جبيل أمّ المعارك.. ترهيب وترغيب لإستقطاب الناخبين؟!

المحرر السياسي

رادار سكوب

2018 -

نيسان -

"رادار سكوب" - المحرر السياسي:

ما يُحكى عن مُواجهة حامية ومُستعرة إلى أبعد الحدود، قاسية وشرسة في دائرة كسروان - جبيل لم يكن سوى غيض من فيض مما يجري على الأرض منها ما هو مُعلن ديمقراطي ومنها ما هو مخفي مخزي ومُعيب وتحديدًا في جبيل، أمّ المعارك الانتخابية. أحجام، تثبيت هوية، تكريس وجود، التضييق على الطرف الآخر، استقطاب ناخبين وصولاً الى المعركة الأكبر، كسر الصمت والعظم معًا..

ما هو محسوم في دائرة أم المعارك، ان خريطة المقاعد التي اعتادت عليها ستتبدل حتمًا فهناك صوت تفضيلي يسعى كل مرشح مُستنفداً الوسائل المشروعة وغير المشروعة الى ان يكون من حصته لرفع الحاصل وضمان وصوله، ناهيك عن الصوت الشيعي الحاسم في ترجيح كفة هذا المُرشح او ذاك، فهذا الصوت محط انظار ورهان كُثر ممن يتساءلون عما اذا كانوا جميعهم يختزلوا بحزب الله وبقررارته؟

الجواب على هذه التساؤلات لا يملكه الا "شيعة جبيل" نفسهم والذين يؤكدون على ثوابتهم وقناعاتهم ونهجهم المُقاوم لكن في الوقت عينه تعلو اصواتهم رافضين اختزالهم بشخص مُنزل عليهم بـ"البراشوت" كما يقولون في وقت تميل خياراتهم علنا باتجاه برامج انتخابية أخرى تُشبههم وتلبي حاجاتهم.

ويتحدث البعض منهم في مجالسه الخاصة ويهمسون بصوت خافت عن ان أحد المرشحين من الطائفة الكريمة، والذي يصفونه بـ "الغريب" عن بيئة تلك المنطقة يعزف على الوتر الطائفي والديني وما يُرافقه من خطابات تعبوية تحريضية على المرشحين البقية من ابناء طائفته للتضييق عليهم كونهم يلقون تأييداً وتعاطفا شعبيا كبيرًا.

ويكشف هؤلاء في دردشاتهم عن تسخيره لطاقات أفراده للتدخل في الانتخابات النيابية وترهيب الناخبين للاطباق على اصواتهم الاعتراضية التي تُشكل خطرًا عليه ويُحسب لها الحساب بضوء ان ملامح الاعتراضات على هذه السياسة واضحة من البيت الواحد والحليف قبل الخصم.

وبحسب معلومات مصدر جبيلي فاعل لرادار سكوب، ان الخُطابات تتركز على ازالة فكرة انه ليس منزل عليهم بالغصب وان لم يكن ابن جبيل من عقول الناخبين واقناعهم بان الغريب هو من امضى عمره خارجاً، وترفض المصادر هذه الاحاديث جملةً وتفصيلاً عازية اسباب رفضها بالقول ان المُستهدف بهذه الخطابات معروف للجميع وهو ابن جبيل ومشاريعه الجبيلية التي تؤمن قوت كثر من ابناء هذه المنطقة تحكي عنه.

حسب المُراقبين، حجم المعركة السياسية كبيرة الوزن، وما يُخاض في الايام المُقبلة لن يكون سهلاً لا على المرشحين ولا حتى على الناخبين، ووفقا لاقوال هؤلاء ان ممارسة سياسية الترهيب والترغيب للتأثير على اصوات وخيارات المنتخبين نهج لم يعد يأتي أكله بعد اليوم نتيجة كسر هؤلاء جدار الصمت بوجه احزابهم التي هي تقرر وتنتظر منهم ان يلبونهم كقطيع.

في المقابل تنتقد اوساط جبيلية بشدة ما يُقدم عليه البعض ممن هم معروفي الهوية واهدافهم مفضوحة، وتلفت الى ان حتى هؤلاء لا يعرفون اي لواء يحملون او راية من يرفعون، فكل يوم مع مُرشح.

في المحصّلة، يبدو أنّ الأيام المُقبلة حُبلى بمفاجآت مُدوية ومن العِيار الثقيل يُحضر لها بُغية قلب موازين المُنافسة الشيعية تحديدًا، رأساً على عقب ونَسف كل البروبغاندات الاعلامية التي يُسوق فيها عن حاصل انتخابي أصبح في المتناول، فكفة من ستُرجح وورقة من ستسقط يا تُرى؟

الجواب بجُعبة كل جبيلي حُر الخيار كان أو مُرتهن لاجندات مفضوحة.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا