لا احد يعطي دروساً لجيش سطر ملاحم في معارك ضد الارهاب

ابتسام شديد

الديار

2017 -

تموز -

انتهت عملية مخيمي النور وقارية في عرسال بما خلصت اليه من توقيف ارهابيين خطيرين وقيام آخرين بتفجير احزمتهم الناسفة بالدورية وبعملية مسح شامل للمخيم الذي تبين انه تحول مقراً لمجموعة خطيرة من ارهابيي «داعش» وحيث يتوقع بعد انتهاء التحقيقات ان يصبح في جعبة الاجهزة الامنية «داتا» اضافية من المعلومات عن مخططات تلك المجموعات التي كانت تستعد للخروج من المخيم للقيام بعمليات تخريبية، لكن مفاعيل تلك العملية لم تنته بعد وتردداتها لا تزال ماثلة، فعلى رغم الانجاز الذي حققه الجيش بمباغتة الارهابيين في اوكارهم حيث كانوا يتجهزون لعمليات يكشف عنها في التوقيت المناسب، وعلى الرغم من ان العملية الاستباقية حازت تنويهاً من جيوش واجهزة ودول أثنت على دور المؤسسة العسكرية في ضرب الارهاب إلا ان أسوأ ما في العملية التي وفرت فرصاً ذهبية كان يسعى اليها الارهابيون للتسلل الى المناطق لتحقيق اهداف خطيرة، كان في الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف المؤسسة العسكرية والعمل الامني من خلال نشر صور التوقيفات واستغلال قضية وفاة موقوفين اربعة توفوا بأزمات قلبية وجلطة دماغية لظروف صحية ومناخية، وحيث ان القيادة العسكرية كلفت لجنة تحقيق عسكرية اجراء التحقيقات حول ملابسات ما حصل اثناء التحقيق معهم لمزيد من الشفافية ومصداقية عمل المؤسسة ولمواجهة الناشطين الاجتماعيين ومن يدعون انهم من منظمات حقوق النازحين، والذين لم يأخذوا العبرة او الدرس من وجود انتحاريين وقادة «داعشيين» في المخيم وحيث كان الأجدى بنظر هؤلاء الحقوقيين وفق اوساط معنية بالملف تركهم يسرحون في المخيمات ويستقطبون المزيد من الزملاء الارهابيين لتخريب الساحة الداخلية وضرب الأمن القومي.

واذا كان من حظ الجيش العاثر في عملية عرسال الأخيرة وفاة اربعة موقوفين فليس مقبولاً وفق اوساط امنية التطاول الى هذا الحد على القيادة العسكرية وأداء الجيش الذي حقق انجازات عجزت عنها دول كثيرة في ملاحقة الارهاب وضربه وسقطت انظمة ودول كثيرة تحت وطأته، وتفجير ارهابيين انفسهم خير دليل واثبات للمجتمع الدولي على استغلال الارهابيين للمخيمات وبان عدداً منها يأوي ارهابيين يتلطون بعباءة النزوح، فـ«الأمن هو الأمن»، وليس على أحد ان يعطي دروساً في العمليات العسكرية لجيش سطر ملاحم في معارك ضد الارهاب في مخيم البارد وعبرا وفي تفكيك شبكات ارهابية خطيرة، عدا ذلك فان القوة المداهمة في عرسال نفذت العملية باحتراف ودقة بعدما حاول الارهابيون اخذ المدنيين دروعاً بشرية فلم يسقط في العملية إلا طفلة سورية نتيجة تفجير الانتحاري نفسه. وعليه فان الجيش يضع الاصوات التي تنشذ على أدائه في التعاطي مع الموقوفين في اطار الحملة المنظمة التي تستهدف انجازاته، وفي اطار التشويش بعد نجاح العملية الامنية بتحقيق اهدافها، وعلى ابواب بدء معركة عرسال لتطهير الجرود ومع تقهقر المسلحين الهاربين، وأكثر من ذلك ثمة من يعمل على التشويش على مسلسل عودة النازحين الذي حصل قبل فترة مع استعداد بعض العائلات للعودة.

وفيما تضع لجنة التحقيق العسكرية تقريرها وبعد جلاء كل التحقيقات مع الموقوفين ، فان عدة «لاءات» تفرض نفسها في هذه المرحلة، وهي «لا» للتصويب على الجيش وتصويره بانه اعتدى على الموقوفين وتسبب بوفاة بعضهم، و«لا» لتسويق فكرة ان المخيمات فوق شبهات الارهاب او خالية من الارهاب بعدما اثبتت نتائج عملية مخيمي النور وقارية تحولهما الى مصنع لتصنيع العبوات ومأوى للارهابيين.

الواضح ان هناك سيناريو محكماً يهدف الى تحقيق الضغط على الدولة اللبنانية وترييح المخيمات وتركها سائبة للارهابيين، ويأتي ذلك في سياق عرقلة العودة بعد رفض المجتمع الدولي للعودة وتسهيل حياة النازحين اليومية في المناطق اللبنانية وتوفير الظروف الحياتية لهم، وفي سياق التجاذب السياسي الحاصل اليوم حول عودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة تحت عناوين رفض التفاوض مع النظام السوري لعدم منحه الشرعية، وفي سياق تجاهل حجم المخاطر في المخيمات التي تحولت الى ملجأ للارهابين يترددون اليه بحجة زيارة اقاربهم وبعد عملية اختلاط النازح بالارهابي.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا