجل بالنتيجة، وإنْ مرغماً، محاولاً إقناع نفسه وأنصاره بها، معلناً أنّ الجمعة هو يوم الإحتفال بـ"الفوز"، الذي شكّل "الصفعة الأقوى" له باعترافه "ضمناً"، وبرأي المراقبين المحليّين كما الدوليين... وربّما تنطبق على الحريري الذي ربط تراجع عدد مقاعده بطبيعة قانون الإنتخاب الجديد، عبارة "هذا ما جنته يداك" بتمرير قانون إنتخابي يعرف هو نفسه مسبقاً، أنه سيكون الخاسر الأكبر فيه... إنّه "الدهاء السياسي الذي توقف عند بابه ولم يدخل"، إذ وجده منشغلاً بالتقاط "سلفي" بعدما قطع أمام مناصريه وعداً بذلك على نفسه.

معظم اللبنانيين يعرف تماماً أنّ الحريري لطالما يردّد مقولة "التوافق السياسي هو الذي يحكم البلد"، وأنّ "المهم هو مصلحة البلد"... وهو أكّد ما يقوله مراراً عندما ردّ على سؤال إحداهن بالعودة إلى إلى دراجته.. إنه الهم الوطني ولا خيار، "إمّا السلطة وإمّا الدراجة".

البعض يقول إنّ الأمر الأخر الذي يحكم البلد وقد يشكل الركيزة الثابتة بيت تياري المستقبل والعوني، "الصفقة" أو "الصفقات" السياسية التي "تبتغي الربح"، إذ أنّ البعض قد يجد نفسه غارقاً في عقود لا يمكن الهروب منها، أو أنّ هذا البعض يرسم على مستقبل "زاهر" مع رجل "باهر"، بخطذان سويّاً معالم السياسة اللبنانية المستقبلية، والتي قد يكون من أبرز رسّاميها من رأس الهرم وحتى القاعدة، الثنائي الشيعي نظراً لاتساع تمثيله على ضوء ما أفرزته الإنتخابات النيابية الأخيرة، إذ بات يملك مع حلفائه الثلث المعطل في البرلمان.. وفإن كانت هناك من مراهنات، "أليس في بنشعي الهواء عليل"؟!

على كلّ حال، من الواضح أن الحلف بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل" مستمر، فيما الأخير سيبقى محكوماً بالتنازلات، والتي تجلّى وجهها إبّان نسج التحالفات الإنتخابية الآنية، من تطيير العميد أنطوان سعد في البقاع إلى إيجاد منافس في وجه أنور الخليل في حاصبيا التي دخلها من بوابة الوزير طلال ارسلان.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا