بالصور: بعد سنتين من الغموض..٢٠ سنة سجن لقاتلة سيلين راكان

ربيع دمج

رادار سكوب

2017 -

تموز -

ربيع دمج - "رادار سكوب":

بعد سنتين من جلسات المحاكمة والتي ناهزت الـ15 جلسة داخل "جنايات بيروت"، وبعد سنتين و8 أشهر من وقوع الحادثة، أصدر رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي هاني حجار حكمه بحق الأثيوبية "بوزاي بيلاي" طالباً لها عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة مع تخفيضها إلى الأشغال الشاقة لمدة عشرين عاماً.

قضية الطفلة "سيلين راكان والأثيوبية بوزاي" أخذت حيّزاً مهماً في الإعلام المحلي وأثارت جدلاً واسعاً في البرامج الإجتماعية، معظم الإعلام اللبناني كان منحازاً أو متعاطفاً مع العاملة الأثيوبية، لسبب أساسي هو أنّ يوم وفاة الطفلة بتاريخ 2 تشرين الأول 2014 كتب والدها ياسر ركان على صفحته على موقع "فايس بوك" أن "صديقه الطبيب تسبب بمقتل طفلته بسبب طُعم فاسد أعطاها إياه" وظهر يومها في برنامج "طوني خليفة 1544" على قناة "الأم تي في" وقال ذلك.

بعد أسبوع فقط عاد الوالد وقال بأن العاملة الأثيوبية، وبعد معاينة الكاميرات في المنزل من قبل صديقه المهندس، هي من قتلت الطفلة خنقاً وحين طُلب منه من قبل السلطات التي تحقق بالحادثة بضرورة تشريح الجثة لمعرفة ما إذا كان هنالك عملية قتل متعمّدة أو أن الطفلة ماتت قضاء وقدر رفض والدها "التشريح"، مع العلم أن "سيلين" كانت في الأصل تعاني من قصور في القلب وأجرت عملية سابقاً.

إلى جانب هذه المعطيات أتت مسألة تقارير الأطباء الشرعيين الذين عاينوا الجثة حين وصولها إلى مستشفى "الزهراء" في الجناح، وبحسب تقاريرهم فإن الطفلة لم تتوف خنقاً، بيد لو أن هنالك عملية خنق لظهرت نقط من الدماء في "بؤبؤ العين"، وهذا الأمر لم يكن موجوداً بحسب الطبيب الشرعي أحمد المقداد وطبيبة الأطفال ماريانا خضر التي عاينت جثة "سيلين" لحظة وصولها، وذلك في إفادتهما أمام محكمة الجنايات ببيروت.

وكانت "بوزاي" قد حرصت طوال الجلسات التي حصلت في غضون السنتين بأن تنزع عنها تهمة القتل وكانت تؤكد بإنفعال أنها أحبّت سيلين ولا هدف لها بقتلها خاصة وأنها عملت لدى العائلة أكثر من سنتين.

وعن إفادتها الأولية قالت خلال أول جلسة علنية في المحكمة أنها أدلت وإعترفت بقتل "سيلين" نتيجة الخوف والضرب من قبل المحققين داخل منزل "سيلين ركان" في الجناح كذلك في مخفر "المصيطبة".

وبحسب مصادر مطلعة على الملف لموقع "رادار سكوب" فإن "عدم تشريح الجثة" هي الجدلية الأساسية في هذا الملف الشائك، فجميع الأطباء الذين عاينوا الجثة ووكيلة "بوزاي" حسناء عبد الرضا قالوا "لو تم تشريح الجثة لما وصلنا إلى هنا".

في جلسة المرافعة الأخيرة التي حصلت بتاريخ 23 أيار 2017 تطرقت المحامية عبد الرضا إلى عدم جدية التحقيقات الأولية وإلى قيام ياسر ركان بنشر على موقع "فايس بوك" أن إبنته توفيت بسبب الطُعم وإلى عدم حصول أي إجراء للتأكد من اللقاح وأن التفتيش الصيدلي ضبط اللقاحات من عيادة الدكتور "الزين" لعدم صحة تخزينها وأعادها في اليوم التالي، كما إعتمدت إلى شهادة الاطباء الموحدة عن عدم وجود أثار عنف على الطفلة وهذا دليل كاف على عدم وجود جريمة أصلاً.

وعادت عبد الرضا إلى الوراء أي إلى الجلسات السابقة حين قال الوالد بأن العاملة قتلت "سيلين" بهدف السرقة ولكن ما عُثر عليه في غرفة المتهمة قد وُجد بعد مرور وقت على توقيفها، وهي مسروقات سخيفة جداً من قطع ملابس داخلية لا تفضي إلى قتل طفلة كون الأخيرة شاهدتها تسرق.

وفيما خص قرار المحكمة بطلب السجن لـ"بوزاي" فقد إعتمدت المحكمة على إقرار المتهمة بشكل صريح بإقدامها على قتل الطفلة في سياف إفادتها امام فصيلة البسطة، وتكرار إفادتها بقتل الطفلة أمام مفرزة بيروت القضائية ومرة أخرى بحضور مندوب القنصلية الأثيوبية الذي تولى أعمال الترجمة. كما إعتمدت المحكمة على تمثيل كيفية خنقها للطفلة وما بينته كاميرات المراقبة لا سيما لجهة قيام المتهمة بقطع وإعادة التيار الكهربائي لمرتين، إلى جانب إفادة الشهود الخصم لبوزاي وفق معلومات موقع "رادار سكوب".

وهكذا يكون الملف وبعد سنتين من المدّ والجزر وصل إلى خاتمة غير واضحة تماماً، ولعدم وجود آدلة كافية ودامغة عن حصول جريمة لم تنل "بوزاي بيلاي" عقوبة الإعدام ونالت 20 سنة سجن مع الأشغال الشاقة.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا